أعلنت منظمة الهجرة الدولية، اليوم الثلاثاء، اعتراض 105 مهاجرين غير نظاميين وإعادتهم إلى ليبيا، وفق آخر تحديث رقمي صادر عن المنظمة، فيما أظهرت بيانات رسمية أوروبية ارتفاعا في عمليات رصد الهجرة غير النظامية في البحر المتوسط بنسبة 61% في الـ11 شهر الأولى في العام الحالي مقارنة بالعام 2022.

ووفق أرقام حرس الحدود وخفر السواحل الأوروبية «فرونتكس»، فقد كان وسط البحر الأبيض المتوسط أكثر طرق الهجرة ازدحامًا في العام 2023، حيث أبلغت السلطات الوطنية عن أكثر من 152 ألفا و200 عملية رصد في الأشهر الـ11 الأولى، حسب وكالة الأنباء الإيطالية (نوفا).

الجنسيات الرئيسية في الهجرة غير النظامية
الجنسيات الثلاث الرئيسية بين الوافدين غير النظاميين هم المواطنون السوريون، يليهم القادمون من غينيا وأفغانستان. ولا تزال الاجتيازات عبر الطرق البحرية «تشكل خطراً على الأشخاص الذين يقومون بالهجرة غير النظامية»، بحسب «فرونتكس».

- «الهجرة الدولية» ترصد تداعيات التغير المناخي على أنماط المهاجرين إلى ليبيا 
- جريدة فرنسية: النيجر تقدم خدمتين لروسيا ومهربي المهاجرين إلى ليبيا
- مسؤولة أوروبية: إلغاء قوانين مكافحة الهجرة بالنيجر يزيد تدفق المهاجرين إلى ليبيا

وشهد العام 2023 ارتفاعا كبيرة في الاجتيازات غير النظامية للحدود، حيث زادت بنسبة 17% في الأشهر الـ11 الأولى، بتدفق أكثر من 355 ألف و300 مهاجر غير نظامي، متجاوزًا العدد الإجمالي للعام 2022، وهو أعلى عدد مسجل منذ العام 2016، وفق «نوفا». وحسب «فرونتكس»، فقد انخفض عدد الرصد الشهري بنسبة 24% في نوفمبر الماضي مقارنة بنوفمبر من العام الماضي، ليصل إلى نحو 7900 مهاجر غير نظامي.

وظل طريق شرق البحر الأبيض المتوسط نشطًا أيضًا، إذ سجل زيادة بنسبة 50% تقريبًا مقارنة بالعام الماضي في الأشهر الـ11 الأولى، حيث وصل إلى ما يقرب من 52600 عملية وصول. وبحسب البيان، فقد شهد طريق غرب أفريقيا أكبر زيادة في عدد المعابر غير النظامية، حيث تضاعف إلى أكثر من 32400 عملية وصول هذا العام.

وتعد هذه الزيادة هي الأعلى المسجلة منذ بداية جمع البيانات في العام 2009. علاوة على ذلك، ارتفع عدد الوافدين في نوفمبر بأكثر من 500% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، ليصل إلى ما يقرب من 4700 عملية رصد.

ومن بين أبرز البيانات التي قدمتها «فرونتكس»، نسلط الضوء على انخفاض بنسبة 25% في اجتياز الحدود بشكل غير نظامي في نوفمبر مقارنة بالعام الماضي، لما مجموعه أكثر من 20 ألف شخص، وانخفاضًا في جميع طرق الهجرة الرئيسية في شهر نوفمبر مقارنة بأكتوبر.

انخفاض المهاجرين عبر المتوسط منذ مطلع العام
علاوة على ذلك، أظهر طريق البحر الأبيض المتوسط، على الرغم من بقائه الأكثر ازدحامًا في العام 2023، اتجاها هبوطيا مقارنة ببداية العام. تشير بيانات المنظمة الدولية للهجرة إلى «الإبلاغ عن فقدان 2511 شخصا في البحر الأبيض المتوسط هذا العام، معظمهم يبحرون عبر طريق وسط البحر الأبيض المتوسط».

أما بالنسبة للطرق الأخرى التي جرى تحليلها، ففي الفترة من يناير إلى نوفمبر، سجل طريق غرب البلقان أكبر انخفاض سنوي بين طرق الهجرة الرئيسية، مع انخفاض عدد المعابر غير النظامية بنسبة 28% إلى 98.600 حالة رصد.

وأخيرا، على طريق القناة جرى اكتشاف نحو 58 ألفا و300 حالة عبور غير نظامي على كلا الجانبين في العام 2023. وهذا يمثل انخفاضا بنسبة 14% مقارنة بالفترة نفسها من العام 2022.

تأثيرات الهجرة غير النظامية على ليبيا
وفي خضم هذه الأرقام، تقول حكومة الوحدة الوطنية الموقتة إن ليبيا «دولة متأثرة بالأزمات المرتبطة بالهجرة غير النظامية، سواء على المستوى الأمني أو الاقتصادي أو غيره»، إذ يقول وزير العمل والتأهيل علي العابد أن بلاده «ليست بلد منشأ ولا وجهة، بل هي بلد عبور للهجرة غير النظامية».

لكن العابد استدرك: «من المهم أن تلعب ليبيا دورا مهما في إدارة هذه الظاهرة، وذلك بطريقة تعود بالنفع على بلدان المنشأ وبلدان العبور والمقصد. هذه هي رؤيتنا الإستراتيجية في وزارة العمل»، وفق تصريح سابق لوكالة الأنباء الإيطالية (نوفا).