Atwasat

«سي إن إن»: السدود المتهالكة وغياب التحذير المبكر.. «مزيج قاتل» فاقم من كارثة العاصفة «دانيال»

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام السبت 16 سبتمبر 2023, 02:59 مساء
WTV_Frequency

تابعت شبكة «سي إن إن» الأميركية الآثار المدمرة التي خلفتها العاصفة «دانيال» لدى مرورها في مناطق شرق ليبيا، مع وقوع درنة في قلب العاصفة، مما تسبب في انهيار سدين قديمين بالمدينة، وإطلاق العنان لملايين الأطنان من المياه جرفت المباني والسيارات صوب البحر.

ويتحدث شهود عيان إلى الشبكة الأميركية، في تقرير نشرته اليوم السبت، عن بداية الكارثة، وسماع دوي انفجار قوي في الثالثة مساء الإثنين الماضي، كشف انهيار السد الأول، وأعقبه بدقائق بسيطة انهيار السد الثاني، مما أرسل موجات ضخمة من المياه صوب المباني السكنية وأهالي المدينة النائمين، وأسقط آلاف القتلى والمفقودين.

وبلغت القدرة التخزينية للسد العلوي نحو 1.5 مليون متر مكعب من المياه. في حين بلغت القدرة التخزينية للسد الثاني 22.5 مليون متر مكعب.

ويزن كل متر مكعب من الماء نحو طن واحد (1000 كجم). وبالتالي، فإن 1.5 مليون متر مكعب من الماء يزن 1.5 مليون طن. أضف هذا الوزن إلى قوة التحرك هبوطا للمياه، مما ينتج قوة تدمير هائلة.

ويشير خبراء الأرصاد إلى أن 20 سم من المياه الجاري كافية لإسقاط الأشخاص. أما 60 سم من المياه الجارية فهي كفيلة بتحريك وجرف السيارات الثابتة. لهذا ليس من المستغرب أن تتمكن الفيضانات التي شهدتها درنة، والتي وصل ارتفاعها في بعض المناطق إلى متر وثلاثة أمتار، من تدمير وتحريك مباني بأكملها.

غياب الإنذار المبكر للكوارث الطبيعية
وعزا خبراء، تحدثوا إلى «سي إن إن»، القوة التدميرية للعاصفة «دانيال» التي شهدتها درنة ومدن شرق ليبيا إلى ما وصفوه بـ«مزيج قاتل من السدود القديمة والبنية التحتية المتدهورة، وغياب الإنذار المبكرة، وكذلك التداعيات المتسارعة لأزمة التغير المناخي».

وأكد الأمين العام للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، بيتيري تالاس، أن القدرة على التنبؤ ووجود إنذار مبكر قبل الكارثة كانا سيمنعان وقوع آلاف من الوفيات جراء العاصفة.

وقال: «لو كانت هناك خدمة أرصاد جوية تعمل بشكل طبيعي، لأصدرت التحذيرات، ولكانت إدارة الطوارئ أيضا قادرة على تنفيذ عمليات إجلاء للناس، وكنا قد تجنبنا معظم الخسائر البشرية».

وأوضح أن انعدام الاستقرار في ليبيا عرقل جهود المنظمة العالمية للأرصاد الجوية بالعمل مع المسؤولين في البلاد على تحسين أنظمة التنبؤ بالأرصاد.

السدود القديمة والبنية التحتية المهدمة
من جهتها، قالت أستاذة الهيدرولوجيا بجامعة ريدينغ البريطانية، هانا كلوك، إنه من الصعب التنبؤ بانهيار السدود في حالة الكوارث الطبيعية. وأضافت: «من الصعب التنبؤ بانهيار السدود. الأمر يحدث بسرعة وشراسة. لذلك هذا الكم الهائل من المياه قضى على المدينة بأكملها».

خبير إيطالي يوصي بـ«لجنة فنية» للتقصي بشأن انهيار سدي درنة
جامعة «ييل» الأميركية: عاصفة «دانيال» الأكثر فتكا في تاريخ أفريقيا
ما قبل «دانيال»: دراسة ليبية توقعت كارثة درنة وطالبت بحماية السكان وصيانة السدود

كما وصفت الباحثة البريطانية الفيضانات التي شهدتها درنة بأنها «واحدة من أسوأ الفيضانات التي يمكن أن تحدث على الإطلاق». وتابعت: «في حين أن السدود مصممة عادة لتحمل الأحداث المتطرفة نسبيا، إلا أن ذلك لا يكون كافيا في كثير من الأحيان. يجب أن نستعد لأحداث غير متوقعة. وعند وضع تغير المناخ على رأس القائمة، هذا يؤدي إلى تفاقم هذه الأحداث غير المتوقعة».

وواصلت: «الخطر الذي تمثله الكوارث الطبيعية المرتبطة بتغير المناخ للبنية التحتية بشكل عام ليس فقط على السدود. لكن على كل شيء، من المبانى إلى إمدادات المياه والطرق. إنه خطر عالمي. نحن لسنا مستعدين لمثل تلك الكوارث بعد».

بدورها، لفتت أستاذة المخاطر المناخية في جامعة ريدينغ البريطانية، ليز ستيفنز، إلى تساؤلات جدية حول معيار تصميم سدي وادي درنة، وما إذا كان خطر هطول الأمطار الغزيرة قد جرى وضعه في الاعتبار بشكل كافٍ.

وقالت: «الأمر واضح. دون انهيار السدين في درنة، لم نكن لنشهد هذا العدد الهائل من الوفيات. السدان كانا سيعملان على منع المياه، ولكن سقوطهما أطلق العنان لهذا الكم من المياه مرة واحدة. كما أن الحطام العالق أضاف إلى القوة التدميرية للفيضانات».

عادة ما تتعرض مدينة درنة للفيضانات، وتسببت خزانات سديها فيما لا يقل عن خمسة فيضانات مميتة منذ العام 1942، كان آخرها في العام 2011، وفقا لورقة بحثية نشرتها جامعة سبها العام الماضي.

ولم يخضع السدان في درنة إلى عمليات الصيانة الدورية منذ العام 2002 تقريبا. بينما جرى بناؤهما قبل نحو نصف قرن، بين عامي 1973 و1977، من قِبل شركة إنشاءات يوغوسلافية.

ويبلغ ارتفاع سد درنة 75 مترا، بسعة تخزينية تبلغ 18 مليون متر مكعب. أما سد المنصور الثاني فيبلغ ارتفاعه 45 مترا، بسعة 1.5 مليون متر مكعب.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
سقوط 4 أبراج ضغط عالٍ لنقل الكهرباء جنوب بني وليد
سقوط 4 أبراج ضغط عالٍ لنقل الكهرباء جنوب بني وليد
الدبيبة يناقش المشروعات المتوقفة بين مؤسسة الاستثمار وصندوق الإنماء
الدبيبة يناقش المشروعات المتوقفة بين مؤسسة الاستثمار وصندوق ...
بلدية بنغازي: استعداد أميركي لدعم جهود إدارة صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا
بلدية بنغازي: استعداد أميركي لدعم جهود إدارة صندوق التنمية وإعادة...
ضبط 6 مطلوبين في قضايا مشاجرة وإيذاء بطرابلس
ضبط 6 مطلوبين في قضايا مشاجرة وإيذاء بطرابلس
«الكهرباء» تباشر صيانة الأبراج المتضررة من الطقس في بني وليد
«الكهرباء» تباشر صيانة الأبراج المتضررة من الطقس في بني وليد
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم