Atwasat

اعتقال الساعدي يعيد الحديث مجددا عن مصير عائلة القذافي

طرابلس - "بوابة الوسط" الجمعة 07 مارس 2014, 03:21 مساء
WTV_Frequency

لقي تسليم الساعدي القذافي إلى السلطات الليبية، وايداعه السجن تمهيدا لمحاكمته، ترحيبا واسعا من قبل الشارع الليبي خاصة بين أوساط الشباب الذين كانوا أكثر إحتكاكا بنجل القذافي بل الأكثر تضررا من تصرفاته، إذ يحملونه مسؤولية إفساد الرياضة في البلاد من خلال فرض نفسه لاعبا ورئيسا لبعض الأندية ورئيسا أيضا لاتحاد الكرة إلى جانب إهدار المال العام لتسويق نفسه لاعبا دوليا، واتهامه بالتورط في جريمة قتل لاعب كرة القدم الدولي الليبي بشير الرياني في ديسمبر عام 2005 .

ويشكل اعتقال الساعدي ( مواليد 1975) وهو الإبن الثالث لمعمر القذافي إنجازا يحسب للحكومة الليبية في مسعى مطاردة عائلة القذافي وتضييق الخناق على تحركاتهم والتقليل من مخاوف أن يقومون بأفعال من شأنها تهديد الأمن في ليبيا انطلاقا من دول الجوار مثلما كان الحال في تفجير أحداث الجنوب الليبي قبل شهر، والتي تجلت خطورتها في احتلال قاعدة (تمنهنت) والاشتباكات المسلحة التي شهدتها مدينة سبها وسقط فيها ضحايا من أبناء المدينة، وهو حدث يعيد أيضا الحديث مجددا عن مصير العائلة التي قتل بعض أفرادها وأعتقل آخرون وبقي الآخرون هاربين.

من غير المسبعد أن تكون الحكومة الليبية وعدت أو اتفقت مع الحكومة النيجرية على تفعيل مشاريع استثمارية سابقة تم الاتفاق بشأنها في عهد النظام السابق.

تناقلت بعض مواقع التواصل الاجتماعي معلومات غير مؤكدة عن صفقة مالية كبيرة أبرمتها الحومة الليبية مع حكومة النيجر مقابل تسليم الأخيرة للسلعدي القذافي وترحيله إلى ليبيا بينما نفى مصدر أمني كبير لـ " الوسط " أن تكون ليبيا دفعت أي مبالغ أو أعطت امتيازات للنيجر، إلا أنه من غير المسبعد أن تكون الحكومة الليبية وعدت أو اتفقت مع الحكومة النيجرية على تفعيل مشاريع استثمارية سابقة تم الاتفاق بشأنها في عهد النظام السابق ضمن اتفاقات مشابهة مع دول أفريقية أخرى رصد لها أكثر من سبعة مليارات دولار فيما كان يعرف بـ "محفظة أفريقيا" التي عهد بها إلى بشير صالح رجل الأعمال وأحد معاوني القذافي المقربين، والذي تمكن من الهروب إلى النيجر بعد سقوط نظام القذافي ومنها إلى باريس حيث يعيش حاليا .

سجن الهضبة الخضراء
يقبع الساعدي القذافي في سجن الهضبة الخضراء بمبنى كلية الشرطة بطرابلس حيث يتم احتجاز شخصيات سياسية وأمنية مهمة من النظام السابق أهمها رئيس المخابرات عبدالله السنوسي أحد أبرز أذرع القذافي الأمنية والبغدادي المحمودي أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الوزراء) وأبوزيد دوردة رئيس جهاز الأمن الخارجي وعبدالله منصور أحد أبرز المسؤولين في جهاز الخارجي والذي كان يدير وسائل إعلام حكومية مهمة كالتلفزيون الرسمي وعدة شركات للخدمات الإعلامية.

بدأت بعض الأندية الرياضية الليبية في إعداد ملفات قضائية ضد الساعدي القذافي الذي يواجه أيضا إتهاما سابقا بمسؤليته عن قتل اللاعب الدولي الليبي بشير الرياني.

وينتظر أن يوجه مكتب النائب العام إلى الساعدي القذافي إتهامات بالتورط في عدة جرائم جنائية ترتبط بالقضية 630/2012 ذات العلاقة بمتهمين آخرين سبق أن صدرت بشأنهم بطاقات حمراء من الانتربول منهم من تم توقيفه وتسليمه إلى السلطات الليبية ومنهم من لايزال مطلوبا للمثول أمام العدالة في ليبيا، وهو ما أكده قسم التحقيقات بمكتب النائب العام عندما صرح إلى الصحفيين بوجود إرتباط جنائي للمتهم بالقضية رقم 630/2012 ، لكن مكتب النائب دعا أيضا كل من تعرض للضرر بسبب المتهم إلى التقدم بملف اتهام إلى مكتب النائب العام.

فيما بدأت بعض الأندية الرياضية الليبية في إعداد ملفات قضائية ضد الساعدي القذافي الذي يواجه أيضا إتهاما سابقا بمسؤليته عن قتل اللاعب الدولي الليبي بشير الرياني .

ويعد الساعدي القذافي هو الشخص الثاني من أسرة معمر القذافي الذي يوجد تحت قبضة السلطات داخل ليبيا بعد إعتقال سيف القذافي (41عاما) في نوفمبر 2011 حين كان يتأهب للهروب إلى النيجر وإيداعه في سجن بمدينة الزنتان تحت سيطرة وإدارة إحدى الكتائب المسلحة في المنطقة فيما ظل في الخارج إثنين من أبناء القذافي إلى جانب زوجته صفية فركاش وإبنته الوحيدة عائشة.

وإن تأكد مقتل المعتصم يوم مقتل أبيه في أغسطس 2011 إلا أن المعلومات تضاربت حول حقيقة مقتل أصغر الأبناء سيف العرب (29 سنة) جراء غارة لطائرات الناتو على مبنى بضاحية غرغور بطرابلس في أبريل 2011 رغم عرض جنازته ودفنه في التلفزيون الرسمي الليبي.

مصير سيف العرب وخميس القذافي
لا يعرف كثير من الليبيين سيف العرب الذي كان نادر الظهور في وسائل الاعلام، ولم يتم أيضا التأكد رسميا من نبأ مقتل خميس القذافي الذي تكرر الاعلان عنه أكثر وفي أكثر من مناسبة، وهو الذي قاد كتائب أبيه في مواجهة ثورة 17 فبراير والدفاع عن نظامه وكان المسؤول عن قصف المدنيين في عدد من المدن الليبية وتجنيد المرتزقة وتحريض عناصر كتائبه وارساله الى جبهات القتال ضد ثوار فبراير، وشاهد عديد الناس مقاطع فيديو على الـ" يوتيوب" تظهر خميس وهو يحرض جنوده على القتال.

ويوجد في الخارج أيضا محمد ابن القذافي الأكبر (43 سنة) من زوجته الأولى الذي اعتقله ثوار خلال أحداث ثورة فبراير لكنه لم يبق قيد الاعتقال طويلا إذ تم تهريبه خارج البلاد، وكان يشغل في نظام أبيه المسؤول مديرا لشركات البريد والاتصالات ومنها شبكتي المدار وليبيانا للهاتف الجوال إلى جانب رئاسته للجنة الأولمبية الليبية، ولم يكن محمد عسكريا ولم يتقلد مناصب سياسية وعرف بخلافه المتكرر مع أخيه الساعدي بسبب تدخلات الإثنين في الشأن الرياضي.

هروب هانيبال ووالدته وشقيقته
تمكن هانيبال الابن الأوسط للقذافي أيضا من الهروب رفقة والدته وأخته إلى الجزائر صيف 2011، وتردد فيما بعد أن الجميع غادر الجزائر واستقروا بسلطنة عمان، وكان هانيبال يسيطر في عهد أبيه على قطاع النقل البحري.

وعرف هانيبال بسوء بسلوكه الذي تسبب في أزمات سياسية عديدة بين ليبيا وبعض الدول منها فرنسا وبريطانيا وأشهرها الأزمة مع سويسرا بسبب إعتقاله من قبل الشرطة السويسرية بتهمة قيامه وزوجته بالاعتداء على أحد خدمه في أحد الفنادق السويسرية ما أدى بنظام القذافي الى معاقبة الحكومة السويسرية بوقف تصدير النفط الليبي إليها واعتقال اثنين من رعاياها قبل أن تتطور الأزمة إلى حد دعوة القذافي المسلمين إلى الجهاد ضد سويسرا ثم تقدمه إلى الأمم المتحدة بمقرح يلغي سويسرا من الخارطة الأوربية ويقسمها بين كل من فرنسا وألمانيا وإيطاليا.

يبقى أيضا خارج ليبيا من أسرة القذافي كل من عائشة (38سنة) وهي الابنة الوحيدة للقذافي بين سبعة ذكور وكانت تغطي نشاطها السياسي تحت مظلة ما كان يعرف بـ"جمعية واعتصموا للاعمال الخيرية".

يبقى أيضا خارج ليبيا من أسرة القذافي كل من عائشة (38سنة) وهي الابنة الوحيدة للقذافي بين سبعة ذكور وكانت تغطي نشاطها السياسي إبان حكم والدها تحت مظلة ما كان يعرف بـ"جمعية واعتصموا للاعمال الخيرية" وأوفدت من قبل أبيها في مهام عديدة مبعوثة لوالدها وأبرز تلك المهمات كانت زيارتها الى العراق خلا الأزمة التي سبقت غزوه والتقائها بصدام حسين.

أما والدتها صفية فركاش الزوجة الثانية لمعمر القذافي وتنتمي إلى قبيلة البراعصة إحدى أبرز قبائل الشرق الليبي فلم تعرف بخوضها المجال السياسي لكن كثيرا ما دار الحديث في السنوات الأخيرة عن دخولها في صفقات تجارية وتضخم ثروتها دون وجود إحصائيات موثقة لهذه الثروة.

ويعتقد خبراء ماليون أن التحقيق مع الساعدي قد يوفر للسلطات الليبية معلومات مهمة تساعدها في الوصول إلى الأموال الليبية التي هربها أركان النظام السابق إلى الخارج سيما وأن الساعدي كان لصيقا بالشأن بقطاع الاستثمارات الليبية في الداخل والخارج.

بينما يؤكد متابعو الشأن الليبي أن وجود الساعدي في قبضة الحكومة الليبية يشكل ضربة قوية لأتباع النظام السابق الذين راهنوا عليه في قيادة ما أسموه بـ "حركة المقاومة" بهدف العودة إلى حكم البلاد، خاصة بعد أن ترردت معلومات عن دوره في أحداث الجنوب الليبي إنظلاقا من النيجر في يناير الماضي.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تنسيب 13 باحثا عن العمل في شركة السيل
تنسيب 13 باحثا عن العمل في شركة السيل
شاهد في «وسط الخبر»: إلى متى الفوضى والدماء في الزاوية؟
شاهد في «وسط الخبر»: إلى متى الفوضى والدماء في الزاوية؟
حالة الطقس في ليبيا (الإثنين 20 مايو 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الإثنين 20 مايو 2024)
أسعار صرف العملات الأجنبية في السوق الرسمية (الإثنين 20 مايو 2024)
أسعار صرف العملات الأجنبية في السوق الرسمية (الإثنين 20 مايو ...
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من زوارة إلى طرابلس
«الأرصاد» يحذر من رياح نشطة على الساحل من زوارة إلى طرابلس
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم