Atwasat

وسائل إعلام فرنسية: الفساد هو «القاتل» في درنة.. والضحايا يكافحون وحدهم

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني الأربعاء 27 سبتمبر 2023, 09:21 مساء
WTV_Frequency

تقاطعت وسائل إعلام فرنسية في تشخيص الوضع الاجتماعي بليبيا حول حالة «الكفاح لوحدهم» التي يعيشها الليبيون المتضررين جسديا ونفسيا، بعد مرور أكثر من أسبوعين على العاصفة «دانيال»، معتبرين أن الإهمال والفساد هما القاتلان في مدينة درنة المنكوبة.

واعتبرت جريدة «لوموند» الفرنسية أن وضع مدينة درنة «لم يعد سوى ألم»، مشيرة إلى ترك السلطات السكان يقاومون بأنفسهم في ظل المؤسسات المفلسة في بلد منقسم بين حكومتين تعفيان نفسيهما من أي مسؤولية في مواجهة المأساة.

«لوموند»: سلطات الشرق ترغب في السيطرة على المعلومات
تقول الجريدة، في تقرير اليوم الأربعاء، إن غرب وشرق ليبيا لكل منهما إدارته الخاصة وميليشياته، مما يجعل تنسيق المساعدات أكثر تعقيدا، بينما على أكتاف جيش من المتطوعين المدنيين، القادمين من جميع أنحاء البلاد، تشكلت قوافل من القرى والبلدات، حيث جرت عمليات الإغاثة بأيديهم العارية ومعاولهم فقط، حيث كانوا يحفرون في بحر من الطين والركام، بحثا عن الناجين والجثث، في وقت يتجول فيه الناجون في الشوارع مصدومين، ويضطرون إلى انتظار أخبار عن أحبائهم الذين جرفتهم الأمواج، وهم بالآلاف.

وتساءلت الجريدة عن عدد الوفيات، مقرّة باستحالة معرفة الرقم الدقيق، على الرغم من أن الحصيلة الرسمية لم تعلن إلا بشكل هامشي خلال الأسبوع الجاري، رابطة الأمر برغبة سلطات الشرق في السيطرة على المعلومات، ومنع الوصول إلى أماكن معينة، حيث «لا تزال تؤجج الغضب».

وتشير «لوموند» إلى موضوع آخر مثير للغضب، وهو «التخلي لسنوات عن صيانة سدي درنة، إذ يروي تاريخها الحديث سنوات من الإهمال والفساد»، وما يؤكد ذلك تأكيد النائب العام حدوث تشققات بهما في وقت مبكر من العام 1998. وفي العام 2021، أظهرت المراجعة أنه لم تجر صيانتهما، على الرغم من تخصيص الأموال لهذا الغرض.

وأمر النائب العام، قبل يومين، بإيداع ثمانية مسؤولين، بينهم رئيس بلدية المدينة، الحبس الاحتياطي على ذمة التحقيق. هؤلاء الأشخاص الثمانية، توضح مجلة «جون أفريك»، يشغلون أو شغلوا مناصب مسؤولية داخل إدارة الموارد المائية أو إدارة السدود في ليبيا، وهم متهمون، من بين أمور أخرى، بـ«سوء الإدارة» و«الإهمال».

- منظمات حقوقية تطلق مبادرة لإجراء تحقيق دولي مستقل في تفاقم كارثة درنة
- مراسلة «سي إن إن» ترصد أحوال الناجين وتتساءل: أرواح مكلومة في درنة.. كيف لها أن تشفى؟
- صاحب إنذار «انهيار» السدين في درنة: فقدت أفرادا من عائلتي.. والدولة تجاهلت التحذيرات

«لوبوان»: «درنة.. الفساد يقتل»
كما عبرت جريدة «لوبوان» الفرنسية عن غضبها بهذا العنوان «ليبيا: قتلة درنة» و«الفساد يقتل». واعتبرت أن ما حدث في درنة سيشهد على ذلك إلى الأبد، مقترحة بناء نصب تذكاري للقتلى، ليكونوا شهداء إلى الأبد على الفساد البشري في ليبيا.

«عندما طالبت حشود درنة بصوت عالٍ بمحاسبة أولئك الذين سرقوا أو خانوا، أو كليهما، لم يكن لدى قادة الشرق سوى مواجهة هذه الموجة العارمة الإنسانية، وردوا بقطع شبكتي الإنترنت والاتصالات فجأة عن الهواتف، وطُلب من الصحفيين المغادرة»، بحسب الجريدة التي قالت إنه من المفترض أن تمر المساعدات الدولية لإعادة إعمار درنة عبر صدام حفتر، نجل المشير خليفة حفتر، «المسؤول» عن إدارة الأزمة الإنسانية.

بدورها، سلطت جريدة «لاكروا» الفرنسية الضوء على إحالة مسؤولين إلى السجن على الأقل حتى نهاية التحقيق، بهدف تقديمهم للمحاكمة. فبعد أسبوعين من الكارثة التي شهدتها مدينة درنة، والتي أدت إلى انهيار سدين في المدينة، استجوب النائب العام الصديق الصور مسؤولين حاليين وسابقين، وأمر باحتجازهم احتياطيا بتهمة «الإهمال».

ومن المفارقات أن السدين جرى بناؤهما في السبعينات من قِبل شركة يوغوسلافية، بهدف حماية درنة من الفيضانات العنيفة التي يمكن أن تحدث في المنطقة. وظهرت الشقوق الأولى العام 1998، لكن صيانتها كانت ناقصة. كما نبهت دراسة أخرى، يعود تاريخها إلى نوفمبر 2022، أجراها المهندس والأكاديمي الليبي عبدالونيس عاشور، إلى «كارثة» إذا لم يتحرك المسؤولون، لصيانة السدين.

«لاكروا»: الدعوات المتزايدة إلى إجراء تحقيق دولي مستقل لها علاقة بانعدام الثقة
وجرى دفع مليوني دولار عامي 2012 و2013، لإجراء الأعمال اللازمة، واستعان نظام معمر القذافي بشركة تركية في العام 2007، لإصلاح البنية التحتية. وكان من المقرر أن يبدأ المشروع في العام 2010، لكن الشركة أفلست في العام 2017 بسبب عدم الدفع لها، في سياق الفوضى التي سببتها الحرب، ووقوع درنة قبل سنوات تحت سيطرة الجماعات المرتبطة بتنظيم «داعش».

ووفق «لاكروا»، تسلط الدعوات المتزايدة لإجراء تحقيق دولي مستقل الضوء على عدم ثقة الليبيين في الحكومات المتنافسة. بينما تعتزم الحكومة المكلفة من مجلس النواب، برئاسة أسامة حماد، أخذ زمام المبادرة عبر تنظيم مؤتمر دولي في 10 أكتوبر المقبل، لإعادة إعمار درنة. وقد وعدت السلطات فيها بأن الجسور والطرق في «منطقة الكارثة» ستنهض من رمادها هذه المرة بمساعدة الصين.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
المفوضية تستضيف ندوة حول «الانسداد السياسي والانتخابات»
المفوضية تستضيف ندوة حول «الانسداد السياسي والانتخابات»
معهد أميركي: الأزمة السياسية في ليبيا تعرقل جهود مكافحة الاتجار بالبشر
معهد أميركي: الأزمة السياسية في ليبيا تعرقل جهود مكافحة الاتجار ...
إرجاع الكهرباء إلى صبراتة بعد إصلاح كابل معطوب
إرجاع الكهرباء إلى صبراتة بعد إصلاح كابل معطوب
عقيلة يشارك في مؤتمر رؤساء البرلمانات العربية بالقاهرة
عقيلة يشارك في مؤتمر رؤساء البرلمانات العربية بالقاهرة
بينها صيانة المطار.. «جهاز التنمية» ينفذ حزمة مشاريع لإعادة إعمار سرت
بينها صيانة المطار.. «جهاز التنمية» ينفذ حزمة مشاريع لإعادة إعمار...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم