تصدر ملف الانتخابات مجمل مداخلات ممثلي الدول الأعضاء خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا، اليوم الإثنين، لم تشهد طرحًا جديدًا لاختراق حالة الجمود السياسي الذي يسيطر على الحالة الليبية، رغم إقرار القوانين الانتخابية المحاطة بغلاف عدم التوافق بين مجلسي النواب والدولة.

في البداية أظهر المبعوث الأممي عبدالله باتيلي تفاؤلًا بشأن العملية الانتخابية الذي قال إنها «شهدت بعض التقدم»، بالنظر إلى إنهاء اللجنة المشتركة «6+6» أعمالها بحل مسائل خلافية كثيرة، وإصدار مجلس النواب «القانون الانتخابي المنقح» الذي وصل إلى المفوضية الوطنية العليا للانتخابات رسميًا في 9 أكتوبر الجاري.

باتيلي يتخوف من «أزمة سياسية أخرى» في ليبيا
لكن باتيلي رأى ضرورة أن تكون القوانين الانتخابية توافقية وقابلة للتنفيذ، خاصة ما يتعلق بإلزامية الجولة الثانية للقوانين الانتخابية، والربط بين الانتخابات الرئاسية والنيابية، وتشكيل حكومة جديدة وهو أمر خلافي بشدة لا يمكن الوصول إليها إلا نتيجة تفاوض بين الجهات الفاعلة الرئيسية.

وبالتالي فإن رفض مجلس الدولة للقانون بعد إدخال تعديلات عليه، بحسب باتيلي، من شأنه أن يتسبب في انتكاسة وتراجع سياسي، و«يهدد المكاسب المحققة» في العملية السياسية، معتبرًا أن استمرار الخلاف بين مجلسي النواب والدولة «يُعرض البلاد لأزمة سياسية أخرى».

ويرى باتيلي في إحاطته ضرورة إيجاد حكومة موحدة للإشراف على الانتخابات، لكنه حذّر من «خطر نشوب نزاع عنيف يترتب على تعيين أحد الأطراف حكومة جديدة»، ولذلك يكرر المبعوث الأممي الحديث عن ضرورة التوافق بِشأن الخطوات القادمة، داعيًا الشركاء الدوليين في ليبيا إلى «دعم العملية الانتخابية كمسار وحيد يعطي الدولة مؤسسات شرعية».

أعاد المبعوث الأممي توضيح فكرته من خلال التأكيد على أن القوانين الانتخابية بمفردها «لا تنجح الانتخابات»؛ لأنها «تحتاج إلى دعم من طائفة موسعة من الأطراف بما في ذلك أهم المؤسسات والجهات الأمنية والعسكرية والأحزاب السياسية والمرشحين وقيادات المجتمع المدني ومنظماته وجماعات النساء والشباب وغيرهم».

- باتيلي يطلع مجلس الأمن على ملاحظات البعثة الأممية بشأن القوانين الانتخابية
- بريطانيا تدعو إلى عقد اتفاق سياسي شامل للتوافق بين الأطراف الليبية
- مندوبة أميركا: ندعم عمل الأمم المتحدة لوضع مسار سليم نحو الانتخابات في ليبيا

بريطانيا والولايات المتحدة يؤيدان رؤية باتيلي
بعد الانتهاء من كلمته، جاءت مداخلات ممثلي الدول في الغالب مؤيدة لرؤية المبعوث الأممي؛ حيث دعا ممثل المملكة المتحدة إلى ضرورة «عقد اتفاق سياسي شامل» بين الأطراف الليبية من أجل استئناف العملية السياسية، وضرورة تقديم التنازلات اللازمة لإجراء الانتخابات.

ولم يذهب ممثل بريطانيا أبعد من حديث باتيلي؛ إذ شدد على أن القوانين الانتخابية التي أقرها مجلس النواب مؤخرًا تعد قاعدة أساسية لإجراء الانتخابات، لكنها تتطلب الالتزام من الأطراف كافة لتكون قابلة للتنفيذ، بالإضافة إلى تشكيل «حكومة موحدة منتخبة ديمقراطية لتوصيل الخدمات إلى المواطنين».

على غرار موقفها السابق، جددت مندوبة الولايات المتحدة دعم بلادها لعمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا «من أجل وضع مسار سليم نحو الانتخابات»، داعية الأطراف الليبية إلى العمل مع البعثة الأممية من أجل حسم الخلافات وتحقيق التوافق من أجل الوصول إلى العملية الانتخابية التي يترقبها الليبيون.

فرنسا تحذر من هشاشة الوضع الأمني في ليبيا
كما جدد مندوب فرنسا دعم بلاده لعمل بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، وضرورة إجراء الانتخابات في أقرب وقت ممكن من أجل تجاوز حالة النزاع على الشرعية القائمة في البلاد منذ سنوات، لكنه حذر في الوقت نفسه من أن الوضع الأمني في البلاد لا يزال هشًا، داعيًا اللجنة العسكرية المشتركة «5+5» لاستكمال مهمة سحب المرتزقة والقوات الأجنبية من ليبيا.

وجاءت كلمة ممثل الإمارات متناغمة مع أحاديث سابقيه، حيث دعا الأطراف الليبية إلى التوصل لحلول توافقية بشأن إجراء الانتخابات برعاية الأمم المتحدة. في حين تطرق إلى نقطتين أخريين الأولى تتعلق بدعم المناطق المنكوبة جراء الفيضانات، والثانية ضرورة «اتخاذ إجراءات تضمن الحفاظ على ثروات الشعب الليبي»، و«إعطاء مؤسسات الاستثمار الليبية صلاحيات للعمل وتخفيف العقوبات».

واعتبر مندوب الصين لدى الأمم المتحدة أن إصدار مجلس النواب القوانين المنظمة هو مؤشر على التقدم بشأن العملية الانتخابية. ودعا المجتمع الدولي إلى ضرورة احترام سيادة ليبيا وتجنب فرض أي حلول عليها من الخارج.

وشدد الدبلوماسي الصيني في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي اليوم الإثنين على ضرورة الحفاظ على الزخم السياسي وخارطة الطريق الخاصة بالانتخابات التي أعدها مجلس النواب، حاثًا على مساعدة ليبيا من أجل استكمال العملية الانتخابية.

- مندوب فرنسا: يجب إجراء الانتخابات في ليبيا لتجاوز حالة النزاع على الشرعية
- مندوب الإمارات: على المجتمع الدولي مساعدة الليبيين في طي صفحة الخلافات
- مندوب روسيا: يجب أن يؤحذ عمل لجنة «6+6» ونتائجها على محمل الجد

روسيا تدعو لمشاركة ممثلي النظام السابق في الانتخابات
كالمعتاد جاءت كلمة مندوب روسيا للتأكيد على موقفها إزاء الملف الليبي الداعي إلى ضرورة أن «تشمل العملية السياسية في ليبيا الطيف الواسع لكل القوى السياسية، بما في ذلك ممثلو النظام السابق لعقد انتخابات رئاسية وبرلمانية».

وبعدما دعا إلى ضرورة الأخذ بعمل لجنة «6+6» ونتائجها «على محمل الجد»، شدد على أن حل الأزمة الليبية يجب أن يكون في يد الليبيين، من خلال التأكيد على ضرورة «أن يكون الوضع المركزي للعملية السياسية في يد الليبيين دون أي حلول خارجية أو فرض مواعيد اصطناعية لتكون شاملة لكل الليبيين».

وأشار الدبلوماسي الروسي إلى أفضلية إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية متزامنة، معتبرًا أيضًا أن «النجاح في ليبيا سيتحقق من خلال جمع كل الأطراف المحلية والإقليمية والدولية المعنية». وفي سياق آخر شدد على ضرورة حماية الأموال الليبية المجمدة الموجودة في حسابات مصرفية أجنبية، وضمان ألا تستخدم ليعود النفع على الهياكل المصرفية غير الليبية والأجنبية.