تحولت أحياء عدة في قطاع غزة إلى كتلة لهيب، جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على الأحياء السكنية، والذي أسفر حتى الآن عن 687 شهيدًا، من بينهم 140 طفلًا و105 من النساء و3726 جريحًا، بحسب آخر إحصاء لوزارة الصحة في القطاع.

اليوم الثالث العدوان الإسرائيلي، طال المساجد والمنازل والمدارس، وحوّل مناطق بالكامل إلى كومة ركام، يخرج يكاد من تحته أطفال وشيوخ ونساء، في واحدة من أسوأ المجازر التي يرتكبها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، الذي تابع رسائل دول غربية تصرِّح علنًا بدعم الكيان الصهيوني.

حماس تهدد بإعدام الأسرى ردًا على إحراق غزة
ومع تواصل القصف العنيف، هددت كتائب «عزالدين القسام» الذراع العسكري لحركة حماس الفلسطينية، بإعدام رهائن في حال أقدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي على استهداف الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، بالتزامن مع تأهب سلطات الاحتلال لاجتياح قطاع غزة، حيث أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيس الأميركي جو بايدن، خلال مكالمة هاتفية، أن قواته مضطرة إلى اقتحام قطاع غزة، بعد العملية العسكرية الكبيرة والمباغتة التي أطلقتها حركة «حماس» ضد أراضي الاحتلال وتسببت في تكبد الاحتلال خسائر بشرية ومادية كبيرة، بحسب موقع «أكسيوس» الإخباري الأميركي.

وشدد رئيس حكومة الاحتلال على أن قواته تستعد لحرب طويلة وغير مسبوقة، فيما كشف أنه لا ينوي التفاوض مع حركة حماس بشأن الرهائن، وفق ما نقله الموقع. وبحسب مصدر أميركي، من المتوقع أن يتعامل بايدن مع حرب غزة الحالية بطريقة مماثلة لكيفية تعامله مع حرب غزة عام 2021.

- الناطق باسم «القسام»: استمرار استهداف شعبنا دون سابق إنذار سنقابله بإعدام رهائن
- «رايتس ووتش»: على «الجنائية الدولية» العلم بأن تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي دعوة لارتكاب جريمة حرب
- ليل غزة يشتعل بنيران القصف الإسرائيلي العنيف (صور)

الاحتلال يحشد 300 ألف جندي احتياطي.. وواشنطن ترميم معنويات الاحتلال المنهارة
في الأثناء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الإثنين، أنه حشد 300 ألف جندي احتياطي، وهو أكبر عدد من جنود الاحتياط الذين تم استدعاؤهم للخدمة منذ عقود، كجزء من الاستعدادات لهجوم بري محتمل في غزة، بحسب موقع «أكسيوس».

ووسط تلك التطورات، أمر الرئيس الأميركي جو بايدن بـ«دعم إضافي» للاحتلال الإسرائيلي، وفقما أعلن البيت الأبيض، أمس الأحد، مشيراً إلى أن بايدن أبلغ نتنياهو بأن مساعدة عسكرية أميركية إضافية في طريقها إلى إسرائيل، وهو ما وصفته حركة حماس بمحاولة من الولايات المتحدة ترميم معنويات الاحتلال المنهارة.

وأعلنت وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون» الأحد أنها ستقدم ذخائر ومعدات للاحتلال الإسرائيلي وستعزز القوات الأميركية في الشرق الأوسط ردًا على عملية «طوفان الأقصى» التي نفذتها حركة حماس الفلسطينية ضد الاحتلال.

تحريك حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد آر فورد»
كما قال وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في بيان إن بلاده «ستزود قوات الاحتلال الإسرائيلي بسرعة بمعدات وموارد إضافية، بينها ذخائر»، مضيفًا أنه وجَّه حاملة الطائرات «يو إس إس جيرالد آر فورد» والسفن الحربية المرافقة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط، وأن واشنطن تعمل على تعزيز أسراب الطائرات المقاتلة في المنطقة، بحسب «فرانس برس».

في الأثناء، فغن الأوضاع الصحية في قطاع غزة تزداد ترديًا، حيث أكد الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة، أن حياة 1697 مصابا فلسطينيا معرضة للخطر، إضافة إلى 130 طفلا باتوا مهددين أيضا بالموت في الحضانات حال استمر انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفيات.

وأضاف القدرة أن مستشفيات غزة بدأت من صباح اليوم بتشغيل المولدات - المتهالكة من الأساس- مما يهدد بنفاد كميات الوقود المتوافرة لديها، وبالتالي يعرض حياة مئات المصابين الذين وصلوا المشافي بحالة خطيرة إلى متوسطة للخطر، وذلك إضافة لمرضى الفشل الكلوي وأطفال الحضانات.

تدهور القطاع الصحي في غزة
وأكد القدرة أن إجمالي المستشفيات الحكومية في القطاع وعددها 13 مستشفى تعاني أوضاعا كارثية، في ظل استنفاد الإمدادات الطبية، لافتا إلى أن 44% من رصيد مشافي القطاع من الأدوية أصبح «صفر» إضافة لنفاد 32% من المستهلكات اللازمة لعلاج المصابين و60% من رصيد بنوك الدم، مما يضعف قدرة تلك المشافي على الاستجابة للتصعيد الإسرائيلي بحق المواطنين، بحسب ما نقلت صحيفة «المصري اليوم» المصرية.

وأعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» قصف طيران الاحتلال ثلاثة أبراج تجارية وسكنية في قطاع غزة، في حين زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان أن «حماس تتعمد زرع مرافقها العسكرية بين السكان المدنيين في قطاع غزة»، مشيرًا إلى أنه «أصدر تحذيرًا مسبقًا للسكان.. وطلب منهم إخلاء» المباني.

في حين ذكرت «وكالة فلسطين اليوم الإخبارية»، أن الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف «برج فلسطين» المكون من 14 طابقًا في حي الرمال بمدينة غزة، بعد تحذيره سابقًا، ومن ثم تسويته بالأرض. في المقابل تستمر الفصائل باستهداف الداخل المحتل بالصواريخ، إذ تدوي صفارات وسط هلع ورعب غير مسبوق في صفوف المستوطنين على إثر عملية طوفان الأقصى التي دفعت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للقول بأن إسرائيل «في حالة حرب»، وأن «حماس شنت هجوما قاتلا مفاجئا دولة إسرائيل».

من جانبها، طالبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» في تغريدة على موقع «إكس» المحكمة الجنائية الدولية بأخذ العلم بأن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الخاصة بفرض الحصار على قطاع غزة هي بمثابة دعوة لارتكاب جريمة حرب.

وقالت المنظمة إن تصريحات وزير الدفاع غالانت «مقيتة»، مشيرة إلى أن «حرمان السكان في الأراضي المحتلة من الغذاء والكهرباء هو عقاب جماعي، وهو جريمة حرب، مثل استخدام التجويع كسلاح حرب».