يتواجد قائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر في روما، منذ الأربعاء، لإجراء محادثات مع كبار المسؤولين في الحكومة الإيطالية حول ملفات الهجرة غير الشرعية والأوضاع في السودان والعملية السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة ويأمل أن تتوج بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية قبل نهاية العام الجاري.

وبحسب وسائل الإعلام الإيطالية فقد وصل حفتر رفقة وفد من القيادة العامة إلى العاصمة روما أمس الأربعاء، حيث التقى فور وصوله مع نائب رئيسة الوزراء وزير الخارجية أنطونيو تاياني، قبل أن يلتقي رئيسة الوزراء جورجيا ميلوني صباح اليوم الخميس.

في حين أعلن مكتب إعلام القيادة العامة بعد ظهر اليوم، أن حفتر التقى في روما إلى جانب ميلوني وتاياني، كل من وزير الداخلية ماتيو بينتيدوزي، وزير الدفاع، في حين أفادت وكالة الأنباء الليبية في بنغازي، بأن زيارة حفتر تأتي «لإجراء مباحثات رسمية مع المسؤولين ورئاسة الحكومة الإيطالية حول عدة ملفات منها الهجرة وتأمين الحدود».

اللقاء الأول بين حفتر وميلوني
ويعد لقاء الخميس بين حفتر وميلوني، الأول بين الطرفين منذ وصول رئيسة الوزراء اليمينية إلى قصر كيجي في روما العام الماضي، التي سبق لها زيارة العاصمة طرابلس في 28 يناير الماضي على رأس وفد كبير ضم وزيري الداخلية والخارجية والمدير التنفيذي لشركة «إيني» للطاقة.

- حفتر يلتقي ميلوني ووزراء الدفاع والداخلية والخارجية الإيطاليين في روما

ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية «نوفا» عن مصادر في الحكومة أن حفتر الذي تسيطر قواته على برقة وفزان عاد منذ أشهر ليكون واحدًا من المحاورين الحاسمين في ليبيا بفضل اتفاق مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية الموقتة عبدالحميد الدبيبة».

وتأتي زيارة حفتر إلى روما، في وقت لا تزال فيه العملية السياسية التي تيسرها الأمم المتحدة بين الأطراف الليبية متعثرة، وبالتزامن مع اندلاع القتال في السودان بين قوات الجيش وقوات الدعم السريع، وزيادة تدفقات الهجرة غير الشرعية من سواحل شرق ليبيا، وهي الملفات الرئيسية التي جرت مناقشتها مع كبار مسؤولي الحكومة الإيطالية على مدى يومين.

إيطاليا تجدد دعمها للعملية السياسية والانتخابات الليبية
وبحث حفتر مع رئيسة الوزراء الإيطالية مستجدات العملية السياسية في ليبيا، وقالت وكالة الأنباء الإيطالية الحكومية «أنسا» إن ميلوني أعربت خلال محادثاتها مع حفتر التي استمرت على مدى ساعتين، من جديد عن دعمها لجهود الأمم المتحدة لتنشيط العملية السياسية التي قد تؤدي إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية بحلول نهاية عام 2023.

وتساند إيطاليا مع القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة جهود الأمم المتحدة الرامية لتمكين الأطراف الليبية من التوافق على الأطر الدستورية والقانونية اللازمة لإجراء الانتخابات قبل نهاية العام الجاري.

ارتفاع تدفقات الهجرة من شرق ليبيا إلى إيطاليا
وتطرقت مناقشات حفتر وميلوني في قصر كيجي، إلى ملف الهجرة غير الشرعية، خاصة بعد زيادة تدفق المهاجرين انطلاقًا من السواحل الليبية نحو شواطئ إيطاليا الجنوبية، وهو ما بات مصدر قلق كبير لرئيسة الوزراء اليمينية التي كان لديها مواقف متشددة حيال المهاجرين.

ونقلت وكالة الأنباء الإيطالية «آكي» مصادر برئاسة الوزراء الإيطالية أن اللقاء كان «فرصة لتبادل الآراء حول قضايا أساسية ذات اهتمام مشترك، بما في ذلك النمو غير المسبوق لظاهرة الهجرة عبر مياه البحر الأبيض المتوسط نحو إيطاليا»، مشيرة إلى أن السلطات في روما لاحظت مؤخرًا ارتفاعًا كبيرًا في عدد قوارب الهجرة المنطلقة من السواحل الشرقية لليبيا، حيث يسيطر حفتر.

قلق إيطالي خاص من الصراع في السودان
كما ناقشت ميلوني مع حفتر الأوضاع في السودان، والصراع العسكري بين الجيش وقوات الدعم السريع، وتداعياته المحتملة على تدفقات الهجرة عبر التراب الليبي، بالإضافة إلى نشاط مجموعة «فاغنر» شبه العسكرية الروسية المدعومة من الكرملين من زيادة زعزعة استقرار ليبيا أو جيرانها، بما في ذلك السودان.

وأضافت «آكي» أن لقاء ميلوني وحفتر استعرض «الأوضاع المزعزعة للاستقرار في ليبيا والدول المجاورة»، حيث أعربت ميلوني عن «قلق خاص» بشأن الصراع الراهن في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.