تتحدث الأوساط الدبلوماسية في أروقة الأمم المتحدة بنيويورك هذه الأيام عن ثلاثة مرشحين محتملين لرئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التي لا يزال الخلاف بشأن هيكلتها وقيادتها العليا قائمًا منذ سبتمبر الماضي بين القوى الكبرى في مجلس الأمن الدولي.

وأصدر مجلس الأمن الدولي نهاية يناير الماضي قرارًا فنيًا مدد بموجبه ولاية بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى نهاية أبريل المقبل، بعدما تعذر تمرير مشروع قرار بريطاني كان يقضي بتمديد ولاية البعثة إلى 30 سبتمبر، إثر خلافات بين الولايات المتحدة وروسيا حول البعثة.

ويتعين على مجلس الأمن الدولي أن يعتمد الهيكلة الجديدة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لتعود كما كانت عليه قبل سبتمبر 2020 بقيادة موحدة يقودها ممثل خاص للأمين العام، وليست كما وضعها الحالي بقيادة مزدوجة يقودها مبعوث خاص مقره في جنيف ومساعدون يعملون بمقر البعثة في العاصمة طرابلس.

ولا تزال قيادة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا شاغرة منذ 10 ديسمبر 2021، بعدما غادر المبعوث السابق يان كوبيش منصبه؛ إثر خلافات مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بشأن العملية السياسية التي تيسرها البعثة بين الأطراف الليبية، كما لا يزال الأمين العام المساعد ريزيدون زينينغا قائمًا بأعمال رئيس البعثة حتى اعتماد هيكلتها الموحدة وتعيين ممثل خاص للأمين العام لرئاسة البعثة والعمل من طرابلس.

- روسيا تستعجل تعيين مبعوث أممي في ليبيا وفق «حلول مقبولة»
- مجلس الأمن يمدد تفويض البعثة الأممية في ليبيا إلى 30 أبريل
- موسكو وواشنطن تعرقلان تمديد تفويض بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا
- غوتيريس ينتظر من مجلس الأمن «الوحدة والوضوح» بشأن تمديد ولاية البعثة الأممية في ليبيا

والمرشحون الثلاثة لمنصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا هم: مدير إدارة الشرق الأوسط بوزارة الخارجية الألمانية وسفيرها الألماني الأسبق لدى ليبيا كرستيان بوك، ووزيرة الخارجية الغانية السابقة حنا تيتيه، ووزيرة الدفاع الهولندية السابقة الرئيسة الحالية لبعثة الأمم المتحدة لدى العراق جينين هينيس-بلاسخارت، بحسب مصدر دبلوماسي، وموقع «أفريكا انتليجنس» الفرنسي.

وفي 24 يناير، طالبت روسيا عبر ممثلها لدى مجلس المنظمة الدولية الأمين العام للأمم المتحدة، بتقديم أسماء مرشحين لرئاسة البعثة في ليبيا، فيما تعارض استمرار المستشارة الخاصة لشؤون ليبيا ستيفاني وليامز في قيادة جهود الوساطة بين الأطراف الليبية، والتي تحظى بدعم من الولايات المتحدة في مهمتها التي عادت إليها في 10 ديسمبر.

وسبق للولايات المتحدة أن عرقلت تعيين وزيرة خارجية غانا السابقة حنا تيتيه مبعوثًا خاصًا إلى ليبيا خلفا للبناني غسان سلامة في يونيو 2020، بعد اشتراطها إدراج إصلاحات ببعثة الأمم المتحدة وسط انزعاج فرنسي ألماني وروسي أثار انتقادات حينها.

وتنتهي مهمة وليامز التي يتعذر تعيينها لرئاسة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في نهاية أبريل المقبل بسبب المعارضة الروسية للدبلوماسية الأميركية السابقة التي قادت عملية الحوار السياسي في جنيف وتوج بتشكيل سلطة سياسية موحدة في فبراير 2020.