Atwasat

الجطلاويون (2-3)

محمد عقيلة العمامي الإثنين 13 نوفمبر 2023, 02:38 مساء
محمد عقيلة العمامي

ترجح الكثير من الدراسات، التي أجريت على «الجطلاويين»، أن أسبابها مرتبطة بتوتر أمهاتهم في أثناء فترة حملهن بهم. ففي دراسة بريطانية، كانت النساء الحوامل اللواتي يعانين التوتر الشديد أكثر عرضة للمس وجوههن بأيديهن اليسرى أكثر من اليمنى. وبناء عليه، يقول الباحثون، إن هذا السلوك يكون من العلامات الأولى للطفل الأعسر، وتدعم هذه النظرية أدلة أخرى. ففي دراسة سويدية، أجريت في العام 2008، على الأمهات وأطفالهن البالغين من العمر خمس سنوات، بيّنت أن النساء اللواتي يعانين الاكتئاب أو التوتر في أثناء فترة الحمل أكثر عرضة لإنجاب أطفال عُسر. كما بينت دراسات أخرى أن الأطفال منخفضي الوزن عند الولادة أو من أمهات أكبر سنا أكثر عرضة ليصبحوا، أيضا، عُسرا. وليس لدى ما أقول، لأنني لست متخصصا، وإنما قاريء يريد أن يعرف!.

أحيانا، يكون التوائم المتشابهون كصورة شخص أمام مرآة، فإذا كان للشخص الواقف أمام المرآة شامة على خده الأيمن، فنجدها على شقيقه التوأم المشابه تماما له، ولكن بشامة على خده الأيسر!. وكان في السابق يعتقد أن التركيب الجيني للتوائم يكون «معكوسا»، وبالتالي يكون أحد التوأمين أعسرَ والآخر أيمن. وكان يُعتقد أيضا أن جميع الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى بدأوا كتوائم، وأن إخوتهم الذين يستخدمون اليد اليمنى ماتوا في الرحم!.

لا يعد هذا صحيحا تماما، ولكن استخدام اليد اليسرى شائع عند التوائم أكثر بمرتين تقريبا من عامة السكان. وعموما، وجدت دراسة بلجيكية أجريت في العام 1996 أن نحو 21% من التوائم، سواء المتطابقين أو المتماثلين، يستخدمون اليد اليسرى.

ووفقا لدراسة أجرتها جامعة ييل في العام 2013، وتأسست على استطلاع أجراه باحثون استنادا إلى آراء المرضى في عيادة الصحة العقلية، فإن 40% من المصابين بالفصام، أو الفصام العاطفي، يكتبون بيدهم اليسرى، وهذا أعلى بكثير من 10% من مستخدمي اليد اليسرى الموجودين في عموم السكان. كما وجدت الدراسات روابط بين عدم استخدام اليد اليمنى وعسر القراءة واضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، وبعض اضطرابات المزاج.

يتفق معظم الخبراء في مسألة استخدام إحدى اليدين على أن اليد اليسرى تتفوق على اليمنى في الأنشطة الرياضية الفردية مثل لعبة التنس وتنس الطاولة والملاكمة والبيسبول. واللغوي الدكتور رينير يوهانس تشارلز سميتس، وهو هولندي معاصر لغوي، وأيضا مؤلف ومترجم لديه مجموعة واسعة من الاهتمامات، منها كتابه «لغز اليد اليسرى»، يوضح أن الرياضيين الذين يستخدمون يدهم اليسرى عادة ما يتدربون ضد خصوم يستخدمون اليد اليمنى، فيتفوقون عليهم، لأن العُسر يتعلمون سريعا وبسهولة كيف يواجهون خصمهم لاعب التنس باليد اليمني على سيبل المثال. لكن صاحب اليد اليمنى يصعب عليه مواجهة صاحب اليد اليسرى، حيث تجده «مجبرا على الانخراط في معركة غير متكافئة، ولم يكن مستعدا لها بشكل جيد، ضد خصم بارع في التعامل مع هذا النوع من عدم التماثل».

وفي دراسة فرنسية، أجريت في العام 2005، وجد الباحثون أن العُسر يشكلون نحو 3% فقط من السكان في المجتمعات البدائية الأكثر سلمية. أما في المجتمعات الأكثر تمدنا فيشكلون 27%. وتتساءل الدراسة عن السبب؟ وترى أن الأمر يعود إلى أن فكرة اليد اليسرى تتمتع بميزة جسدية عن اليد اليمنى. ويرى الباحثون أنه في المجتمعات العسكرية العنيفة يستفيدون من الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى بسبب سرعة خطفها المباغت وغير المتوقع!.

والأعسر، في الغالب، أكثر عرضة لاضطراب حركة الأطراف الدورية في أثناء النوم (PLMD)، مما يجعل المرضى يركلون ويرمون أذرعهم وأرجلهم بشكل لا إرادي، يمينا ويسارا، في أثناء نومهم. وفي العام 2011 أجرت جامعة توليدو دراسة استقصائية على 100 مصاب منهم، فوجد الباحثون أن 69% من مستخدمي اليد اليمنى عانوا حركات الأطراف على جانبي الجسم في أثناء النوم. أما المرضى الذين يستخدمون اليد اليسرى فكان 94% منهم يقومون بهذه الحركات. وتشير النتائج التي توصلوا إليها إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون اليد اليسرى حركة أطرافهم الثنائية أعلى بكثير، مما يشير إلى احتمال إصابتهم باضطراب «الحركة الدورية». وقد أعلنت نتائج هذا البحث في بيان صحفي صدر في العام 2011.