قُتل ثلاثة عراقيين، بينهم امرأة، خلال يومين برصاص أطلقه عناصر متوارون من تنظيم «داعش» داخل مخيم الهول، الخاضع لسلطة الإدارة الذاتية الكردية في شمال شرق سورية، وفق ما أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، السبت.
ويؤوي المخيم قرابة 62 ألف شخص، نصفهم عراقيون، بينهم نحو عشرة آلاف من عائلات مقاتلي التنظيم الأجانب ممن يقبعون في قسم خاص قيد حراسة مشدّدة. ويشهد المخيم بين الحين والآخر حوادث أمنية تتضمن عمليات فرار أو هجمات ضد حراس أو عاملين إنسانيين أو جرائم قتل تطال القاطنين فيه، بحسب «فرانس برس».
- مقتل ثمانية أشخاص بإطلاق النار على رؤوسهم في مخيم الهول خلال شهر
- 62 طفلًا توفوا العام الجاري في مخيم الهول بسورية
وأفاد المرصد بمقتل لاجئة عراقية، السبت، تتحدّر من مدينة الموصل بعد أيام من إطلاق عناصر متوارية من التنظيم النار عليها داخل أحد أقسام المخيم.
تصاعد وتيرة جرائم القتل
وجاءت وفاتها غداة مقتل لاجئين عراقيين، أحدهما رئيس مجلس اللاجئين العراقيين، برصاص أطلقه عناصر من التنظيم على قسم الاستقبال المخصص لإيواء قاطني المخيم المهددين من التنظيم والخلايا التابعة له، بحسب المرصد.
وأبدى مدير المرصد رامي عبدالرحمن خشيته من تصاعد وتيرة جرائم القتل داخل المخيم، بعدما كانت قد انخفضت إثر عملية أمنية نفّذتها القوات الكردية نهاية مارس وأسفرت عن توقيف أكثر من مئة عنصر من التنظيم.
وبحسب حصيلة للمرصد، بلغ تعداد جرائم القتل داخل المخيم منذ مطلع العام الجاري 72 جريمة، أودت بحياة 78 شخصًا، بينهم 58 من اللاجئين العراقيين.
«حاضنة» لجيل جديد من داعش
ومنذ إعلان القضاء على تنظيم «داعش» في مارس 2019، تطالب الإدارة الذاتية الكردية ذات الإمكانات المحدودة، الدول المعنية باستعادة مواطنيها المحتجزين في سجون ومخيمات أو إنشاء محكمة دولية لمحاكمة الجهاديين في سورية. لكن مناشداتها لا تلقى آذانًا صاغية. واكتفت فرنسا وبضع دول أوروبية أخرى باستعادة عدد محدود من الأطفال اليتامى.
وحذرت الأمم المتحدة مرارًا من تدهور الوضع الأمني في المخيم. وأفادت لجنة مجلس الأمن الدولي العاملة بشأن تنظيم «داعش» ومجموعات «متطرفة» أخرى في تقرير في فبراير عن «حالات من نشر التطرف والتدريب وجمع الأموال والتحريض على تنفيذ عمليات خارجية» في المخيم.
ويخشى خبراء من أن يشكل المخيم «حاضنة» لجيل جديد من مقاتلي التنظيم، وسط استمرار أعمال الفوضى والعنف وانسداد الأفق الدبلوماسي بإمكانية إعادة القاطنين فيه إلى بلدانهم.
تعليقات