يصدر خلال الفترة القادمة كتاب جديد تحت عنوان «في سجون القذافي» (Dans les prisons de Kadhafi) عن دار النشر الفرنسية (Hemispheres Editions) لمؤلفه علي العكرمي.

يتضمن الكتاب شهادة للتاريخ، كما يذكر المؤلف على العكرمي عن التجربة الإنسانية الفريدة التي عاشها سجناء الرأي الليبيين لعقود داخل الزنازين المظلمة ذات الجدران الصلدة مع رفاقهم من مختلف الاتجاهات الفكرية والمشارب السياسية والذين كانوا يختلفون معهم في الفروع والأصول.

زيارة المستشرق الفرنسي
وجاءت فكرة هذا الكتاب الذي يصنف في خانة أدب السجون، كما يقول المؤلف، من زيارة المستشرق الفرنسي المعروف بمساندته الكبيرة للقضية الفلسطينية Francois Burgat عام 2014  في مقر الجمعية الليبية لسجناء الرأي بطرابلس، واطلع وقتها على القانون الأساسي للجمعية، وعبر عن ارتياحه الشديد لمبادئها التي تنبذ ثقافة الثأر والانتقام، وتدعو للتداول السلمي للسلطة وعدم الإقصاء، وتجرم سفك الدم الليبي أيا كانت الذرائع والحجج.

ويقول العكرمى: «وكنت قد قدمت له وقتها، بعد ترشيحي لجائزة فرنسا لحقوق الإنسان لسنة 2013، والتي حجبت عني لأسباب تتعلق بمواقفي الفكرية والمبدئية».

ويتابع: «اقترح علي إصدار كتاب يجسد هذه التجربة الإنسانية الفريدة التي عاشها سجناء الرأي الليبيون لعقود داخل الزنازين، من خلال كتابات بعض السجناء السابقين التي صدرت على شكل مذكرات». و«طُلب مني ترشيح خمسة منها، فراقت لي الفكرة، ووقع اختياري على كتاب يوميات زمن الحشر للكاتب صالح السنوسي، والمحنة الملحمة  للكاتب عبدالفتاح البشتي، وكأنك معي لرفيق المحنة خلال ثلاثة عقود الحاج  صالح القصبي، وسجنيات للكاتب عمر الككلي، ووراء جدار السنين للكاتب الدكتور محمد المفتي».

ويضيف المؤلف: كم كنت أتمنى أن أضم كتباً أخرى لهذه القائمة مثل، مذكرات الأخ جمعة عتيقة «في السجن والغربة» إذ كانت متوفرة لدي وقتها والتي أهديت بعد ذلك نسخة منها للشاعر والروائي الأردني أيمن العتوم وهو يستعد لكتابة رواية «طريق جهنم» في عام 2019. وقد عبر لي عن شديد إعجابه بها، بل اعتبرها من أجمل ما كتب في هذا المجال. 

-  دار نشر فرنسية شهيرة تسحب كتاب «التطهير العرقي في فلسطين»
-  تعرف إلى الأسماء والأعمال المرشحة للفوز بجائزة البوكر 2024

وتناول المؤلف الخطوة التى اتخذتها اللبنانية هدى أيوب الأستاذة بكلية المعلمين العليا في باريس، حينما قامت باختيار واقتباس جملة من النصوص التي احتوتها هذه الكتب الخمسة. وذكر أن وفاتها وانتقالها إلى الرفيق الأعلى، وقف حائلا دون إكمال هذا العمل الرائع، وأن نخبة من زملائها وطلبتها بكلية المعلمين العليا بباريس، استلموا المشعل بعدها وأنجزوا هذا العمل المتميز الذي سيرى النور قريباً، والذي سيكون شاهدا على الوعي المتقدم للتعايش لدى السجناء السياسيين الليبيين السابقين المنتمين لمختلف التيارات الفكرية والتوجهات السياسية، والذين كانوا على متن مركب واحد، وجلدوا بسوط واحد، واقتسموا كل شيء، من رغيف الخبز الجاف، إلى الفلقة.

وعلى هامش الإعداد لهذا الكتاب دُعي المؤلف صحبة الصديق الكاتب عمر الككلي عام 2014 لزيارة كلية المعلمين العليا في باريس، «وكانت للأخ عمر، على ما أذكر، مداخلة حول أدب السجون وكتابه (سجنيات) وكانت لي مداخلة عن الحياة السجنية حضرها بالإضافة إلى طلبة كلية المعلمين العليا بباريس لفيف من الضيوف وعلى رأسهم جاك لانج وزير الثقافة في حكومة الرئيس الفرنسى فرانسوا ميتران».

جهود المخلصين
وفي سياق الحديث عن الكتاب، يختتم المؤلف علي العكرمي حديثه قائلا: كم أتمنى، وشعبنا الليبي يطمح بعد سنوات من الإحباط لإقامة دولة تتكاتف فيها جهود المخلصين، وتتعالى النفوس عن الضغائن والأحقاد، ويستلهمون من تجربة السجناء السياسيين السابقين في التعايش ما يجعل بلادنا تخرج من هذا النفق الذي تردت فيه، والله غالب على أمره.
 

مـزيـد من تـقـاريـر بـوابـة الوسـط  ———————

■  «شروط القادة الليبيين.. ورسالتان» من المبعوث الأممي أمام مجلس الأمن
■  تحقيق استقصائي يرصد تصاعد نفوذ «المركزي» وكيف غذى الانقسام السياسي الفساد في ليبيا؟
■  تحقيق استقصائي: «الكلبتوقراطية» تنتعش في ليبيا بالفساد والجريمة المنظمة
■  محللون: ضوء أخضر لمبادرة باتيلي من مجلس الأمن.. و«الخماسية» قد تستغرق شهورا 
■  الدبيبة يوجه ببدء تنفيذ منظومة الجوازات والبطاقات الإلكترونية
■  مصدر أمني يؤكد لـ«بوابة الوسط»: عماد بن رجب المحكوم في قضية «الوقود المغشوش» غادر ليبيا
■  بدء تنفيذ عملية «قيقب» لتعقب المطلوبين دوليًا في ليبيا
■  «ناسا» توضح أسباب «اختفاء» حلقات كوكب زحل العملاقة كل 15 عاما
■  التدمير الذاتي للرسائل الصوتية.. آخر تحديثات «واتساب»
■  عجينة العشر دقائق
■  لا يفوتك: كيف​ تصنع «أستون مارتن» سيارة الدفع الرباعي «DBX»
 

تابع تقارير «بي بي سي» عبر بوابة الوسط  ————

■  تفجير لوكربي: هل هو أعظم رواية بوليسية؟
■  ماذا نعرف عن الملثم أبو عبيدة الواجهة الإعلامية لحماس؟
■  كيف أعدّت حماس قوة لضرب إسرائيل في السابع من أكتوبر؟
■  كيف أصبح البطيخ رمزاً للتضامن مع الفلسطينيين؟
■  كيف نقرأ استهداف السفن في البحر الأحمر؟
■  تحليل دم "يكشف شيخوخة" أعضاء الجسم البشري
■  ما الجمرة الخبيثة، وإلى أي مدى هي قاتلة؟