حذر وزير الدولة والخدمة المدنية في بوركينا فاسو باسولما بازي من تكرار السيناريو الليبي مرة أخرى في النيجر، في إشارة إلى تهديد المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا بالتدخل عسكريا في النيجر ضد قادة الانقلاب العسكري الذي شهدته البلاد.
وانتقد بازي، في خطابه أمام الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة السبت، التدخل العسكري من قبل القوى الغربية في ليبيا بالعام 2011 للإطاحة بمعمر القذافي، وقال، إن «التاريخ يظهر لنا أن الجميع مدين للشعب الليبي باعتذار صادق»، كما نقل موقع «أفريقيا نيوز» أمس الأحد.
نفاق المجتمع الدولي
وهاجم بازي موقف المجتمع الدولي من الأزمات التي تشهدها الدول الأفريقية، وقال إن «العالم الذي لطالما حلمنا به لم يشرق بعد في الحقيقة».
وقال: «في كل عام يجرى إلقاء عدد لا يحصى من الخطب المليئة بالوعود والتعهدات، ما يدل على التناقض بين الخطابات والحقائق بشأن المسائل المتعلقة بالمبادئ الواردة في ميثاق الأمم المتحدة، بما في ذلك العدالة والمساواة والكرامة والنزاهة وحق تقرير المصير وسيادة الدول وحرمة الأراضي واحترام حقوق الإنسان».
وأضاف: «يمكن ملاحظة ذلك بسهولة في ليبيا، وفي منطقة الساحل، على وجه التحديد في النيجر، وفي الأزمة الروسية الأوكرانية».
رفض وصف السودان بالدولة الفاشلة مثل ليبيا.. البرهان يتهم «جميع دول الجوار» بإرسال مرتزقة
لافروف: نتمنى أن يتمكن الليبيون من الإعداد لانتخابات عامة بمساعدة الأمم المتحدة
وزير الخارجية السعودي يدعو إلى «مغادرة تامة دون تأخير» لجميع القوات الأجنبية من ليبيا
التهديد بتدخل عسكري في النيجر
وسبق ولوحت الدول الأعضاء في المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس» بالتدخل عسكريا في النيجر لإعادة الرئيس محمد بازوم إلى سدة الحكم، في أعقاب الانقلاب الذي أطاح به نهاية يوليو الماضي.
ورفضت عدة دول مجاورة للنيجر، على رأسها بوركينا فاسو ومالي، هذا التهديد، مؤكدة وقوفها إلى جانب المجلس العسكري في النيجر.
انعدام المساواة في العالم «أمر متعمد»
وفي خطابه المطول، انتقد وزير بوركينا فاسو كذلك افتقار أفريقيا إلى العضوية الدائمة أو حق النقض في مجلس الأمن، وهو ما وصفه بـ«جريمة الأمم المتحدة».
وقال إن «انعدام المساواة في أنحاء العالم أمر متعمد»، مشيرا إلى ما يعتبره «الجروح الحقيقية التي تسمم التعايش، وأكاذيب الدول والنفاق الدبلوماسي، والتعطش للسلطة، والسعي المحموم إلى الربح، وروح الهيمنة الشيطانية، واستغلال الإنسان».
وتعد منطقة الساحل في أفريقيا، حسب مؤشر الإرهاب للعام 2023، مركزا للعمليات الإرهابية في العالم، وهي صحابة النصيب الأكبر من الوفيات جراء الإرهاب في العام 2022، متفوقة على منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا. وتعتبر دول بوركينا فاسو ومالي والصومال والنيجر ونيجيريا أكثر النقاط الساخنة للإرهاب في العالم.
تعليقات