اتفق عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني مع مفوض الجوار والتوسع بالاتحاد الأوروبي أوليفر فارهيلي على «تكوين فرق فنية مشتركة» لرسم ملامح خارطة التعاون المشترك بين ليبيا والاتحاد الأوروبي وآليات تنفيذها، مشددًا على ضرورة توفير الدعم اللوچستي والتكنولوچيا المتطورة لتمكين أجهزة الدولة الليبية من السيطرة على الحدود وتوفير التدريب اللازم لشباب الجنوب والمساهمة في تحريك عجلة التنمية بالمنطقة، بحسب المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.

وقال المكتب الإعلامي إن الكوني ناقش خلال لقائه مع المفوض الأوروبي في بروكسل، مساء اليوم الثلاثاء، فرص الشراكة الشاملة لإدارة الهجرة الفعالة ودعم النمو الاقتصادي والوظائف، وشدد «على أن ليبيا أصبحت اليوم الشريك الأهم لأوروبا، والحدود الجنوبية لليبيا صارت مع الإشكاليات المتنامية في بعض دول الجوار، وخاصة مع إلغاء النيجر لقانون تجريم الهجرة غير الشرعية، إلى الحدود الأولى لأوروبا مع أفريقيا».

مساعدة ليبيا حماية لأوروبا
وأكد الكوني أن «مساعدة ليبيا في حماية حدودها من تدفق غير مسبق للهجرة غير الشرعية نتيجة لهذه التغيرات المقلقة التي تشهدها بلدان مثل مالي والنيجر أو بوركينا فاسو هو حماية لأوروبا نفسها»، وذلك لأن «ليبيا لا تمثل بالنسبة للمهاجرين إلا بلد عبور، وأن مقصدهم هو أوروبا، وذلك بكل التداعيات التي من شأنها أن تنتج عن ذلك».

- الكوني يستعجل رسم خارطة طريق للتعاون المشترك بين ليبيا والاتحاد الأوروبي
- الكوني في بروكسل لرسم «خارطة طريق» مع الاتحاد الأوروبي بشأن الهجرة والإرهاب والجريمة
- الكوني يحث الاتحاد الأوروبي على مضاعفة جهوده لدعم استقرار منطقة الصحراء

وطالب الكوني خلال اللقاء الاتحاد الأوروبي بضرورة تقديم «الدعم اللوچستي والتكنولوچيا المتطورة، وتدريب شباب الجنوب وخلق فرص للعمل لهم»، مشددًا على أنه «لا يجب ترك الجنوب الليبي يدفع الثمن الأكبر نتيجة لهذه التحولات السياسية الطارئة».

رسم سياسات مشتركة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي
وعرج الكوني خلال حديثه إلى التأكيد على أهمية الدفع بعجلة التنمية، وتحريك الاقتصاد في هذه الأماكن. موضحًا قدرة ليبيا «على أن تكون المصدر الأهم للطاقة النظيفة لأوروبا كافة».

وبيَّن كذلك أن رسم سياسات مشتركة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي «باتجاه تشجيع الصناعات المحلية والمشاريع الزراعية المعتمدة على الطاقة النظيفة، ومشاريع توليد الطاقة، سيكون بابًا مهمًا باتجاه جذب شباب هذه المناطق (جنوب ليبيا) للعمل في سياقات خلاقة ومثمرة للأفراد وللوطن، عوضًا عن انخراطهم وراء إغراء جماعات التهريب أو تسهيل عبور المهاجرين».

الأولوية الكبرى للاتحاد الأوروبي تجاه ليبيا
وأضاف المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي أن المفوض الأوروبي لسياسات الجور والتوسع أوليفر فارهيلي، أكد من جهته أهمية الإدارة الفعالة للهجرة ودعم النمو الاقتصادي والوظائف، وأن «رسم خارطة طريق مشتركة في هذا الاتجاه يشكل أولوية كبرى بالنسبة للاتحاد الأوروبي»، وضرورة أن يجري ذلك «بسرعة تليق بانتظارات الناس في المنطقة. فالظروف استثنائية والقرارات بشأن ذلك يجب أن تكون استثنائية ودون تأخير».

وأكد أن لقاء الكوني مع المفوض الأوروبي خلُص إلى «الاتفاق على تكوين فرق فنية مشتركة ترسم ملامح هذه الخارطة، وآليات تنفيذها، وتحديد الاحتياجات الفعلية للأجهزة الليبية التي تمكنها من حسن إدارة الحدود. بحيث سيتجه التعاون الثنائي بين ليبيا والاتحاد الأوربي بشكل مباشر ودون وسيط ثالث وفق ما طالب بشأنه موسى الكوني».