Atwasat

صاحب إنذار «انهيار» السدين في درنة: فقدت أفرادا من عائلتي.. والدولة تجاهلت التحذيرات

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 17 سبتمبر 2023, 11:40 صباحا
WTV_Frequency

قال الخبير في علوم المياه من جامعة عمر المختار، عبدالونيس عاشور، معدّ دراسة قبل أشهر حذرت من كارثة الفيضانات، إنه فقد العديد من أفراد عائلته بسبب السيول الجارفة بعد إعصار «دانيال»، منتقدا تجاهل الحكومة سنوات التحذيرات، بما في ذلك ما خلص إليه بحثه.

وعادت جريدة «نيويورك تايمز» الأميركية، أمس السبت، إلى التحذيرات التي سبقت كارثة الفيضانات في مدينة درنة، وما قابلها من عدم اهتمام من قِبل السلطات، ومن بينها نتائج بحث أحد الأكاديميين الليبيين، الذي نشره في العام 2022، وخلص فيه إلى أن تكرار الفيضانات يهدد السدود المبنية في وادي درنة، وحث على إجراء أعمال الصيانة بشكل فوري.

وقال عاشور، في مقابلة مع الجريدة الأميركية، إنه فقد العديد من أفراد عائلته بسبب الفيضانات. وأضاف: «نحن نعيش في حالة صدمة. لا يمكننا استيعاب ما يحدث، والدولة لم تكن مهتمة، وبدلا من ذلك مارسوا الفساد، وانشغلوا بالمشاحنات السياسية».

عيوب في تصميم سدي درنة
وأشار الباحث إلى أن المهندسين الذين أشرفوا على بناء السدود قللوا من كمية الأمطار المتوقعة في المنطقة. ومما زاد الطين بلة أن التضاريس تعرضت للتصحر، مما قلل قدرتها على امتصاص المياه الجارية. وكتب عبد الونيس عاشور العام الماضي «إذا حدث فيضان ضخم فستكون النتيجة كارثية على سكان الوادي والمدينة».

وحذر من سيناريو العواصف التي ضربت المنطقة في العقود الأخيرة، مستشهدا بالفيضانات المدمرة العام 1959. وقال إنها يمكن أن تؤدي إلى انهيار السدود وإغراق درنة، واصفا الوضع بـ«الخطير». ولفتت «نيويورك تايمز» إلى أن الأمطار التي شهدتها المناطق المحيطة بالمدينة لم تكن وليدة اليوم، حيث هطلت بغزارة خلال السنوات الماضية، مما تسبب في انجراف التربة. كما أدى التغير المناخي إلى تغيير طبيعة الأراضي هناك، وجعلها أكثر جفافا وصلابة، ومجردة من النباتات بشكل كبير، وبالتالي أقل قدرة على امتصاص المياه، ومنعها من التجمع بشكل خطير خلف السدود.

وما زاد من الخطر الإهمال من قِبل المسؤولين الذين كانوا يعلمون أن السدود بحاجة إلى إصلاحات، بينما يؤكد مسؤولون محليون أن السدود بالكاد خضعت لعمليات صيانة منذ بنائها في أواخر السبعينات، وفق الجريدة الأميركية. وجرى بناء السدين على أطراف درنة بمساعدة مهندسين من يوغوسلافيا السابقة، حيث يصل ارتفاع السد الأكبر، المعروف باسم «أبو منصور»، 74 مترا، ويمكنه استيعاب ما يصل إلى 22.5 مليون متر مكعب من المياه. أما السد الأصغر، المسمى «سد البلاد» أو «سد درنة»، فقد جرى بناؤه على مشارف المدينة. وفور انهيار الأول، انهار الثاني أيضا.

عالم روسي يشبه شدة عاصفة «دانيال» بقنبلة هيروشيما 
تضارب دولي ومحلي في تقدير حصيلة ضحايا «دنيال»
بالصور.. طائرة مساعدات فرنسية تصل بنغازي

وخلال العام 1986 ضربت عاصفة كبيرة المنطقة، مما أدى إلى أضرار في السدين، وجرف التربة من الأرض. ومع أن السدين تضررا إلا أنهما صمدا مرة أخرى. وعلى الرغم من هذه الضغوط، كانت عمليات الصيانة قليلة للغاية. وكشف النائب العام الصديق الصور أن الحكومة الليبية كلفت العام 1998 بإجراء دراسة كشفت تشققات وتصدعات في السدين.

وأضاف الصور أنه بعد ما يقرب من 10 سنوات، جرى التعاقد أخيرا مع شركة تركية، لإصلاح السدين. لكن السلطات تأخرت في الدفع، ولم يبدأ المشروع إلا في العام 2010. بعدها بعدة أشهر، اندلعت احتجاجات في ليبيا، وسقط نظام القذافي، مما أدى إلى توقف أعمال صيانة السدين.

كما تشير الجريدة الأميركية إلى تحذير منظمة «رؤيا» الليبية غير الربحية، على حسابها الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، قبل أقل من يومين من وقوع الكارثة، من أن «السد يمكن أن يمتلئ حتى الانهيار خلال العاصفة القوية التي تجتاح البحر الأبيض المتوسط»، مطالبة سكان وادي درنة بتوخي الحذر الشديد.

والسدان كانا يحتويان على مجاري تصريف خرسانية من المفترض أن تعمل بشكل يشبه إلى حد كبير تلك الموجودة في حمامات الاستحمام العادية. فعندما يرتفع منسوب المياه لمستويات عالية للغاية، يذهب الزائد منها إلى مجرى التصريف، ويخرج من تحت السد. غير أنه إذا لم يجر إنشاء قناة تصريف المياه بالحجم الكافي أو كانت الأنابيب ضيقة جدا، بحيث لا تتناسب مع قوة العاصفة، ولذلك استمرت المياه في الارتفاع. وعندما يرتفع الماء فوق قمة السد، يبدأ السد نفسه في التآكل تدريجيا، حتى ينهار هيكله بأكمله، وتتدفق المياه بحرية، وهو ما حدث بالفعل مع سدي درنة، حسب «نيويورك تايمز».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حفتر يستقبل باتيلي وخوري بمقر القيادة العامة في الرجمة
حفتر يستقبل باتيلي وخوري بمقر القيادة العامة في الرجمة
شاهد في «وسط الخبر»: الترويكا الليبية.. أوهام الشعارات وحقائق التوازنات!!
شاهد في «وسط الخبر»: الترويكا الليبية.. أوهام الشعارات وحقائق ...
شاهد في «هذا المساء».. ما هي استراتيجية موسكو في الساحل الأفريقي؟
شاهد في «هذا المساء».. ما هي استراتيجية موسكو في الساحل الأفريقي؟
الدبيبة يتسلم رسالة خطية من رئيس الصومال
الدبيبة يتسلم رسالة خطية من رئيس الصومال
دخول إحدى وحدات محطة الرويس على الشبكة خلال أيام
دخول إحدى وحدات محطة الرويس على الشبكة خلال أيام
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم