بينما ينعكس النزاع بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة بشكل كبير على الجامعات ومواقع التواصل الاجتماعي، يفضّل النجوم الحاضرون في الدورة السابعة والسبعين من مهرجان «كان» السينمائي إظهار دعم رمزي ومحدود.

ويذكر أن منظمة مؤيدة لإسرائيل، خططت لتقديم عرض خاص،اليوم الجمعة،  لفيلم «بيرينغ ويتنس» الذي يتناول شهادات من هجوم السابع أكتوبر، أنتجته الحكومة والجيش في إسرائيل. لكن الحدث أُلغي لـ«أسباب أمنية»، وفق ما أبلغ المنظمون وكالة «فرانس برس».

وهذا الفيلم، الذي يتألف من مشاهد التقطتها كاميرات المراقبة أو أخرى صُوّرت عبر الهواتف المحمولة لعناصر حماس أو الضحايا أو عناصر الإغاثة، سبق أن عُرض في 14 نوفمبر بالجمعية الوطنية في فرنسا. وكان أيضاً شهد عروضاً خاصة على هامش مؤتمرات، بينها منتدى دافوس، بحسب المنظمين.

- «كوبولا» يتلقى آراء متباينة حول أحدث أفلامه في «كان» (فيديو)
- بينها المصري «رفعت عيني للسماء».. 11 فيلماً في «أسبوع النقاد» ضمن مهرجان كان
- بعد 45 عاماً.. كوبولا ينافس مجدداً ب«ميغالوبوليس» في مهرجان كان 77

وقد صعد الممثل فيليب توريتون سلالم المهرجان، الثلاثاء، معلّقاً شريطاً أصفر على سترته، في خطوة ترمز لدعم نحو 250 شخصاً احتجزتهم حماس كرهائن منذ السابع من أكتوبر العام الماضي.

«البطيخ» رمز المقاومة الفلسطينية
بينما وضعت الفنانة ليلى بختي، التي سجلت أخيراً رسالة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لمصلحة أطفال غزة، دبوساً على شكل البطيخ، وهو أحد الرموز المستخدمة للدلالة إلى المقاومة الفلسطينية.

لكن تبدو هذه المواقف متحفظة للغاية فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، في وقت ينتشر على تطبيق تيك توك وسم «blockout2024» الذي يدعو مستخدمي الإنترنت إلى حظر حسابات النجوم الذين التزموا الصمت بشأن الحرب في غزة.

ومن بين أهداف هذه التعبئة المؤيدة للفلسطينيين بيونسيه وكيم كارداشيان اللتان فقدتا بالفعل مئات آلاف المتابعين.

ورداً على ذلك، نشر مشاهير مثل الممثل عمر سي، عضو لجنة تحكيم مهرجان «كان»، دعوة لوقف إطلاق النار على «إنستغرام» في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وعلى السجادة الحمراء في «كان» جاءت أقوى رسالة حول هذا الصراع حتى الآن من إحدى الناجيات من هجوم حماس في 7 أكتوبر، وهي لورا بلاجمان كادار، التي ارتدت فستاناً أصفر عليه صور رهائن إسرائيليين، ووشاحاً أسود كتب عليه «أعيدوهم إلى ديارهم»، إذ أصبح اللون الأصفر رمزاً للتضامن مع الأشخاص الذين ما زالوا محتجزين في غزة.

لا مظاهرات سياسية
ويخلو المهرجان من أي مظاهرات سياسية، لا على صعيد الجمهور، ولا لناحية النجوم على السجادة الحمراء. لكن هذا الأمر قد يتغير مع عرض فيلم «جميلة غزة»، الجمعة، وهو عمل وثائقي يدور في بيئة مغلقة للغاية للنساء الفلسطينيات المتحولات جنسياً اللاتي لجأن إلى تل أبيب، حتى لو كان الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني، الذي جرى التطرق إليه من خلال تشدد السلطات تجاه «المهاجرات غير الشرعيات» الآتيات من الضفة الغربية من دون تصاريح عمل، قد جرى محوه بالكامل في هذا الفيلم، الذي يحمل توقيع يولاند زوبرمان، وحل محله نوع آخر من الصراع الحميم والعالمي.

«إلى عالم مجهول»
وبينما تغيب الأفلام الفلسطينية عن المسابقة الرسمية، فإن فيلم «إلى عالم مجهول»، للمخرج الدنماركي من أصل فلسطيني مهدي فليفل، الذي يُعرض الفيلم في فئة «أسبوعا المخرجين»، يتتبع قصة شابين فلسطينيين من أبناء العمومة يجدان نفسيهما في اليونان بعد فرارهما من مخيم في لبنان. 

وفي سوق السينما، وهو الأكبر من نوعه في العالم، رفع جناح «الفيلم العربي» لافتة كبيرة تدعو إلى دعم قطاع السينما في الأراضي المحتلة أو صنّاع السينما في المنفى.

أما الفيلم الإسرائيلي الوحيد الذي عُرض هذا العام فهو فيلم قصير لأميت فاكنين، طالبة السينما في جامعة تل أبيب. ويركز فيلم «إتس نو تايم فور بوب» على شابة ترفض المشاركة في احتفالات وطنية.

بينما وُضع الجناح الإسرائيلي تحت مراقبة مشددة للغاية، مع إجراء عمليات تدقيق أمنية صارمة عند المدخل.

وقال فريق السفارة الإسرائيلية لوكالة «فرانس برس» إنه كانت لديه شكوك حتى اللحظة الأخيرة بشأن الإبقاء على الجناح، بعد أقل من أسبوع من التظاهرات الحاشدة خلال مسابقة «يوروفيجن» في السويد.