Atwasat

السنة التاسعة لـ«الوسط».. والاحتفال المنقوص

حمدي الحسيني الإثنين 04 ديسمبر 2023, 05:33 مساء
حمدي الحسيني

فجأة وجدنا أنفسنا في أسرة «الوسط» ندخل العام التاسع من عمر الجريدة الصحفي، وكنا اعتدنا أن نحتفل بهذه المناسبة على طريقتنا عبر تجمع بسيط يلتقي فيه رئيس التحرير وفريق العمل، وتكون مناسبة أيضاً لتبادل الأفكار حول تطوير العمل بالبوابة والجريدة من خلال ضخ دماء جديدة بانضمام زملاء جدد ليواصلوا استكمال مسيرة ما بدأناه ويصبحوا جنوداً في كتيبة «الوسط».

اللافت أننا هذا العام لم نشعر بالبهجة والسرور الذي اعتدناه كل عام جديد نضيفه إلى عمر محبوبتنا «الوسط»، وبالبحث عن أسباب هذا الفتور وتلك المشاعر السلبية تبيَّن أن أموراً عدة حالت دون اكتمال بهجتنا وربما حولت سعادتنا بهذه المناسبة إلى شعور عكسي تماماً.

أول هذه الأسباب استمرار الأزمة الليبية في المراوحة مكانها، وتعمق الانقسام السياسي بين شرق البلاد وغربها، وعدم بلوغ الليبيين هدفهم في بناء دولة ديمقراطية حديثة ومستقرة بعد معاناة متواصلة لأكثر من عشرة أعوام، ذاق المواطنون خلالها جميع أشكال التلاعب بمصيرهم من جانب سياسيين انتهازيين.
الأمر الثاني، كارثة الفيضانات التي دمرت عدداً من المدن الليبية شرق البلاد ووصلت ذروتها في مدينة درنة، حيث اقتطعت قسماً كبيراً منها وألقت به في البحر، فنشرت الحزن بين أهلها بعد أن كانت منارة الإبداع والثقافة والفنون.
أما الأمر الثالث الذي أسهم بقدر كبير في انطفاء فرحتنا بإضافة عام جديد إلى أعوام «الوسط» الثمانية الماضية، فكان الحرب المجنونة التي شنَّها العدو الصهيوني على أهل غزة الآمنين والتي كان وقودها أكثر من 15 ألف شهيد أغلبهم من الأطفال والنساء، وقد استخدم الإرهاب الصهيوني نحو 40 ألف طن من المتفجرات لتدمير قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من 17 عاماً، فكانت المحصلة دماراً شاملاً ومحاولات تهجير جديدة أحيت في الذاكرة صورة التهجير الأول للشعب الفلسطيني العام 1948 وما رافقه من مجازر وحشية ارتبطت بقيام الكيان الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة.

كل ما سبق وعوامل أخرى تتعلق بالشأن العام عربياً وإقليمياً أسهمت جميعاً في وأد فرحتنا السنوية التي كنا نعتبرها فرصة لالتقاط الأنفاس وشحن بطارياتنا المهنية لمواصلة العمل الصحفي الشاق الذي قُدِّر لنا أن نمتهنه يومياً.

ونحن نطرق أبواب العام التاسع يحدونا الأمل في أن تحمل لنا السنة التاسعة من عمر «الوسط» التفاؤل بأن يكون العام الجديد بلا حروب، كثير الاستقرار، وأن يكون الغد أفضل ليس فقط للشعب الليبي؛ بل نحلم بأن يعم الأمن والاستقرار ربوع منطقتنا العربية والعالم أجمع.