Atwasat

حول الظلم والتمييز ضد اليتامى وأبناء الفئات المهمشة (2-2)

الزهراء لنقي الإثنين 21 سبتمبر 2020, 10:26 صباحا
الزهراء لنقي

لقد آن الأوان لأن يكون هناك للأفراد القادرين وللمجتمع الأهلي (بمعناه الواسع غير المقتصر على منظمات المجتمع المدني) دور فعال في الحماية الاجتماعية والتكافل والتضامن. لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي نراقب تشظي النسيج الاجتماعي وتآكل منظومة الحماية الاجتماعية حتى "تقوم الدولة". آن الأوان لأن نطرد شبح "دولة الريعية" من بيئتنا ووعينا. قد "تقوم الدولة" وقد تكون دولة تتوفر بها سمات الرشد إذا كان هناك مجتمع حي يأخذ بزمام المبادرة ولا يجلس متصورا أن يديه مغلولتان وهما غير مغلولتين. آن الأوان لطرح صيغ ابتكارية لمفهوم الحماية والرعاية الاجتماعية ومراجعة مفاهيم الولاية.

إن هذا الموضوع الشائك الخطير بأبعاده المتعددة يفرض عليها إجراء مراجعات جذرية فيما يتعلق بمسؤوليتنا فيما يتعلق بالواجبات الملقاة على عاتقنا، ووضع خطط وبرامج عمل قابلة للتنفيذ. علينا أن نتذكر أن المسؤولية ملقاة علينا جميعا أفرادا وأجساما عامة ومنظمات مجتمعية ومجتمعا ودولة. المبادرة أحيانا مسؤولية فردية وأحيانا جماعية. إنني أدعو كل المعنيين بالمشاركة في وضع الخطط وبرامج العمل المقترحة ونشرها. وضمن هذا السياق، أضع الاقتراحات الآتية:
1. إجراء الجهات الرسمية والأطر الأهلية ومنظمات المجتمع الأهلي والمدني إحصاءات لتحديد عدد اليتامى وأبناء الفئات المهمشة وشرائحهم العمرية وأماكن وجودهم وأوضاعهم المهنية.

2. اقتراح تعديلات تشريعية باقتراح نصوص لإحلالها محل النصوص التي يعتريها قصور فيما يتعلق باليتامى وسلطة دور الرعاية، وفيما يتعلق بالمحرومين من الجنسية، وأوراق إثبات الهوية، وتقديم هذه التعديلات التشريعية والضغط لتبنيها. تطوير التشريعات ينبغي أن يتضمن إلزام المؤسسات والشركات بتخصيص نسبة من التعيينات لجميع أبناء الفئات المهمشة والهشة وليس لمجموعة من هذه الفئات. كما ينبغي أن تخصص نسبة لليتامى وأبناء الفئات المهمشة للبعثات الدراسية للخارج.

3. إزالة جميع العوائق الإدارية المباشرة وغير المباشرة التي تؤدي إلى انتهاك حق اليتامى في التعليم وأبناء الفئات المهمشة وفي الصحة وفي الدعم الاجتماعي

4. وضع كتيبات للممارسات الفضلى المتعلقة بالتعامل مع اليتامى في دور رعاية الأيتام وتعميمها. وينبغي أن تكون كتيبات ولوائح الممارسات الفضلى متكاملة بحيث تغطي جميع أبعاد التعاملات والمواقف التي تتكرر. وينبغي أن تكون مفصلة وواضحة وسلسة. وينبغي أن تستفيد من تجارب وخبرات البلدان التي حققت إنجازات ملموسة. وينطبق هذا على دور رعاية جميع الفئات المهمشة

5. توسيع نطاق التدريب المهني والفني والحرفي بدور الرعاية بحيث يتيح الفرصة لليتامى وأبناء الفئة المهمشة للحصول على عمل لائق وكسب دخل متناسب

6. إنهاء ظاهرة تركز دور رعاية اليتامى ومراكز رعاية الفئات المهمشة في المدن الكبيرة، وذلك ضمن سياق مراجعة تخطيط المواقع الجغرافية لدور الرعاية بحيث توزع على جميع مدن ليبيا وبلداتها وقراها. ينبغي أن يعكس التخطيط الجديد مبدأ التناسب الديمغرافي والجغرافي.

حول الظلم والتمييز ضد اليتامى وأبناء الفئات المهمشة (1-2)

7. تعديل وتطوير "نموذج دور الرعاية" ونماذج مراكز رعاية الفئات المهمشة. وينبغي أن يشمل ذلك جعل العمل والإنتاج عنصرا أساسيا من هذا النموذج وتوسيع نطاق العمل المنتج وتنويع صيغ العمل والنشطات المنتجة بدور الرعاية. كما ينبغي أن يشمل ذلك جعل الثقافة عنصرا أساسيا من هذا النموذج. ويتحقق ذلك من خلال تضمين قاعة معرفية في كل دار وتأسيس مكتبة متكاملة في كل دار.

8. توفير التدريب والتأهيل الفني لمديري ومديرات دور الرعاية من خلال التنسيق مع جهات محلية وخارجية.

9. حشد الموارد لتأسيس دور رعاية جديدة للفئات المهمشة المتجاهلة وبذل جهد لتعيين مديرين لديهم وعي بها.

10. مواجهة جميع الممارسات التي تنطوي على تمييز وعنصرية ووصم وإذلال معنوي ومادي.

11. على أجسام المجتمع المدني ومنصات التواصل الاجتماعي المعنية بالشأن الاجتماعي استحداث كتاب أبيض وكتاب أسود لجميع دور الرعاية الاجتماعية التي تشرف على جميع الفئات المهمشة. يسجل في الكتاب الأبيض أسماء دور الرعاية التي تنتهج نهج المعاملة الإنسانية الطيبة والتي لا تحصل فيها انتهاكات ويشجع المتبرعون على التبرع لها. ويسجل في الكتاب الأسود أسماء دور الرعاية التي تحصل فيها انتهاكات ويحذر المتبرعون من التبرع لها. فإذا أزالت الخلل، حذف اسمها من الكتاب الأسود.

12. توثيق الانتهاكات من خلال الأفلام الوثائقية وتوثيق روايات الذين تعرضوا لانتهاكات، وتوثيق المشكلات التي تواجهها إدارات دور الرعاية.

13. تكليف خبيرات وخبراء الشؤون الاجتماعية وعلم النفس والمربيات والواعظات والمربين والواعظين بتناول ظاهرة انتهاك حقوق الفئات المهمشة من منظور الإيمان. وتحفيز العالمات والعلماء والواعظات والواعظين على زيارة دور الرعاية وتفقدها ومواكبة سير الأمور فيها عن كثب، وتحفيزهم على وضع مؤلفات إرشادية مبسطة لدور الرعاية ووضع مناهج لبرامج تربوية مناسبة للفتيات والفتيان.

14. تعزيز الكفالة ودعوة الأسر المتعيشة القادرة (وهذا لا يعني الثرية بالضرورة) في جميع أنحاء الوطن للكفالة بكل صورها المباشرة وغير المباشرة.

15. تطوير صيغ مبتكرة من الكفالة المؤسسية تضمن توسيع نطاق تحمل الشركات والمؤسسات مسؤوليتها الاجتماعية، وإبراز وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام الرسمي الشركات التي لديها إسهام حقيقي في هذا الصدد.

16. إقدام منظمات المجتمع الأهلي والمدني على تأسيس صناديق لدعم مسيرة اليتامى والمهمشين في جميع المسارات بما في ذلك التعليم والعلاج والضمان الاجتماعي.

17. توفير تعويضات مادية وعينية إدارية لليتامى والمهمشين الذين لحقت بهم أضرار وتعرضوا لمضايقات أو انتهاكات.

18. تحفيز الجهات المانحة لرؤوس أموال لبرامج ريادة الأعمال والجهات التي توفر برامج بناء القدرات على توجيه جزء من هذا التمويل للشباب خريجي دور الرعاية لإطلاق مشروعات متناهية الصغر ومشروعات صغيرة.

19. تكريم اليتامى والشباب المنتمين لفئات مهمشة الذين حققوا إنجازات علمية وعملية والاحتفاء بهم وإسناد مناصب لهم.

20. الاستفادة من خبرات اليتامى وأبناء الفئات المهمشة الذين تعرضوا لمعاناة في صياغة البرامج التي تسهم في إزالة أسباب المعاناة عن الأجيال اللاحقة.

21. دعوة اليتيمات واليتامى لتكوين اتحادات لليتامى على مستوى المدن ليعبروا عن تصوراتهم ومطالبهم واحتياجاتهم، وليدلوا بآرائهم في الشأن العام الذي هم جزء منهم. وبجانب أن هذا واجبهم وحقهم، فإنه سيسهم في غرس قيم المشاركة العامة الإيجابية والسلمية في وعيهم.

22. دعوة الإعلام لإتاحة الفرصة اليتامى ولأبناء الفئات المهمشة للتعبير عن أنفسهم ومطالبهم وأوضاعهم والإصغاء لأصواتهم من خلال دعوتهم واستضافتهم في البرامج، واستحداث برامج حوارية خاصة لهم، لمناقشة قضاياهم ورؤاهم بما في ذلك ملاحظاتهم بشأن السياسات غير المناسبة أو التي تسهم في تعريضهم لانتهاكات.

23. ربط الجامعات الأدبية والعلمية بشبكة دور الرعاية، على أن تباشر الأقسام المختلفة بالجامعات تصميم برامج تطوير لدور الرعاية وبناء قدرات الفتيان والفتيات بدور الرعاية.

24. دعوة الوزارات المعنية بالشؤون الاجتماعية والمرأة بتعيين الشابات والشباب الواعدين من اليتامى وأبناء الفئات المهمشة في إداراتها المختلفة وكمستشارين لأن ذلك أفضل أسلوب للحصول على صورة واضحة حول شؤونهم ومطالبهم والتحديات التي يواجهونها والعوائق التي تصادفهم والانتهاكات التي يتعرضون لها وسبل معالجتها.

مقالات للكاتب:
-  كيف يمكن أن تساعد السردية الوطنية لليبيا في بناء السلام؟ (1- 4)
-  جبريل .. رجل الدولة والإنسان