حث عضو المجلس الرئاسي موسى الكوني الاتحاد الأوروبي على مضاعفة جهوده لدعم وتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الصحراء الأفريقية، داعيًا جميع الجهات المعنية إلى المساهمة في وضع تصورات للحلول اللازمة لمعالجة الأزمات التي تعانيها بلدان المنطقة.

جاء ذلك في كلمة ألقاها عبر الفيديو، صباح اليوم الثلاثاء، في افتتاح أعمال «جلسة العمل رفيعة المستوى»، حول مبادرة «صحراء واحدة» المنعقدة في تونس بين خبراء من ليبيا والاتحاد الأوروبي، لرسم خارطة طريق لاستراتيچيات المبادرة «برعاية الرئاسة الليبية ورئاسة الاتحاد الأوربي»، وفق المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.

رأب الصدع بمنطقة الصحراء
واعتبر الكوني في مداخلته أن جلسة العمل «دليل على إصرار دول المنطقة على الاستمرار في محاولة رأب الصدع بمنطقة الصحراء»، مؤكدًا أن الإصرار على إنجاح مبادرة «صحراء واحدة» لتكون «جامعة من شأنها أن توحد بين شعوب المنطقة وترسم في تكامل خلاق استراتيچيات الحلول التي نحتاجها في مثل هذه المحن»، وذلك بعدما تحدث عن الأزمات التي تعيشها المنطقة.

- ليبيا تشارك في اجتماع مبادرة الصحراء الواحدة لتعزيز أمن الحدود
- الأربعاء والخميس.. موريتانيا تحتضن مؤتمرا حول التعاون عبر الحدود بين ليبيا والساحل
- رئيسة بعثة «يوبام»: هكذا يمكن الحد من تدفق المهاجرين الذين يمرون بليبيا

وقال الكوني «إن ما قد ينفجر وقد يباعد بين بعضنا البعض، سنكون على قدرة لإيجاد حلول ناجعة لتداركه وتجاوزه»، في حال إنجاح المبادرة، موجهًا في نهاية مداخلته الشكر لمجموعة العمل المنبثقة عن مؤتمر تونس حيث ولدت مبادرة «صحراء واحدة»، حاثا مجموعة عمل المبادرة على «مواصلة العمل المشترك باعتبارهم الخبراء الأقرب لفهم ما يدور على الأرض، وتحديد انتظارات الشعوب وكيف يمكن تحقيق ذلك»، منوهًا بالخصوص إلى «الدور المهم للاتحاد الأوربي، كشريك أساسي لإنجاح مساعي المبادرة في هذه المرحلة».

دور خبراء منطقة الصحراء الكبرى
كما شدد الكوني على أهمية مواصلة لقاءات العمل المشتركة للجان المنبثقة عن مؤتمر تونس وجلسة العمل في نواكشوط، لأن «ذلك سيسمح بجاهزية آليات العمل التي من شأنها اقتلاع جذور أي أزمة قد تقلق المنطقة»، معربا عن ثقته بأن هذه النخبة من خبراء منطقة الصحراء الكبرى لديها «قدرة استثنائية على إيجاد مخارج ناجعة وسريعة لإشكاليات المنطقة وفق تجاربهم على الأرض، وقربهم الفعلي منها من الشخصيات الوطنية المؤثرة، والحريصة على أمن واستقرار المنطقة».

دور الاتحاد الأوروبي حيال الصحراء الكبرى
واختتم الكوني مداخلته مشددًا على «ضرورة أن يبذل الاتحاد الأوروبي جهدًا مضاعفًا لدعم هذه الجهود الساعية لتحقيق الأمن والاستقرار في فضاء الصحراء الواحدة»، معتبرًا أنه «في هذه الظروف يجب على الجميع ألا يقفوا مكتوفي الأيدي، وينتظرون حلولًا».

ودعا الكوني جميع الأطراف إلى المساهمة «في طرح تصورات للمخارج والعمل عليها لتحقيق ذلك، ومساعدة باقي الأطراف» في المنطقة على تجاوز أزماتها، بالرغم من أن «هذا يشكل عبئًا مضاعفًا أيضًا على شركائنا الأوروبيين إذ عليهم بذل الجهد المضاعف لمساعدة هذه الشعوب في المجال الاقتصادي والأمني الذي لا يزال مشتعلًا، ولمواجهة المجموعات المتشددة والإجرامية العابرة للحدود».

واعتبر الكوني أن «ما حدث في النيجر وقبله في مالي وبوركينا فاسو، لا يعني أن الاتحاد الأوروبي يتراجع خطوات للخلف وإنما عليه أن يبذل قصار جهده لمعالجة الأخطاء التي كانت ومجاراة الشعوب في مطالبها ويساعدها أكثر وألا يقطعوا اتصالاتهم بهذه الدول والاستمرار لإيجاد حلول ناجعة لأزماتها».

وأكد الكوني تواصله مع أمين عام المجموعة الاقتصادية لغرب أفريقيا «إيكواس» للتنسيق لزيارة أبوحا، ونيامي، وباماكو، وذلك «في محاولة لإيجاد حلول نستطيع أن نبني عليها لانتزاع فتيل الحرب قي المنطقة» وفق المكتب الإعلامي للمجلس الرئاسي.

الكوني متحدثا في افتتاح جلسة العمل رفيعة المستوى لمبادرة «صحراء واحدة» المنعقدة في تونس، الثلاثاء 5 سبتمبر 2023. (المجلس الرئاسي)

الكوني متحدثا في افتتاح جلسة العمل رفيعة المستوى لمبادرة «صحراء واحدة» المنعقدة في تونس، الثلاثاء 5 سبتمبر 2023. (المجلس الرئاسي)