Atwasat

«البنادق مقابل الذهب».. مجلس العموم البريطاني يفتح الصندوق الأسود لروسيا في ليبيا

القاهرة - بوابة الوسط الثلاثاء 05 سبتمبر 2023, 09:33 مساء
WTV_Frequency

أعطى البرلمان البريطاني اهتماما خاصا بنشاط مجموعة «فاغنر» الروسية منتقدا فشل الحكومة في تقدير النمو الخطير للشركة خصوصا في ليبيا التي تحولت إلى «منصة لوچستية» لخدمة مصالح موسكو، فيما يقابل ذلك شركة أمنية تركية لها حضور منذ 10 سنوات.

وكشفت لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني في تقرير لها بعنوان «البنادق مقابل الذهب: كشف شبكة فاغنر» أعدته بفترة وجيزة قبل مقتل قائد المجموعة يفغيني بريغوجين خلال تحطم طائرته.

نشاط شركة «فاغنر»
وأوضحت اللجنة أن الأدلة التي بحوزتهم بخصوص نشاط شبكة «فاغنر»، بينت إجراء الشركة عمليات عسكرية في سبع دول على الأقل منذ العام 2014 هي ليبيا وأوكرانيا وسورية وجمهورية أفريقيا الوسطى والسودان وموزمبيق ومالي.

وأكد التقرير البريطاني أن الغرض الأساسي بالنسبة لسلطات هذه البلدان كان دعوة «فاغنر» إلى أراضيها للمساعدة في الحفاظ على أنظمتها الهشة، حيث تحكم تدخلاتها في البلدان الأفريقية «الاتفاقات التي تفاوض عليها موظفو بريغوجين» والتي توفر امتيازات من المعادن النفيسة والنفط، مقابل قيام المجموعة الروسية بعمليات عسكرية داعمة للكرملين من حماية للبنى التحتية المحلية وتقديم التدريب العسكري.

استمرار نشاط «فاغنر» في ليبيا
ففي ليبيا تقول اللجنة البريطانية إن تواجد «فاغنر» لا يزال مستمرا، إذ جرى نشر أفرادها في أكتوبر 2018 بحضور ما يصل إلى 1000 مقاتل شاركوا في حرب طرابلس خلال محاولة قوات المشير خليفة حفتر الاستيلاء على العاصمة بحسب لجنة الشؤون الخارجية.

وبعد فشل الهجوم ووقف إطلاق النار بناء على اتفاق أكتوبر 2020، أصبحت فاغنر «منصة لوچستية» لخدمة المصالح الروسية، والاحتفاظ على حضورهم في القواعد العسكرية مثل الخادم والجفرة، القرضابية وبراك الشاطئ.

وقدرت اللجنة عددهم بحوالي 2000 مرتزق من «فاغنر» في البلاد العام 2021، وقد شاركوا بشكل كبير في السيطرة على حقول النفط وحراستها وتدريب الجيش الوطني الليبي.

- «ذا غارديان»: تداعيات ضخمة لمقتل قائد «فاغنر» بعد دور المجموعة في ليبيا ومالي
- الأيام الأخيرة لقائد «فاغنر»: بريغوجين حصل على سبائك ذهب من قوات الدعم السريع بالسودان
- دور «إمبراير ليغاسي» في التخفي عن التتبع.. الأميركيون يكشفون آخر زيارة لبريغوجين إلى ليبيا
- شروط جديدة والجيش الروسي يتولى المسؤولية.. تقدير فرنسي لمهام «رجال بريغوجين» في ليبيا
- تقرير بريطاني: موسكو تواصلت مع القادة الأفارقة وحفتر منذ تمرد بريغوجين لطمأنتهم

ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب؛ بل كانت أنشطة الشبكة في ليبيا متنوعة، تتراوح بين العمليات العسكرية والخدمات الاستشارية، وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي لمزيد من التأثير السياسي.

انخراط «فاغنر» في تشاد
وأعربت اللجنة البرلمانية أنها على ثقة بأنه منذ العام 2021، أصبح الكيان المرتبط ببريغوجين على صلة بالتطورات الأمنية في تشاد على خلفية قتل متمردين قادمين من ليبيا الرئيس إدريس ديبي.

وكشف المصدر إجراء الشركة الأمنية الروسية استطلاعًا سُأل فيه التشاديون عن استعدادهم للمشاركة في مظاهرات ضد النظام. وكان هذا الاقتراع مصحوبا بتعليق من الباحث مكسيم شوغالي الذي عوقب بسبب صلاته بـ«فاغنر». كما تحدثت اللجنة عن شائعات بخصوص جبهة الوفاق والتغيير المتمردة في تشاد «فاكت» تفيد بأنها تلقت تدريبا من قبل «فاغنر».

وفيما يتعلق بمدى الانخراط الروسي الرسمي في نشاط المجموعة، أشار التقرير البريطاني إلى أوكرانيا وليبيا كاستثناءات، «تتصرف بهما فاغنر بشكل واضح بناء على أوامر الكرملين».

تضييق الخناق على الموارد الليبية
وعادت اللجنة لتوضح أن شبكة «فاغنر» انتهازية للغاية وليست وكيلا مباشرا بالنسبة لروسيا، على الرغم من أن موسكو قامت في بعض الأحيان بتوجيه وتسهيل ودعم عملياتها العسكرية، خاصة في ليبيا وأوكرانيا. كما اتهم التقرير البرلماني البريطاني المجموعة بتضييق الخناق على الموارد الطبيعية الليبية ومرافق التصدير، وبالتالي انخفض إنتاج النفط بشكل كبير.

وبشكل جد مقتضب أثار مجلس العموم البريطاني مسألة الوجود العسكري التركي، قائلا «نحن على دراية أيضا بزيادة نشاط شركة سادات التي يقع مقرها في تركيا والتواجد في جميع أنحاء قارة أفريقيا. وهي تعمل منذ العام 2013 على الأقل، بما في ذلك في ليبيا والسودان».

الموقف البريطاني من نشاط «فاغنر»
وخلصت اللجنة المكونة من مشرعين ينتمون لأحزاب سياسية مختلفة إلى أن «هناك قصورا مؤسفا من حكومة المملكة المتحدة في فهم أنشطة فاغنر في أفريقيا».

وأكدت اللجنة، التي استعانت للمرة الأولى ببحث استقصائي مفتوح المصدر في إعداد تقريرها المكون من 82 صفحة، أن الحكومة البريطانية «قللت من شأن وخطورة أنشطة شبكة فاغنر، فضلا عن التداعيات الأمنية لتلك الأنشطة وما تنطوي عليه من خطورة على أوروبا».

وتواجه مجموعة «فاغنر» اتهامات بقتل مئات المدنيين في هذه الدولة بهدف دعم النظام الذي يدفع رواتبهم. وأوضح التقرير «المكان الذي تغادره قوى الغرب تدخله فاغنر مدفوعة بقناعة بأن هناك فرصا تنطوي عليها المعاناة ومكاسب يمكن تحقيقها وسط الفوضى». وأضاف «يجب على المملكة المتحدة أن توفر بديلا للدول التي تكافح. لأن أحد أهداف السياسة الخارجية للكرملين هو إجبار الدول الفاشلة على الاعتماد على شبكة فاغنر».

وقالت رئيس اللجنة البرلمانية أليسيا كيرنز، التي أعدت التقرير، في تصريحات سابقة لقناة «بي بي سي» إن فاغنر تُعد من أهم المظاهر التي تلقي الضوء على حاجة أوسع نطاقا إلى وضع إطار حاكم لعمل الشركات العسكرية الخاصة، مؤكدة أن الفظائع التي يُزعم أن فاغنر ارتكبتها – خاصة في جمهورية أفريقيا الوسطى – كانت فريدة من نوعها. وأوضحت أيضا أنه من المهم توجيه انتقادات إلى الشركات العسكرية الخاصة المدعومة من الغرب، مثل شركة الأمن الأميركية بلاك ووتر التي تواجه اتهامات بقتل مدنيين أثناء عملها في العراق.

وقبل يوم واحد من تحطم الطائرة التي كان قائد «فاغنر» على متنها زار نائب وزير الدفاع الروسي يونس بك يفكيروف مدينة بنغازي والتقى المشير خليفة حفتر.

مستقبل «فاغنر»
وفي السياق، اعتبرت وزارة الدفاع الأميركية «بنتاغون» يوم السبت الماضي، أن مجموعة «فاغنر» العسكرية الروسية الخاصة انتهت تقريبا، بعد مقتل قائدها يفغيني بريغوجين بتحطم طائرته وذكر الناطق باسم البنتاغون بيت رايدر أن فاغنر كقوة مقاتلة انتهت فعليا مع مقتل بريغوجين.

لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصدر بعد أيام من مقتل بريغوجين مرسوما يقضي بإلزام عناصر المجموعات المسلحة بأداء القسم العسكري، وذلك بعد يومين من حادثة تحطم الطائرة التي قضى فيها بريغوجين وتسعة أشخاص آخرين كانوا على متنها. من جهته، أشار الناطق باسم الكرملين إلى أن التحقيق مستمر في الحادثة. وبموجب نص المرسوم الذي نشره الموقع الإلكتروني للحكومة الروسية، بات لزاما على هؤلاء العناصر التعهد بـ«الإخلاص» و«الوفاء» لروسيا، و«الامتثال الصارم لأوامر القادة والمسؤولين (الأعلى رتبة)».

ويشمل المرسوم الأشخاص المدرجين كمقاتلين متطوعين والذين «يسهمون في تنفيذ المهام الموكلة إلى القوات المسلحة الروسية» و«هيئات وتشكيلات عسكرية» أخرى، بما يشمل قوات الدفاع التي جرى تشكيلها خلال حرب أوكرانيا. وفي حين تحول القوانين الروسية رسميا دون تشكيل مجموعات المرتزقة، تتغاضى السلطات عن نشاطات «المجموعات العسكرية الخاصة» التي تقدّم رسميا خدمات «أمنية»، وتعتبر فاغنر التي قاتل عناصرها في أوكرانيا ودول أخرى من أبرز هذه المجموعات في روسيا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
تحذير من رياح نشطة على معظم الساحل الليبي
تحذير من رياح نشطة على معظم الساحل الليبي
بقيمة 3.6 مليار دولار.. تفاصيل الاعتمادات المستندية خلال 4 أشهر
بقيمة 3.6 مليار دولار.. تفاصيل الاعتمادات المستندية خلال 4 أشهر
إحباط تهريب 33 مهاجرا غرب البريقة
إحباط تهريب 33 مهاجرا غرب البريقة
6 ملفات على طاولة الكبير والسفير البريطاني
6 ملفات على طاولة الكبير والسفير البريطاني
جريدة إيطالية: مباحثات الدبيبة وميلوني تطرقت إلى الهجوم الإلكتروني على «مليتة»
جريدة إيطالية: مباحثات الدبيبة وميلوني تطرقت إلى الهجوم ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم