شهد العام 2023 انتعاشة لقطاع النفط باستئناف عمليات الإنتاج في عدد من الحقول، الأمر الذي أسهم في ارتفاع الإنتاج بنحو 60 ألف برميل يوميا، ليصل من 1.14 مليون برميل بداية العام إلى أكثر من 1.2 مليون برميل يوميا خلال ديسمبر الجاري، مع آمال لدى المؤسسة الوطنية للنفط بالوصول إلى 1.8 مليون برميل يوميا في العام 2024.

وقد وضعت مؤسسة النفط خطة لرفع الإنتاج خلال فترة تتراوح بين ثلاث وخمس سنوات، تشمل 45 مشروعاً للنفط والغاز في الحقول الخضراء والبنية، إلى جانب برامج صيانة ضخمة، وذلك بإنفاق 16.9 مليار دولار. كما تخطط أيضاً لطرح جولة التراخيص الدولية الأولى منذ العام 2007 في العام المقبل، وفقاً لرئيس المؤسسة فرحات بن قدارة.

استنئاف إنتاج البئر «B-18» بحقل الشرارة بعد توقف 27 عاما
في الأسبوع الأول من العام 2023، استعادت شركة «أكاكوس» بئرا نفطية متوقفة عن الإنتاج من العام 1996 بإحدى مناطق الامتيار في حقل الشرارة جنوب غرب البلاد، ووضعتها على خط الإنتاج.

وتضررت طبقات البئر «B-18» بالامتياز «115»، ما أدى إلى توقفها عن الإنتاج قبل إعادة تشغيلها، لتمهد لسلسلة من إعادة تشغيل الحقول والمصانع النفطية.

وفي 12 مايو الماضي، أعلن بن قدارة عودة مجمع راس لانوف الصناعي للعمل بعد توقف دام 12 عاما، واستمر العمل في المجمع حتى أعلنت شركة «راس لانوف لتصنيع النفط والغاز» في الأول من ديسمبر الجاري وصول أولى شحنات مصنع الإيثيلين إلى الأسواق العالمية، وتحديدا إلى الصين.

إعادة تشغيل حقل الحكيم
وفي 22 مايو، أكدت شركة «الزويتينة» للنفط بدء التشغيل التجريبي لحقل الحكيم الذي توقف عن الإنتاج نحو سبعة أعوام نتيجة عمليات التخريب التي طالته. وقالت الشركة إنه من المتوقع بلوغ إنتاجه من النفط 3 آلاف برميل يوميًا قبل نهاية العام.

وفي يونيو الماضي، جرت إعادة تشغيل معمل استغلال الغاز اجخرة في المنطقة التعاقدية «91»، الذي توقف عن العمل منذ العام 2013. ونجحت الفرق الفنية التابعة لشركة «السرير» للعمليات النفطية في إعادة تأهيل المعمل، بعد نجاح التجارب التشغيلية، ليبدأ ضخ الغاز والمكثفات من المعمل إلى حقل الساحل، وكذلك ميناء الزويتينة النفطي. وقالت مؤسسة النفط وقتها إن المعمل جاهز لمعالجة 130 مليون قدم مكعب من الغاز يوميا.

أما في 31 أكتوبر، فجرت إعادة تشغيل مصنع التكسير الحراري للنافتا بمجمع راس لانوف الصناعي، ووصول غاز الإيثيلين إلى الخزانات بعد توقف دام لأكثر من 12 عاما.

وجرى تصدير أول شحنة من خام إيراون، الذي يجري إنتاجه من حقل إيراون التابع لشركة «زلاف»، في 16 نوفمبر. وجرى نقل 600 ألف برميل من خام إيراون عبر ميناء الزاوية النفطي غرب طرابلس، بعدما انطلقت عمليات الإنتاج فيه خلال مارس الماضي.

أعلى إنتاج لحقول سرت منذ عامين
إلى ذلك، شهد العام 2023 ارتفاع إنتاج حقول شركة «سرت» إلى أعلى مستوياتها اليومية منذ العام 2021، إذ بلغ 93.5 ألف برميل يومياً. ويقع مقر الشركة في منطقة مرسى البريقة على بُعد 800 كيلومتر شرق طرابلس، وتضم نحو 14 حقلاً، هي: زلطن، والراقوبة، واللهيب، والجبل، والرالح، والرشاد، والوادي، والاستقلال، والحطيبة، والساحل، والإرادة، والمقيل، والصرة، وشمال الرشاد.

وعملت «سرت» منذ مطلع العام الجاري على تجديد عقود الحفارات العاملة في حقولها، وإبرام تعاقدات جديدة مع الحفارات العاملة بالقطاع، وذلك لرفع قدرتها الإنتاجية من خلال تنفيذ برامج الحفر والاستكشاف وصيانة الآبار الإنتاج إلى 16 ألف برميل يومياً.

عودة عمليات الحفر الاستكشافي في 2024
وتأمل مؤسسة النفط مواصلة الانتعاشة في الإنتاج والاكتشاف خلال العام الجديد، حيث أعلنت مجموعة «أو إم في» النمساوية استئناف عمليات الحفر الاستكشافي في القطاع الممنوح لها داخل ليبيا فبراير المقبل. من جهتها، تبدأ شركة «ريبسول» الإسبانية نشاط الحفر الاستكشافي في منطقة التعاقد بحوض مرزق مطلع أبريل 2024.

- تقرير دولي.. الطلب الأوروبي على النفط والغاز الليبي مرشح للارتفاع
- مسؤول سابق بوزارة النفط لـ«بوابة الوسط»: لا حاجة لإسناد تطوير حقل الحمادة إلى شركات أجنبية
- بن قدارة لقناة «الوسط»: تهالك خطوط النقل والمحطات أكبر تحد أمام النفط الليبي
- مؤسسة النفط تناقش تنفيذ خطتها للوصول إلى إنتاج مليوني برميل يوميا

ومن المقرر أن تطرح مؤسسة النفط خلال العام 2024 أول مناقصة للنفط والغاز أمام الشركات الدولية منذ 17 عاما، بهدف اكتشاف حقول نفطية جديدة، والوصول إلى مليون و800 ألف برميل بحلو العام الجديد.

تلكؤ الشركات الدولية يهدد خطط التنمية
في تلك الأثناء، اتهم وزير النفط والغاز في حكومة «الوحدة الوطنية الموقتة»، محمد عون، شركات النفط العالمية العاملة في ليبيا بالتحجج بعدم الاستقرار السياسي في البلاد لتأخير خططها التنموية.

أما رئيس مؤسسة النفط، فرحات بن قدارة، فقال إن تهالك البنية التحتية، من خطوط نقل الخام ومحطات الكهرباء وضخ الخام من حقول الإنتاج إلى موانى التصدير، من أهم التحديات التي تواجه قطاع النفط.

وأشار بن قدارة، في مقابلة مع قناة «الوسط» (Wtv) قبل نحو أسبوعين، إلى موافقة المجلس الأعلى لشؤون الطاقة على تنفيذ مشروع كبير، لاستبدال خطوط أنابيب ناقل الخام من حقول الواحات جنوب شرق ليبيا إلى موانى التصدير في السدرة وراس لانوف والحريقة، وخطوط نقل الخام من حقول الفيل والشرارة والوفاء جنوب غرب ليبيا إلى ميناء مليتة على البحر المتوسط غرب البلاد.

عامل في موقع إنتاج بشركة رأس لانوف لتصنيع النفط والغاز (أرشيفية: الشركة)

موقع إنتاج بشركة رأس لانوف لتصنيع النفط والغاز (أرشيفية: الشركة)