Atwasat

«ذا غارديان»: تداعيات ضخمة لمقتل قائد «فاغنر» بعد دور المجموعة في ليبيا ومالي

القاهرة - بوابة الوسط: ترجمة هبة هشام الأحد 27 أغسطس 2023, 02:51 مساء
WTV_Frequency

يفتح مقتل قائد مجموعة «فاغنر»، يفغيني بريغوجين الباب واسعا أمام كثير من التساؤلات والتكهنات عن مصير المجموعة «شبه العسكرية» الأشهر في العالم، وعن عملياتها وأنشطتها، خصوصا في القارة الأفريقية، حيث أنشأت موطئ قدم ثابتا لها في دول مثل ليبيا ومالي وبوركينا فاسو وجمهورية الكونغو الديمقراطية.

وأمام تلك التساؤلات، رأت جريدة «ذا غارديان» البريطانية أنه من غير المحتمل أن يكون انتقال المجموعة العسكرية وممتلكاتها في أفريقيا إلى موسكو أمرا سلسا، مشيرة إلى النجاح الملحوظ الذي حققته المجموعة في دول أفريقية عدة، على رأسها ليبيا ومالي.

ورجحت الجريدة البريطانية، في تقرير نشرته أمس السبت، أن يثير مقتل بريغوجين تداعيات ضخمة ليس فقط على الأنظمة وقادة الحرب الذين تعاونوا معه في أفريقيا، بل ستمتد لمئات ملايين من المواطنين في القارة السمراء، وكذلك القوى الغربية التي تتنافس من أجل النفوذ في أفريقيا.

«ذا غارديان»: ليبيا قصة نجاح لـ«فاغنر»
واعتبرت «ذا غارديان» أن ليبيا «تمثل قصة نجاح جديدة كتبتها فاغنر في أفريقيا، حيث يوجد قرابة ألف مقاتل تحت إمرة قائد القيادة العامة للجيش، المشير خليفة حفتر».

وتنعكس أهمية ليبيا في الزيارة التي أجراها نائب وزير الدفاع الروسي إلى مدينة بنغازي منذ أيام قليلة، حيث التقى قائد «قوات القيادة العامة» المشير خليفة حفتر ومسؤولين آخرين؛ غير أن «ذا غارديان» استبعدت تحقيق انتقال سلس لأصول ونفوذ «فاغنر» بالنسبة إلى موسكو.

وقالت الباحثة في المجلس الأطلسي، علياء إبراهيمي: «الاستحواذ على عمليات فاغنر في روسيا يعني إقدام الكرملين على مغامرة عالية الخطورة».

وأضافت: «بوتين يتحمل الآن المخاطرة الجيوسياسية، إذ فقد عنصر الوكيل، ولا مجال للإنكار الآن.. لقد نشطت مجموعة فاغنر في منطقة استراتيجية للغاية ذات أهمية كبيرة للولايات المتحدة وحلفائها أيضا، وبالتالي فإن خطر التصعيد الآن أعلى بكثير».

«فرانس برس»: بعد مقتل قادتها.. «فاغنر» فكرة لن يتخلى عنها بوتين وهذه حيل روسيا في التعامل معها
لوكاشينكو بعد مقتل بريغوجين: عشرة آلاف مقاتل من «فاغنر» سيبقون في بيلاروسيا
«رويترز»: نائب وزير الدفاع الروسي طمأن حفتر على بقاء «فاغنر» في ليبيا

مقتل بريغوجين يعزز موقف الكرملين في أفريقيا
يعتقد مراقبون أن مقتل بريغوجين قد يرسخ يد الكرملين في أفريقيا بين الفاعلين الرئيسيين الذين اعتمدوا على الشبكات الواسعة لـ«فاغنر» وأنشطتها، لتعزيز قبضتهم على السلطة، بينما يخشى آخرون أن يترك مقتله شعورا لدى بعض قادة أفريقيا بأن حليفهم في موسكو غير راسخ.

وتقول الباحثة في مجموعة الأزمات الدولية إنريكا بيكو: «لا تزال هناك حاجة إلى تحديد المسؤول عن الحادث، ولكن ربما هذا هو الشيء الذي سيجعل القادة الأفارقة أقرب إلى الكرملين. إنه استعراض للقوة والنفوذ والقيادة ربما سيقدره العديد من القادة الأفارقة، ويرون أنه أكثر فاعلية».

وعلى مدى السنوات الخمس الماضية، قالت «ذا غارديان» إن الأطراف الفاعلة الطموحة في البلدان الأفريقية الاستراتيجية، مثل مالي وليبيا والسودان، أبرمت ما يوصف بـ«اتفاق مع الشيطان»، مما سمح لبريغوجين بتوسيع النفوذ الروسي في القارة، مع استخراج كميات ضخمة من المواد الخام النفيسة مثل الذهب، وهو ما وفر عائدات مالية كان الكرملين بحاجة ماسة إليها.

دول تحت سطوة «فاغنر»
كما وقعت الدول الصغرى تحت سطوة النفوذ الذي بنته «فاغنر»، مما سمح للأخيرة ببناء شبكة تمتد في الوقت الحالي من سواحل البحر المتوسط شمالا إلى موزمبيق.

وسجل بريغوجين آخر ظهور له الأسبوع الماضي، مرتديا حلة عسكرية، وحاملا بندقية آلية في منطقة صحراوية، يتكهن مراقبون أنها في مالي، حيث ينتشر مئات من مقاتلي «فاغنر»، لمساعدة القوات المحلية في حربها ضد التنظيمات المتشددة.

وقبل مالي، يُعتقد أن بريغوجين قد زار جمهورية أفريقيا الوسطى، حيث أسست «فاغنر» عملياتها الأكثر نجاحا منذ دعوتها لدعم نظام فاوستين أرشانج تواديرا، وسط حالة من الفوضى والفساد مسيطرة على البلاد.

وعلى الرغم من إنكار موسكو علاقتها ببريغوجين وشبكة أعماله السرية، فإن الدور البارز الذي لعبته «فاغنر» في أفريقيا دفع وزير الدفاع الروسي إلى الإقرار بوجود صلات بين المجموعة العسكرية والكرملين.

أشارت «ذا غارديان» إلى تغير موقف موسكو من أصول وشبكات «فاغنر» في أفريقيا. وأوضحت أن الكرملين لم يبد أي اهتمام في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي نظمها بريغوجين، يونيو الماضي، بالسيطرة على شبكات وأصول «فاغنر» في روسيا.

كنوز أفريقيا تلمع في عيون الروس
ومع مقتل بريغوجين، رجح محللون أن يتغير هذا الموقف. وقالت إنريكا بيكو: «على الأرجح ستتحرك وزارة الدفاع الروسية والشركات العسكرية الخاصة، للسيطرة على العمليات العسكرية والاقتصادية لفاغنر في أفريقيا».

ويرى محللون آخرون أن «موسكو لن تخاطر بخسارة النجاح الكبير الذي حققته فاغنر في أفريقيا، حيث يتطلع بوتين إلى حشد الحلفاء في مواجهته أمام الغرب. كما أن الذهب وغيره من الموارد التي صادرتها شركات فاغنر تدعم الاقتصاد الروسي المتداعي جراء العقوبات الغربية».

من جهته، أوضح الباحث في الشأن الأفريقي دينو ماهتاني: «سيحرص الكرملين على الحفاظ على ما حققه بريغوجين في أفريقيا، لكن مع وضعه تحت المراقبة».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
في العدد 441: الأنظار تتجه إلى «ترويكا القاهرة».. وفشل «إيريني»
في العدد 441: الأنظار تتجه إلى «ترويكا القاهرة».. وفشل «إيريني»
«وسط الخبر» يناقش: الدستور المطمور.. استفتاء للشرعية أم لكسب الوقت؟
«وسط الخبر» يناقش: الدستور المطمور.. استفتاء للشرعية أم لكسب ...
«القيادة العامة» تدعم الشرطة الزراعية في سرت بـ5 سيارات جديدة
«القيادة العامة» تدعم الشرطة الزراعية في سرت بـ5 سيارات جديدة
توغي تطالب بتفعيل الدبلوماسية الثقافية لتحقيق السلام العالمي
توغي تطالب بتفعيل الدبلوماسية الثقافية لتحقيق السلام العالمي
وقفة احتجاجية في مصراتة ضد الغلاء والمطالبة بإقالة «الكبير»
وقفة احتجاجية في مصراتة ضد الغلاء والمطالبة بإقالة «الكبير»
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم