رأى المبعوث الأميركي السابق إلى ليبيا جوناثان وينر أن مستقبل ليبيا لا يزال في طريق مسدود على الرغم من توقف أعمال العنف في طرابلس، مشيرا في الوقت نفسه إلى ضرورة إقرار الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الدولية الرئيسية والقادة السياسيين الليبيين بعدم وجود بدائل قابلة للتطبيق غير الانتخابات.

واعتبر وينر، في مقال نشره موقع «ميدل إيست إنستيتيوت» اليوم الإثنين، أن المواجهات المسلحة التي دارت في العاصمة طرابلس الأسبوع الماضي، «مجرد قطعة دومينو أخرى سقطت» في سلسلة من الأحداث المزعزعة للاستقرار التي بدأت في يوليو الماضي.

جوناثان وينر: خارطة الطريق الجديدة «معيبة للغاية»
على وجه التحديد، يقصد المبعوث الأميركي السابق إلى ليبيا اتفاق رئيسي مجلس النواب والأعلى للدولة في يوليو الماضي على خريطة طريق سياسية جديدة، وصفها بـ«المعيبة للغاية» لإجراء الانتخابات، والتي ستبدأ باستبدال رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحمد الدبيبة، مشيرا في هذا الصدد إلى وصف مبعوث المبعوث الأممي عبد الله باتيلي خريطة الطريق بأنها «غير عملية» وأنها «ستؤدي إلى العنف».

- مبعوث أميركي سابق إلى ليبيا يعدد 4 مخاطر سياسية تبعد الانتخابات
- جوناثان واينر: النخبة السياسية في ليبيا أقوى من أي مندوب دولي.. والانتخابات ليست سهلة
- راديو فرنسا الدولي: حكومة الدبيبة لم تعد تمسك بزمام الأمور.. والمنافسة أشد بين المجموعات المسلحة
- صراع النفوذ بين المجموعات المسلحة ينذر بـ«سيناريو أخطر».. ميدانه العاصمة

جوناثان وينر: الدبيبة يستخدم «اللواء 444» لتأمين سيطرته في غرب ليبيا
يشير جوناثان وينر إلى أن الدبيبة، بدلا من الانصياع لخطة التخلص منه، رد بتأمين استبدال رئيس المجلس الأعلى للدولة خالد المشري، وبعدها استخدم قوات «اللواء 444»، التي يسيطر عليها محمود حمزة، لتعزيز السيطرة على البنية التحتية الحيوية في غرب ليبيا، للاحتفاظ بالسيطرة السياسية.

ويلفت الدبلوماسي الأميركي، في هذا السياق، إلى المواجهة التي دارت بين اللواء وقوة الردع الخاصة التي يقودها عبدالرؤوف كارة، مما أدى إلى اندلاع أعمال عنف، توقفت بإطلاق سراح محمود حمزة في 16 أغسطس، بعد تدخل مباشر من الدبيبة.

جوناثان وينر يتحدث عن أهداف عبدالرؤوف كارة
يعتقد جوناثان وينر أن «الشروط المحددة لأي صفقة بين الدبيبة وكارة غير معروفة»، لكنه يرى أن «المحصلة النهائية هي أن كارة يريد التأكد من عدم قدرة أي شخص على تحدي احتكار (الردع) للسلطة أو الأموال الناتجة عن سيطرتها على المطار الدولي العامل الوحيد في طرابلس (معيتيقة)، والسجن المحلي، والموارد ذات الصلة».

ويشير المبعوث الأميركي السابق إلى صعوبة تقييم ما إذا كانت مصالح الجهات الفاعلة الأخرى، مثل المشير خليفة حفتر، قد لعبت دورا في «عسكرة السياسة الليبية الأخيرة»، مدللا بتحالف حفتر مرة أخرى في الأسابيع الأخيرة مع الأطراف التي تريد مواجهة قدرة الدبيبة على البقاء في السلطة.

4 خيارات أمام ليبيا
لكي تؤدي أي خريطة طريق فعليا إلى انتخابات، يشدد على ضرورة إقرار الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الدولية الرئيسية والقادة السياسيين الليبيين بعدم وجود بدائل قابلة للتطبيق.

هنا يحدد جوناثان وينر أربعة خيارات على النحو التالي:
1- تشكيل حكومة وحدة وطنية انتقالية ثالثة جديدة يختارها مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة.
2- الإبقاء على الوضع الراهن للحكومة المنقسمة في ظل الدبيبة في الغرب وحفتر وعائلته في الشرق.
3- المزيد من الفوضى والعنف كلما انهارت الترتيبات القائمة.
4- الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

ومن بين الخيارات الأربعة، يشدد على أن الاتفاق على انتخابات برلمانية أو رئاسية في أي وقت قريب هو السيناريو الأقل احتمالية.

أنباء عن اجتماع محتمل في باريس قريبا
ويلفت الانتباه إلى تقارير صحفية غير مؤكدة تشير إلى أن الحكومات والمنظمات الدولية، بقيادة الأمم المتحدة، تستعد للاجتماع في باريس قريبا لإجراء مناقشات حول كيفية المضي قدما.

ويختتم مقاله بأن الوضع لا يزال ضبابيا، باستثناء الإعلان أمس عن إعادة توحيد مصرف ليبيا المركزي، الذي جرى الترحيب به باعتباره نموذجا يمكن أن تحذو حذوه المؤسسات الليبية الأخرى.