يناقش عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني خلال زيارة إلى بروكسل «حزمة من الأولويات المتعلقة برسم خارطة الطريق للشراكة مع الاتحاد الأوروبي» تشمل مجالات الهجرة والإرهاب والجرائم العابرة للحدود، بحسب بيان للمجلس الرئاسي على «فيسبوك».

ووصل الكوني على رأس وفد رفيع المستوى، اليوم الإثنين، عاصمة الاتحاد الأوروبي بروكسل لمناقشة التصدي لأهم الإشكاليات التي تثير القلق المشترك بين ليبيا والاتحاد الأوروبي.

وأضاف البيان أن أهم الإشكاليات التي يجري بحثها في بروكسل تدفق الهجرة غير الشرعية وتداعيات ذلك على الأمن والاقتصاد الليبي وإشكالية الإرهاب والجرائم العابرة للحدود وتداعيات ذلك على ليبيا والاتحاد الأوروبي.

وعقد الكوني فور وصوله بروكسل اجتماعًا مع مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة والأمن إيفا جوهانسن التي اعتبرت اللقاء «نقطة تحول نوعية في سياق مناقشة إشكاليات الهجرة وتداعياتها على ليبيا، وعلى الاتحاد الأوروبي، وفق الصراحة النوعية التي تميز بها النقاش مع الكوني» وفق تعبيرات بيان المجلس الرئاسي.

الكوني يشدد على أهمية بلورة شراكة واضحة لحماية الحدود الجنوبية الليبية
وقال الكوني: «قد حان الوقت لأوروبا لأن تترجم التعاون إلى أفعال واضحة على الأرض، وأن يجري بلورة شراكة واضحة المعالم، وفي مدة زمنية محددة لمساعدة ليبيا على حماية حدودها الجنوبية» من خلال «عدم الانتظار لوصول المهاجر للبحر حتى يجري إرجاعه لمراكز الإيواء في انتظار ترحيله مرة أخرى لوطنه الأم».

واعتبر أيضًا خلال حديثه مع مفوضة الهجرة والشؤون الداخلية بالاتحاد الأوروبي أن معالجة إشكاليات الهجرة من جذورها بالاهتمام بتوفير سوق العمل والتنمية المستدامة في البلدان الأم يشكل الخطوة الأولى والأهم للتصدي للهجرة غير الشرعية، بالإضافة إلى مساعدة ليبيا في تنفيذ مشاريع التنمية في مناطق الجنوب.

- خبراء يحذرون: نتائج قرار النيجر حول الهجرة ستظهر على ليبيا خلال أسابيع
- جريدة فرنسية: النيجر تقدم خدمتين لروسيا ومهربي المهاجرين إلى ليبيا
- دبلوماسيون أوروبيون: بروكسل تتعرض لعملية ابتزاز كبرى من النيجر
- محللون: الغياب الحكومي في الجنوب الليبي يعزز «الأنشطة المشبوهة»

الكوني: قرار النيجر «سيخلق تداعيات كبيرة على ليبيا»
وأوضح الكوني أن «ليبيا ستدفع الثمن الأكبر لتداعيات ما يجري في دول الجوار، حيث سيترك الأهالي أوطانهم في ظل القلاقل التي تعصف بهم إلى المكان الأقرب» مشددًا على أن القرار الذي صدر في النيجر بخصوص إلغاء قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية «سيخلق تداعيات كبيرة جدًا على ليبيا» خاصة الجنوب الليبي عبر تهديدات بتسرب بعض المجرمين أو أفراد التشكيلات الإرهابية.

ولذلك قال عضو المجلس الرئاسي إن «أوروبا الآن أمام خيار أن تساعد ليبيا دون تأخير للتصدي لكل ذلك أو أن تترك ليبيا وحدها حتى يخرج الوضع عن السيطرة» معتبرًا أن أفضل آلية للتعاون المشترك تتمثل في الاتفاقات والشراكات المستقبلية مباشرة بين الدولة الليبية والاتحاد الأوروبي «دون الحاجة للمرور بوسيط ثالث، حيث أثبتت التجربة فشل ذلك».

وأعلن الجيش الذي يتولى السلطة في نيامي يوم الإثنين الماضي إلغاء قانون صدر العام 2015 يعاقب المهربين، مما يعيد ظاهرة الهجرة من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى إلى البحر الأبيض المتوسط وفق جريدة «لوفيغارو» الفرنسية في تقرير لها.

وفي سياق آخر، اعتبر الكوني أن تهديد المرتزقة خاصة «فاغنر» يُشكِّل خطرًا ليس فقط على ليبيا، بل على منطقة الصحراء الكبرى، منتقدًا في الوقت نفسه «صمت» الاتحاد الأوروبي أمام «ما يتعرض له سكان شمال مالي من ترويع وتصفيات على يد جماعات فاغنر وقوات نظام باماكو والذي يكاد يرتقي لمستوى الإبادة» مشيرًا إلى أن «ما يحدث في شمال مالي ستكون له تداعيات على ليبيا» من خلال دفع أعداد كبيرة للهجرة نحو الجزائر وليبيا.

الكوني يطالب بـ«التعاون المشترك المباشر»
واختتم الكوني حديثه مع إيفا جوهانسن وهي بمثابة وزيرة الداخلية للاتحاد الأوروبي بأن «التعاون المشترك المباشر» وتكوين فرق عمل مشتركة لمتابعة اتفاقات أو برامج مستقبلية «سيشكل الخطوة الأهم في سياق ما نسعى إليه من تعاون باتجاه خلق أرضية صلبة للاستقرار والأمن في ليبيا وفي الحوض المتوسط».

ونقل البيان عن المسؤولة الأوروبية موافقتها على هذه المقترحات، مشددة على أن «الحوار المستمر والتعاون المشترك سيكون الباب الأهم لرسم خارطة الطريق باتجاه التعاون المشترك بين الاتحاد الأوروبي وليبيا».

عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني يلتقي مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة والأمن إيفا جوهانسن، الإثنين 4 ديسمبر 2023 (المجلس الرئاسي)

عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني يلتقي مفوضة الاتحاد الأوروبي للشؤون الداخلية والهجرة والأمن إيفا جوهانسن، الإثنين 4 ديسمبر 2023 (المجلس الرئاسي)