Atwasat

جامعة «ييل» الأميركية: عاصفة «دانيال» الأكثر فتكا في تاريخ أفريقيا

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام السبت 16 سبتمبر 2023, 11:45 صباحا
WTV_Frequency

كشف تقرير، أعده باحثون من جامعة «ييل» الأميركية، أن العاصفة «دانيال»، التي ضربت شرق ليبيا الأسبوع الماضي، هي الأكثر دموية في تاريخ أفريقيا المسجل، حيث خلّفت كارثة أودت بحياة الآلاف والمفقودين، وسببت دمارا هائلا بالبنية التحتية والخدمات.

وتشير الإحصاءات الأولية إلى سقوط 5300 قتيل جراء الفيضانات العارمة التي صاحبت «دانيال» في شرق ليبيا، في حصيلة أعلى من ضحايا الفيضانات التي شهدتها الجزائر بالعام 1927، وسجلت ثلاثة آلاف قتيل، وهي حصيلة الضحايا الأعلى في أفريقيا منذ العام 1900.

وجاء في تقرير جامعة بيل الأميركية أن العاصفة «دانيال» أكثر الأحداث المناخية فتكا على الصعيد العالمي منذ العام 2013 على الأقل، حين أسقط الإعصار «هايان» قرابة 7354 قتيلا في الفلبين.

درنة تشهد الجزء الأسوأ من «دانيال»
واختبرت مدينة درنة، حسب التقرير المنشور يوم الخميس الماضي، الجزء الأسوأ من العاصفة «دانيال»، إذ ضربت فيضانات شديدة المدينة ذات الـ90 ألف نسمة، متسببة في انهيار سدي الوادي ومنصور، وكلاهما قائم منذ 50 عاما على الأقل.

وحفرت المياه المتدفقة من السدين في وادي درنة، الجاف غالبية العام، مسارا بعرض 100 متر تقريبا، وجرفت عديد المباني في طريقها، وتسببت في انهيار البعض الآخر.

ولا يزال من الصعب الوصول إلى أجزاء كبيرة من مدينة درنة، مما يجعل من الصعب تحديد التأثير الكامل للفيضانات. وأعلنت الحكومة المكلفة من مجلس النواب تسجيل 5300 قتيل على الأقل حتى الآن. كما قدرت لجنة الهلال الأحمر وجود أكثر من عشرة آلاف مفقود في درنة.

جريدة «الوسط»: درنة في عام الطوفان
تقديرات أممية بتضرر 884 ألف شخص جراء «دانيال» في ليبيا.. ومبادرة لجمع 71 مليون دولار لدعمهم
«الأغذية العالمي» يطلق نداء عاجلا للتبرع لضحايا العاصفة «دانيال»

عاصفة «دانيال»: «ميديكين» الأسوأ على الإطلاق
وتظهر البيانات، حسب تقرير جامعة «ييل»، أن العاصفة «دانيال» هي العاصفة الأكثر فتكا والأعلى تكلفة من نوع «ميديكين» جرى تسجيلها على الإطلاق. واسم «ميديكين» يعني تقنيا «شبه-إعصار متوسطي».

ويطلق اسم «ميديكين» على العواصف التي تتطور، لتكتسب خصائص استوائية قبالة سواحل جنوب أوروبا، وهي ذات مركز دافئ، ونادرة التكون بسبب أن مياه البحر الأبيض المتوسط ليست واسعة النطاق أو دافئة بما يكفي لتحمل إعصارا حقيقيا.

وقدرت بيانات من جامعة «ويسكونسن ماديسون» أن المياه المتساقطة فوق شرق ليبيا جراء «دانيال» كانت في حدود 51-76 ملم (2-3 بوصات) حول مركز العاصفة. وعادة ما تبلغ كمية الأمطار في درنة 10.8 بوصة فقط خلال موسم الأمطار، الممتد بين أكتوبر وأبريل من كل عام.

وجاء أعلى إجمالي هطول للأمطار بسبب «دانيال» في مدينة البيضاء، حيث أودت الفيضانات بحياة 50 شخصا على الأقل، إذ سجلت المدينة 414.1 ملم (16.30 بوصة) من الأمطار خلال 24 ساعة فقط. ويقارن هذا بالمتوسط المسجل في سبتمبر، البالغ 6 ملم (0.24 بوصة)، والمتوسط السنوي البالغ 540 ملم (21.26 بوصة).

واعتبر التقرير أن تلك البيانات استثنائية، خصوصا في فترة أواخر الصيف، حتى على طول ساحل الخليج الأميركي الذي يتمتع بمناخ أكثر رطوبة بكثير من ساحل ليبيا.

تداعيات التغير المناخي
أيضا يؤكد تقرير جامعة «ييل» أن التداعيات الكارثية للعاصفة «دانيال» في ليبيا تعود في جزء كبير منها إلى التغير المناخي، الذي يزيد من قدرة الأعاصير المدارية والعواصف المماثلة على إنتاج أمطار غزيرة، لأنها تسحب المزيد من بخار الماء من المحيطات إلى المناخ الأكثر دفئا.

وارتفعت درجة حرارة سطح البحر المتوسط بمعدل درجتين مئويتين على مدى الأربعين عاما الماضية. وسجلت درجة الحرارة خلال يوليو الماضي المستوى الأعلى على الإطلاق، مع تسجيل درجات حرارة قياسية في أغسطس.

وتوقع تقرير أخير لـ«الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ» أن ينخفض تواتر عواصف الرياح المتوسطية التي تصل إلى شمال أفريقيا، بما في ذلك العواصف من نوع «شبه-إعصار متوسطي» أو «ميديكين»، ولكن من المتوقع أن تزداد حدتها بحلول منتصف القرن وما بعده.

وقالت الأستاذة المشاركة في أبحاث مخاطر المناخ والقدرة على الصمود في جامعة «ريدينغ»، ليز ستيفنز: «يتسبب التغير المناخي في زيادة حدة العواصف العاتية من نوع ميديكين، ونحن واثقون من أن التغير المناخي يؤدي إلى زيادة هطول الأمطار المرتبطة بهذا النوع من العواصف».

أزمة التغير المناخي في أفريقيا
على الرغم من التحسين الملحوظ في تكنولوجيا توقع الأرصاد والتوعية المتنامية بشأن الكوارث المناخية وجهود الاستعداد، فإن القارة الأفريقية عانت عددا غير مسبوق من الكوارث المميتة المرتبطة بالمناخ على مدى العامين الماضيين.

وتعد الكارثة في ليبيا جراء «دانيال» هي السابعة المرتبطة بالمناخ التي تشهدها القارة الأفريقية خلال عامين، بزيادة 23% تقريبا مقارنة بـ30 كارثة مناخية جرى تسجيلها منذ العام 1900 تقريبا.

وقال تقرير «ييل»: «قد يكون هذا الرقم المشؤوم نذيراً للمستقبل، حيث يؤدي ارتفاع مستويات الضعف، وتزايد عدد السكان، والظواهر الجوية المتطرفة الناجمة عن تغير المناخ إلى زيادة الكوارث القاتلة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
ضبط وافد متلبسًا بسرقة أغراض مسجد في بنغازي
ضبط وافد متلبسًا بسرقة أغراض مسجد في بنغازي
«وسط الخبر» يناقش الملف: أكاديميو ليبيا.. تجاهل حكومي ونضال حقوقي مستمر
«وسط الخبر» يناقش الملف: أكاديميو ليبيا.. تجاهل حكومي ونضال حقوقي...
«النيل للطيران» تدشن رحلاتها بين القاهرة وسبها الأسبوع الجاري
«النيل للطيران» تدشن رحلاتها بين القاهرة وسبها الأسبوع الجاري
أحكام بسجن 6 مسؤولين سابقين بمصرف الجمهورية في طرابلس
أحكام بسجن 6 مسؤولين سابقين بمصرف الجمهورية في طرابلس
وقفة احتجاجية أمام حقل الطهارة لرفض إسناده لشركات أجنبية
وقفة احتجاجية أمام حقل الطهارة لرفض إسناده لشركات أجنبية
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم