Atwasat

عثمان عبدالجليل: الفساد مستشرٍ.. وعصابات وشركات أدوية تسيطر على القطاع

القاهرة - بوابة الوسط: هبة أديب الجمعة 22 ديسمبر 2023, 09:16 صباحا
WTV_Frequency

اعترف وزير الصحة في الحكومة المكلفة من مجلس النواب د. عثمان عبدالجليل بأن الفساد مستشرٍ في قطاع الصحة الليبية.

وقال إن حكومته تسعى إلى تطبيق تجربة مصر في التأمين الصحي الشامل، مؤكداً أن البداية ستكون من بلدية بنغازي.

وأجرت «الوسط» حواراً مع عبدالجليل خلال زيارته إلى العاصمة المصرية القاهرة، وأثنى على ما قطعته مصر من خطوات كبيرة في تجربة التأمين الصحي الشامل التي نفذتها بمحافظات عدة.. إلى نص الحوار:

• ما تفاصيل التعاون مع جمهورية مصر العربية؟
عندنا تعاون إن شاء الله سيكون كبيراً في مجال الرعاية الصحية مع هيئة الرعاية الصحية المصرية، خاصة في تطبيق نظام التأمين الشامل للشعب كله، وأصبحت الفكرة حقيقة في مصر، والهيئة قامت بخطوات ممتازة جداً في العديد من المحافظات منها بورسعيد والسويس والإسماعيلية والأقصر وشرم الشيخ، فوقفنا على هذه الإنجازات، وبإذن الله الآن في صدد أن نطبق هذه التجربة في ليبيا. وأول بلدية إن شاء الله سنبدأ بها هي بلدية بنغازي، وطبعاً حضرنا إلى القاهرة لنشارك في مؤتمر التأمين الشامل، ولكن أيضاً لاستكمال إجراءات الترتيبات الأخيرة على اتفاقات التعاون بيننا وبين وزارة الصحة في مصر وهيئة الرعاية الصحية.

- للاطلاع على العدد 422 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

• وهل الاتفاق سيكون حقيقياً وفعالاً ومختلفاً عما سبق؟
إن شاء الله حقيقي جداً، يعني هم زاروا هيئة الرعاية الصحية في مصر وزاروا في بنغازي وشاهدوا كل المؤسسات الصحية، ووضعنا خطة إن شاء الله بوضوح ناقشناها بالتفصيل وسنبدأ إن شاء الله في أقرب وقت قبل نهاية هذه السنة بالضبط مع بداية العام المقبل.

• هل الاتفاق ومراسم الاستقبال المصاحبة يعتبران اعترافاً ضمنياً بشرعية حكومتكم؟
والله هو اعتراف ضمني، لكن هي حكومة ليبية شرعية في نظرنا نحن على الأقل كليبيين وفي العادة ما يهمنا نحن هو الفائدة الصحية والتعاون الفني بيننا وهو هدفنا الأساسي.

• ما موقف الحكومة الليبية ووزارة الصحة من قرارات الوزارة الموازية؟
والله طبعاً هي بصراحة هذه مشكلة كبيرة، ولكن هو أمر واقع نحاول أن نتأقلم معه على الأقل في المناطق التي تحت سيطرة الحكومة الليبية بالمنطقة الشرقية والمنطقة الجنوبية.

• ما خطط الوزارة في ملف العلاج بالخارج ومرضى الأورام؟
موضوع العلاج في الخارج، طبعاً هو للأسف الشديد في يد الهيئة المسؤولة عنها، واللجنة المسؤولة عنها موجودة في طرابلس، وأحد أهدافنا في التعاون مع مصر هو توطين العلاج، يعني إن معظم الحالات إلا الحالات النادرة المفروض إنها تمشي في الخارج. لكن في برامج حقيقية إن شاء الله ستنفذ الآن كلها بدأنا فيها في بنغازي، يعني في جراحة القلب للأطفال، والأورام، في الزراعة القانونية، في زراعة القوقعة، في كثير من البرامج يعني إنجاز العمود الفقري فيها كلها. بدأنا فيها بالتعاون مع الخبراء والأطباء المصريين.

• في حال جرى اتفاق على تشكيل حكومة جديدة ما قانونية هذه الاتفاقات؟
لا طبعاً الاتفاقات شرعية لأنها انبثقت من حكومة شرعية، فحتى لو صارت حكومة جديدة إن شاء الله ستكون معتمدة، بالإضافة إلى أنها هي الصالح العام.

• بعد كارثة درنة.. أعلنت لجنة الطوارئ وجود 3860 مفقوداً.. كم يقدر العدد النهائي للمفقودين الآن؟
حقيقة أمر المفقودين صعب ما زال ليس محصوراً نهائياً. ومن جرى دفنهم تجاوز الخمسة آلاف وقريب من خمسة آلاف أو أكثر قليلا طبعاً كثير منهم ماتوا مجهولي الهوية فقد يكونون هم ضمن المفقودين ولكن تقديرات المفقودين في حدود ثلاثة إلى أربعة آلاف.

• هل هناك إحصائية نهائية بأعداد الوفيات، وهناك تخوف بشأن مصير المفقودين وإنهم أصبحوا في عداد الموتى؟
للأسف طبعاً لا. إما يكونون من الضحايا المدفونين ومجهولي الهوية أو لم يجر العثور عليهم بعد، يعني حالياً في عداد الموتى.

• هل عادت كفاءة المرافق الصحية في درنة لوضع ما قبل الكارثة؟
الآن وضعها بصراحة أفضل بكثير من قبل الكارثة. كانت درنة طبعاً كما تعرفون لفترة طويلة خارج الدولة يعني كانت تحت سيطرة داعش وجرى تحريرها في 2019 وكانت الخدمات الصحية فيها «تعبانة» وبعد الكارثة والفيضان خرجت معظم المرافق الصحية عن الخدمة لكن استطعنا الحقيقة استرجاعها والآن بدأت بشكل أفضل تعمل بصورة جيدة.

• ما احتياجات المدينة الحالية من الكوادر الطبية؟
درنة تحتاج لبعض الكوادر بالتأكيد خاصة في الدعم النفسي وهذا ما بدأنا فيه. هيئة خاصة بالدعم النفسي موجودة وهذا أحد البرامج التي نتعامل بها مع الإخوة في مصر. نحتاج لبعض التخصصات التي فعلاً فيها عجز في درنة لكن إجمالاً الوضع الصحي ومعظم المؤسسات تعمل بصورة جيدة.

- للاطلاع على العدد 422 من جريدة «الوسط».. اضغط هنا

• هل لا تزال هناك أطقم أجنبية تعمل في درنة؟ وهل المدينة بحاجة إلى دعم دولي؟
معظمهم ليبيون، لكن مثلاً من مناطق مختلفة هناك بعض الأطقم الأجنبية عدا أعداد بسيطة. طبعاً كانت الفرق المصرية في البداية موجودة. والأتراك موجودون، والطليان موجودون طبعاً الفترة الأولى وبعدها بدأ الذين أتوا عن طريق المنظمات الدولية فهم من مختلف الجنسيات لكنهم عدد بسيط الآن.

• كنتم خائفين من انتشار الأوبئة هل لا تزال تلك المخاوف قائمة؟
كنا في البداية متخوفين جداً على اعتبار أن عدد الضحايا كبير والمياه ملوثة وعارفين الفيضانات هذه تسبب دائماً تداعيات كثيرة. كنا متخوفين من انتشار أوبئة ولكن الحمد لله تجاوزنا المرحلة هذه وتمت السيطرة على الوضع.

• وبخصوص إمدادات الأدوية والمستلزمات.. هل هي متاحة بكمية كافية حاليا في درنة وباقي المناطق المتضررة؟
على الأقل في درنة بشكل فعلي موجودة بشكل كاف جداً جداً وقدرنا مخازن واستقبلنا الجميع يعني وفرنا فيها كل الإمكانات ومنها توزع حتى للمدن المجاورة يعني لكن في درنة فيها يعني اكتفاء ممتازاً.

• ماذا عن أوضاع المستشفيات على مستوى ليبيا؟
للأسف مثلها مثل باقي الدول يعني المستشفيات العامة تعاني من قلة الكوادر ونقص المواد ومن الإهمال بصفة عامة لكن برنامج التأمين الشامل هذا سيحل كل هذه المشاكل إن شاء الله.

• هل هناك نقص في الكوادر الطبية على مستوى البلاد وكيف تتعاملون مع كهذا نقص؟
بالتأكيد هناك الكثير من النقص في بعض التخصصات، ولكن سوء توزيع العناصر الطبية نجدهم متمركزين في المدن بينما في الدواخل هناك عجز والعملية تحتاج إعادة ترتيب.

• عانى الليبيون خلال الأعوام الماضية من شح الأدوية ونقص المعدات الطبية.. فكيف تعالجون هذه الأزمة؟
والله للأسف ما زال نقص الأدوية خاصة الأدوية التخصصية مثل أدوية الأورام والأدوية النفسية والأدوية الأمور هذه مسؤول عنها جهاز الإمداد الطبي الذي هو موجود في طرابلس، وللأسف يعني دائماً فيها عجز والمريض يعاني، يعني الأدوية العامة الأخرى إلى حد ما موجودة وموجودة في الصيدليات الخاصة، لكن الأدوية التخصصية هذه المفروض يوفرها الإمداد الطبي هذه هي التي فيها عجز وهذا يسبب لنا أرقاً، ومشكلة المرضى يعانون من هذا الشيء.

• ما قيمة الميزانيات التي صرفت خلال الأزمات والطوارئ في المستشفيات والمراكز الصحية؟
صعب أن أحدد الميزانية ليست ميزانية معينة، فقد صرفت أموال على الأطقم الطبية وأموال صرفت على المعدات الطبية وعلى شراء تجهيزات ومستلزمات ومن الصعب تحديدها.

• كيف تواجهون ظاهرة الفساد المنتشرة في بعض قطاعات وزارة الصحة؟
الفساد مشكلة كبيرة للأمانة، كل الميزانية لوزارة الصحة في طرابلس سواء المرتبات أو مخصصات المستشفيات... ما لدينا ميزانية تشغيلية.. الفساد مستشرٍ وناس كثيرة مستفيدة وهناك عصابات وشركات أدوية مسيطرة على الأمور.

• لماذا يجري تهميش قطاع الصحة في الجنوب والمدن النائية؟
الجنوب مهمش من الناحية الصحية، والعناصر الطبية غير متوفرة ومرتكزة في الشمال الغربي والشرق.. من زمان هذا هو الوضع وطالما لا توجد حكومة موحدة لا يمكن حل هذه الإشكالية، فلو هناك حكومة موحدة كان من الممكن إرسال عناصر طبية من بنغازي إلى الجنوب، ولو وجهت عناصر طبية إلى الجنوب لن أستطيع أن أوفر لهم مرتبات لأن طرابلس المسؤولة عن توفير الميزانيات.

الوزير عثمان عبدالجليل مع محررة «الوسط» هبة أديب.
الوزير عثمان عبدالجليل مع محررة «الوسط» هبة أديب.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
بلدية بنغازي: استعداد أميركي لدعم جهود إدارة صندوق التنمية وإعادة إعمار ليبيا
بلدية بنغازي: استعداد أميركي لدعم جهود إدارة صندوق التنمية وإعادة...
ضبط 6 مطلوبين في قضايا مشاجرة وإيذاء بطرابلس
ضبط 6 مطلوبين في قضايا مشاجرة وإيذاء بطرابلس
«الكهرباء» تباشر صيانة الأبراج المتضررة من الطقس في بني وليد
«الكهرباء» تباشر صيانة الأبراج المتضررة من الطقس في بني وليد
حبس مصرفيين بتهمة الاستيلاء على 1.3 مليون دينار
حبس مصرفيين بتهمة الاستيلاء على 1.3 مليون دينار
تفسير مالطي لمآلات اجتماعين أوروبيين مع حفتر.. هل تبنت بروكسل السياسة الواقعية؟
تفسير مالطي لمآلات اجتماعين أوروبيين مع حفتر.. هل تبنت بروكسل ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم