Atwasat

الأردن يريد حجز مكانة في سوق صناعة الألعاب الإلكترونية العالمية

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 15 نوفمبر 2023, 07:45 مساء
WTV_Frequency

يعتبر كثر أن الألعاب الإلكترونية مضيعة للوقت، لكن الأردن يولي أهمية كبيرة لهذه الصناعة ويراهن على شبابه للاستحواذ على نسبة واعدة من هذه السوق العالمية المربحة.

ويقدم «مختبر الألعاب الأردني» الذي افتتحه العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني في مايو 2011 ويحظى بدعم مالي من صندوق الملك عبدالله للتنمية، دورات تعليمية مجانية حول كيفية صناعة وإنتاج وتطوير وتصميم وتسويق الألعاب الإلكترونية للشبان والشابات فوق سن التسعة أعوام في بلد تشير التقديرات إلى أن نحو نصف عدد سكانه تحت سن 25 عاما، وتعدّ الألعاب الإلكترونية جزءا أساسيا من الترفيه بالنسبة إليهم، وفقا لوكالة «فرانس برس».

يجلس ناصر الكسابرة (21 عاما) خلف جهاز كومبيوتر في قاعة مجهزة بأحدث الأجهزة الألكترونية داخل الـ«مجمع» منهمكا بتطوير لعبة فيديو يعمل عليها منذ أشهر، وهو الذي طوّر مع اثنين من زملائه ثلاثة ألعاب جرى تحميل إحداها «دريفت أرابس» الخاصة بسباق السيارات في «غوغل بلاي» أكثر من 100 ألف مرة، يقول «حسنا، هذا شيء أشعر بالارتياح إزاءه ولكن طموحنا لا زال أكبر من هذا بكثير» في عالم صناعة الألعاب الإلكترونية.

وقد استفاد أكثر من 10 آلاف شاب من التدريب الذي يوفره المختبر في عمان وعموم محافظات المملكة، وهو يستعين أيضا بباص متنقل للقيام بهذه المهمة، ويسعى الأردن للاستفادة من صناعة الألعاب الألكترونية العالمية التي تبلغ قيمتها حوالى 300 مليار دولار، وفقا لشركة «أكسنتشر» المتخصصة في صناعة الألعاب.

تحدي الصور النمطية
ويبلغ عدد سكان الأردن أكثر من عشرة ملايين نسمة، ووفقًا للبنك الدولي، تبلغ نسبة البطالة في البلاد حوالى 23%.

ويقول الشريك التقني لمختبر الألعاب الأردني نور خريس «أحدث هذا المختبر تغييرا جذريا في النظرة المجتمعية للألعاب الألكترونية، قبل 20 عاما كنت أجد صعوبة في إقناع الشباب والأهالي بأهمية صناعة هذه الألعاب أما اليوم فالأمر مختلف تماما»، لكن صانعي الألعاب العرب يواجهون تحديًا كبيرًا.

ويضيف خريس الذي أسس عام 2003 شركة «ميس الورد»، وهي أول شركة ألعاب للهواتف المحمولة في الشرق الأوسط ولها أكثر من مئة لعبة متاحة على متاجر «أبل ستور» و«غوغل بلاي»، «نحن لدينا صراع كبير كصانعي ألعاب عرب، فنحن غالبا ما نشاهد العربي في دور الإنسان الشرير والشخص السيء في الألعاب العالمية».

ويتابع «نريد أن نغيّر هذه الصورة النمطية السيئة الواردة في الأفلام والألعاب بأن الشخص العربي شخص إرهابي وشرير أو شخص لديه مال وفير وهو جالس ينفقه يمينا وشمالا».

وفي علامة على الأهمية المتزايدة لسوق هذه الألعاب في الشرق الأوسط، تدور أحداث الإصدار الأخير من سلسلة «أساسن» (Assassin) التي تحظى بشعبية كبيرة والتي جرى إصدارها الشهر الماضي، في بغداد في القرن التاسع الميلاديـ وجرى تزويدها بعناوين فرعية باللغة العربية للمرة الأولى بالنسبة لهذه السلسلة.

رحلة «حلوة ومرّة».. لعبة إلكترونية تعود بالزمن إلى بغداد في العصر العباسي
الذكاء الصناعي يهيمن على «معرض ألعاب» بألمانيا
قرار صيني لمكافحة إدمان ألعاب الفيديو

وألعاب الهاتف المحمول هي قطاع الألعاب الأسرع نموًا في العالم، ومن بين جميع الألعاب الرقمية المنتجة في المنطقة، ينتج الأردن أكثر من نصفها.

ويوجد في الأردن أكثر من 12 شركة ناشرة ومطورة للألعاب أبرزها «ميس الورد» و«طماطم» و«بابل»، ومعظمها يتعامل مع كبريات الشركات العالمية في صناعة الألعاب وهي أنتجت وطوّرت آلاف الألعاب.

ويستضيف مختبر الألعاب الأردني في نوفمبر من كل عام المؤتمر العالمي لصناعة ألعاب الهاتف المحمول «بوكيت غايمر كونكتس» (Pocket Gamer Connects) في مركز الملك الحسين بن طلال للمؤتمرات على شواطىء البحر الميت (50 كلم غرب عمان) يحضره مئات الأشخاص والشركات العالمية العاملة في قطاع صناعة الألعاب الألكترونية.

ويقول خريس «هدفنا الرئيسي من عقد هذه المؤتمرات هو بناء جسور بين مطوّري الألعاب والشركات المحلية الأردنية مع الشركات العالمية، حتى إننا صرنا نأخذهم أحيانا معنا لمؤتمرات عالمية كي يعرّفوا عن منتجاتهم، لا نريد أن نجلس في انتظار وصولا الألعاب من الخارج، نريد أن ننتج نحن ألعابنا الخاصة بنا».

 لقب «موبيل لجند» من مهرجان «موبايل غايمز»
ويؤكد خريس الذي حصل على لقب «موبيل لجند» (Mobile Legend) المرموقة في حفل توزيع جوائز مهرجان «موبايل غايمز» في لندن عام 2023 لمساهمته الاستثنائية في صناعة ألعاب الهاتف المحمول، «الكثير يعتقد بأن صناعة الألعاب الإلكترونية هي للترفيه فقط، صحيح هي تفرز هرمونات السعادة ولكننا نتكلم عن تكنولوجيا ذات إيرادات هائلة بلغت أكثر من 220 مليار دولار عالميا وحوالى ثمانية مليارات دولار في الوطن العربي».

ويقول متدرب في المختبر يوسف الريان (18 عاما) أنهى دراسته التوجيهية منذ فترة وجيزة وتستهويه ألعاب الحركة والقتال مثل «كول أوف ديوتي»، «الأجواء في هذا المكان مثالية لتعلم صناعة اللألعاب».

ويضيف الريان الذي يقضي يوميا ست ساعات في ألعاب الفيديو ويأمل بدراسة الكومبيوتر والذكاء الصناعي «في السابق كان أهلي يقولون لي بأن الألعاب هي مضيعة للوقت لكن اليوم بات الأمر مختلف وهم يشجعونني ويقولون لي: هذه صناعة مهمة مثل الذكاء الصناعي ولها مستقبل كبير». 

ويقول حسين بينو من صندوق الملك عبدالله للتنمية الذي يدعم المركز «صناعة الألعاب الإلكترونية تنمو بشكل كبير، هي مثل صناعة الأفلام والسيارات، حتى إن إيراداتها باتت أعلى من صناعة الأفلام».

ويضيف «نحن نريد الاستفادة من هذا النمو، الأردن بات اليوم أكثر البلدان خبرة بالألعاب الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«آبل» ترجئ إطلاق نظامها الجديد القائم على الذكاء الصناعي التوليدي في الاتحاد الأوروبي
«آبل» ترجئ إطلاق نظامها الجديد القائم على الذكاء الصناعي التوليدي...
إطلاق قمر صناعي صيني فرنسي لاكتشاف الكون
إطلاق قمر صناعي صيني فرنسي لاكتشاف الكون
«أقزام بنية» من نوع غير مألوف اكتُشفت في مجرّة درب التبانة
«أقزام بنية» من نوع غير مألوف اكتُشفت في مجرّة درب التبانة
ناسا ترجئ عودة مركبة ستارلاينر إلى الأرض للمرة الثانية
ناسا ترجئ عودة مركبة ستارلاينر إلى الأرض للمرة الثانية
«غوغل مابس» تحذف صوراً مزيفة للنمسا تحذّر من الآثار الكارثية للتغير المناخي
«غوغل مابس» تحذف صوراً مزيفة للنمسا تحذّر من الآثار الكارثية ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم