كشفت جريدة «لوموند» الفرنسية أن التحقيقات مع كارلا بروني زوجة الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في إطار ما يجري من استكمال تحقيقات متعلقة بقضية تمويل معمر القذافي حملة ساركوزي في العام 2007 بطريقة غير قانونية لم تجر معها بصفتها شاهدة وإنما بصفتها مشتبه بها في دائرة الاتهام.

وحسب مكتب المدعي العام المالي في باريس، وفق الجريدة، فإنه جرى استجواب المغنية والملحنة والسيدة الفرنسية الأولى السابقة بروني، حول احتمال التلاعب بأقوال الشهود.

بروني تتحول من شاهدة إلى مشبه فيها
وأفاد المكتب أنه في هذه المرحلة من الإجراءات يجرى فحص تورط بروني المحتمل دون اعتبارها مدعى عليها، فيما جرى استجوابها بالفعل كشاهدة قبل أقل من عام.

وقد استجوبت محكمة فرنسية كارلا بروني الخميس الماضي، وخضعت لتحقيق أمام القضاة استمر لنحو ثلاث ساعات، مشيرة إلى الاشتباه في أن بروني كانت وسيطا بين زوجها والصحفية ميشال مارشان وشركاء آخرين، من أجل لعب دور في تراجع رجل الأعمال الفرنسي اللبناني زياد تقي الدين عن أقوال أدلى بها خلال تحقيقات معه في هذه القضية في العام 2016.

وأقوال تقي الدين كانت عن نقله أموالا في حقائب بملايين اليوروات خلال العام 2006 من نظام القذافي إلى وزارة الداخلية الفرنسية في باريس، التي كان يرأسها آنذاك ساركوزي قبل أن يترشح للانتخابات الرئاسية.

ورأت «لوموند» أنه إذا أغلق التحقيق في القضية ستجرى محاكمة ساركوزي ذاته في أوائل العام 2025 بتهم التستر على اختلاس أموال عامة ليبية والفساد وتشكيل عصابة إجرامية وتمويل غير قانوني للحملة الانتخابية.

- بسبب «صفقة» الوسيط.. قاضي التحقيق يستمع إلى ساركوزي في قضية التمويل الليبي
- «التلاعب بالشهود».. قضية أخرى على علاقة بالتمويل الليبي تلاحق ساركوزي
- في قضية القذافي - ساركوزي.. إحالة مسؤول تنفيذي سابق في «إيرباص» إلى العدالة الفرنسية

تراجع أقوال تقي الدين يغير مسار القضية؟ 
وكان رجل الأعمال الفرنسي اللبناني تقي الدين في البداية الشاهد الرئيسي في القضية، لكنه تراجع فيما بعد، وقال إن ساركوزي لم يتلق أي أموال ليبية لحملته، ما دفع القضاء الفرنسي إلى فتح تحقيق إضافي في القضية خلال العام 2021، لمعرفة ما إذا كان تقي الدين قد تلقى أموالا لتغيير أقواله.

وتوصل محققون إلى أن تقي الدين تلقى أموالا من ساركوزي عبر وسطاء للتراجع عن أمواله، وأن تلك الأموال بلغت 608 آلاف يورو.