قال باحثون ومحللون في معهد «تشاتام هاوس» البريطاني الملكي، إن نخبة جديدة في ليبيا لا ترغب في إجراء الانتخابات الوطنية، بل تسعى لتعزيز نفوذها وسلطتها في أنحاء البلاد.

جاء ذلك خلال ندوة حوارية للمعهد أمس الإثنين، لمناقشة الأوضاع الراهنة في ليبيا، حيث قال الباحث تيم إيتون إن «أحد المتغيرات الرئيسية في ليبيا هو» سعي أطراف «للاستفادة من مؤسسات الدولة المختلفة لأغراض سياسية»، مضيفا أن هذا الواقع لم يكن ما خرج لأجله آلاف في ثورة فبراير العام 2011، وأردف أن القتال الآن «من أجل النفوذ والسيطرة».

من جهتها، حذرت الباحثة في شؤون الشرق الأوسط، فيرجيني كولومبيير، من الانقسام الذي يعانيه المجتمع الليبي، وتركيز بعض الشخصيات السياسية على تحقيق النفوذ والسيطرة فقط، مضيفة: «المجتمع الليبي منقسم والشخصيات السياسية التابعة لبعض المجموعات تبحث عن النفوذ لتحقيق السيطرة، بينما تعاني باقي المجتمعات من التهميش.. هناك غياب للقدرة ولشخصية مركزية قادرة على توحيد المجتمعات المختلفة في ليبيا».

نخبة جديدة في ليبيا لا تريد الانتخابات
بدوره، سلط الباحث في شؤون الشرق الأوسط، وولفرام لاخر، الضوء على تركيز السلطة في يد مجموعة صغيرة من الأطراف الفاعلة في ليبيا، مشيرا إلى ظهور طبقة جديدة من النخبة في البلاد.

وقال: «رأينا تركيز السلطة في يد مجموعة صغيرة من اللاعبين. يمكن أن نتحدث الآن عن ظهور طبقة جديدة من النخبة في ليبيا تستند إلى تراكم السلطة على مدى العقود الماضية، وتفضل الغالبية العظمى من هذه النخبة عدم إجراء أي انتخابات وطنية».

- خبير ألماني: «نظام جديد شرير» يتشكل في ليبيا وسط حالة من الجمود
- «حزب ميلوني» يحذر من العواقب الوخيمة لانهيار ليبيا وتونس
- تقرير إيطالي يشرح تداعيات الاستهداف المحتمل لـ«فاغنر» في ليبيا
- «العنف والتحول الاجتماعي في ليبيا».. كتاب في تداعيات الحرب الأهلية على نسيج المجتمع

تداعيات الانقسام الشديد في بنغازي
وتحدثت الباحثة ماري فيتزجيرالد عن وجود خلافات داخل مدينة بنغازي مستمرة منذ العام 2014، مكملة: «ما زال هناك نازحون في بنغازي بسبب وجهات نظرهم وآرائهم بشأن ما يحدث هناك، وهذا سيكون له تداعيات خطيرة على التوافق الاجتماعي في ليبيا»، وأشارت إلى أن عمليات النزوح لم تقتصر على فقط الموجات التي خرجت من بنغازي، ولكن أيضا «عائلات تحركت إلى المدينة من مناطق أخرى في شرق ليبيا».

وتطرق الباحث عماد بادي إلى احتمال تراجع أسعار النفط عالميا وتأثير ذلك على استقرار الحكومة في ليبيا، قائلا: «إذا تراجعت أسعار النفط سينهار سرد الاستقرار الذي تقوم عليه حكومة الوحدة الوطنية» الموقتة.

وعن دور الشباب في الصراع، عقب بادي: «اختراق الشباب وتجنيدهم وسيلة المجموعات المسلحة لممارسة السلطة في واقع اجتماعي يسيطر عليه الصراع».

دور المرأة في ليبيا خلال فترات الصراع
تطرق الباحثون كذلك إلى دور المرأة في ليبيا خلال فترات النزاع، حيث تحدثت الباحثة ريم إبراهيم عن قيود عدة مفروضة على دور المرأة في ليبيا.

وأوضحت: «دور المرأة في ليبيا مقيد في بعض الفضاءات، ومرحب به في أخرى. جرى تقييم دور المرأة كمصدر للدخل أكثر من الأدوار التقليدية المتعلقة بالنوع والأعراف الأسرية. لكن هذا التغيير كان بسبب الحاجة والضرورة، وليس بسبب التنوير الفكري».