Atwasat

السعودية تُكبِّد أميركا خسائر فادحة

القاهرة - بوابة الوسط: صبري ناجح السبت 03 يناير 2015, 09:13 مساء
WTV_Frequency

يبدو أنَّ استراتيجية السعودية في التعامل مع انخفاض أسعار النفط في النصف الثاني من 2014 بدأت تؤتي ثمارها المرجوة في بداية 2015، بعد انخفاض أسعار الخام الأميركي إلى أدنى مستوياته منذ العام 2009.

وقادت السعودية سياسة «تخمة المعروض» التي هوت بأسعار النفط إلى النصف منذ يونيو، بحجة أنَّ خفض الإنتاج الذي قد يساعد على تحسن أسعار النفط، قد يؤدي أيضًا إلى هروب الزبائن إلى منتج منافس من خارج (أوبك) وهي الولايات المتحدة الأميركية، التي زادت من إنتاج النفط الصخري.

وبدَّدت العقود الآجلة للنفط الأميركي الخام مكاسبها التي حقَّقتها في التعاملات المبكِّرة أمس الجمعة، ليتراجع سعر الخام الأميركي في عقود شهر فبراير أقرب استحقاق عند التسوية 0.58 دولار أو 1.09 % إلى 52.69 دولار للبرميل.

وهبط سعر مزيج برنت في العقود الآجلة لتسليم فبراير عند التسوية 0.91 دولار أو 1.59 % إلى 56.42 دولار للبرميل.

وكان وزير النفط السعودي علي النعيمي دعا إلى محاربة النفط الصخري من خلال تبنّيه الإبقاء على حجم إنتاج (أوبك) دون تغيير.

منافسة غير متوقعة

تبلغ تكاليف إنتاج برميل من النفط العادي في الدول الأعضاء في (أوبك) وخارجها ما بين 10 إلى 17 دولارًا، مقابل 65 إلى 70 دولارًا لإنتاج برميل من النفط الصخري، فكيف تنافس أميركا (أوبك)؟

ويتداول برنت خام القياس الذي على أساسه يتم تسعير النفط المستخرج من الدول العربية عند 56.42 دولار للبرميل، في حين يتداول الخام الأميركي المستخرج من النفط الصخري حاليًا بسعر 52.69 دولار للبرميل، وفقًا لسعر إقفال آخر جلسة تداول يوم الجمعة.

ومنذ ازدهار إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة أغلقت الأسواق الأميركية الأبواب أمام منتجي النفط الخفيف (الدول العربية)، وخفّضت معدل استيرادها من دول الخليج العربي إلى ما دون 2.500 مليون برميل، وخفَّضت من النفط السعودي إلى 900 ألف برميل بعد أنْ كانت 1.900 مليون يوميًا.

حرب تكسير عظام المنتجين

يبدو أنَ بعضًا من منتجي النفط من داخل وخارج (أوبك) بدؤوا في زيادة إنتاجهم النفطي على خلاف قرار منظمة الدول المصدرة للنفط الذي اتخذ في اجتماع فيينا 27 نوفمبر الماضي، بالإبقاء على مستويات الإنتاج دون تغيير، عند 30 مليون برميل تقريبًا.

ومن المتوقَّع أنْ يؤدي زيادة الإنتاج إلى ارتفاع الضغوط على الأسعار لتستمر في اتجاهها الهابط. إذْ وصل الإنتاج في روسيا أكبر مصدر للنفط خارج (أوبك) إلى أعلى مستوياته بعد الحقبة السوفيتية في العام 2014.

وقال العراق ثاني أكبر منتج في (أوبك) إنَّ متوسط صادراته بلغ 2.94 مليون برميل يوميًا في ديسمبر مسجّلاً أعلى مستوى له منذ عام 1980.

وسيؤدي عودة الإنتاج من ليبيا خاصة بعد إخماد حريق في صهاريج بميناء السدرة الليبي أكبر مرافئ تصدير النفط في ليبيا، إلى زيادة المعروض من النفط.

خسائر لـ(أوبك) أيضًا

تكبَّدت أيضًا الدول المصدّرة للنفط وعلى رأسها السعودية التي تقود سياسة منظمة (أوبك) ضد أميركا، خسائر فادحة بسبب انخفاض أسعار النفط إلى مستويات قد تُحدث عجزًا في موازنات جميع الدول المنتجة للنفط من داخل وخارج المنظمة.

على أنه قد تستمر هذه الزيادة إلى حين إقرار طرف من الأطراف بالخسائر الفادحة من خلال تخليه عن الإنتاج لفترة محددة، ما قد يترتب عليه اتزان الأسعار.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
مجموعة السبع تدرس إقراض أوكرانيا 30 مليار يورو باستخدام الأصول الروسية
مجموعة السبع تدرس إقراض أوكرانيا 30 مليار يورو باستخدام الأصول ...
«هجوم باميان».. ضربة قوية للسياحة الناشئة في أفغانستان
«هجوم باميان».. ضربة قوية للسياحة الناشئة في أفغانستان
ما تفاصيل صفقة «إيرباص» السعودية؟
ما تفاصيل صفقة «إيرباص» السعودية؟
أسعار النفط تتراجع وسط توقعات باستمرار ارتفاع أسعار الفائدة الأميركية
أسعار النفط تتراجع وسط توقعات باستمرار ارتفاع أسعار الفائدة ...
«كابيتال إيكونوميكس» تتوقع قرارا من «أوبك بلس» بشأن إنتاج النفط
«كابيتال إيكونوميكس» تتوقع قرارا من «أوبك بلس» بشأن إنتاج النفط
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم