أعلن مجلس السيادة السوداني وصول رئيسه عبدالفتاح البرهان مدينة بورتسودان على البحر الأحمر، استعدادًا للانطلاق في جولة إقليمية لمناقشة الأزمة في بلاده، وتعد وهذه المرة الأولى التي يغادر فيها البرهان العاصمة منذ اندلاع المعارك مع قوات الدعم السريع، وتتزامن مع اشتداد المعارك بمحيط مطار الخرطوم، في محاولة من الجيش لطرد قوات الدعم السريع منه.

وأفاد بيان مجلس السيادة السوداني أن «قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان وصل اليوم الأحد 27 أغسطس مدينة بورتسودان المطلة على البحر الأحمر (شرق)، البعيدة عن أعمال العنف والقتال التي تدور في العاصمة وضواحيها وإقليم دارفور، في خروج نادر له من العاصمة منذ بدء الحرب بين قواته وقوات الدعم السريع قبل أكثر من أربعة أشهر».

عقار يستقبل البرهان بمطار بورتسودان
وأضاف البيان أن «نائب رئيس المجلس السيادي مالك عقار كان في استقباله (البرهان) بمطار بورتسودان». والخميس الماضي، ظهر البرهان في مقاطع مصورة انتشرت على منصات التواصل الاجتماعي وهو يتجول في قاعدتين عسكريتين في أم درمان غرب الخرطوم، والتُقطت له صور مع المواطنين.

- الجيش السوداني: ترقية ضباط وجنود الفرقة 16 مشاة بعاصمة جنوب دارفور بعد مقتل قائدهم
-  ظهور نادر للبرهان وسط جنود ومدنيين في أم درمان

وتدور حرب على السلطة في السودان منذ 15 أبريل بين الجيش من جهة وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو من جهة أخرى. ومنذ ذلك التاريخ، يلتزم البرهان جدران مقر قيادة الجيش بوسط العاصمة، الذي يتعرض لهجمات عديدة من قوات الدعم السريع.

اشتباكات عنيفة بمحيط مطار الخرطوم
ميدانيًا، استمرت الاشتباكات والغارات الجوية في العاصمة وضواحيها، بحسب ما أفاد شهود عيان. وقال مصدر طبي في الخرطوم لـ«فرانس برس» الأحد «قتل خمسة أشخاص من جراء سقوط صواريخ على المنازل».

وأسفرت الحرب عن مقتل نحو خمسة آلاف شخص، وفق منظمة «أكليد» غير الحكومية. لكن الحصيلة الفعلية تبدو أكبر لأن العديد من مناطق البلاد معزولة تمامًا، كما يتعذر دفن الكثير من الجثث المتناثرة في الشوارع، ويرفض الجانبان الإبلاغ عن خسائرهما.

وفي أربعة أشهر، أُجبر أكثر من 4 ملايين و600 ألف شخص على الفرار، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسف»، التي أكدت أن «أكثر من 700 طفل ينزح بسبب الحرب في كل ساعة تمر».

والجمعة، حذرت الأمم المتحدة في بيان من أن الحرب والجوع يهددان بـ«تدمير» السودان بالكامل وبدفع المنطقة إلى كارثة إنسانية.