Atwasat

«فرانس برس»: بعد مقتل قادتها.. «فاغنر» فكرة لن يتخلى عنها بوتين وهذه حيل روسيا في التعامل معها

القاهرة - بوابة الوسط السبت 26 أغسطس 2023, 01:48 مساء
WTV_Frequency

بعد خسارة قادتها الثلاثة الأكثر نفوذاً، تراجعت صورة مجموعة «فاغنر» الروسية إلى حدّ بعيد، لكنها تبقى على الرغم من ذلك نموذجا لمنظمة مسلحة على ارتباط غير مباشر بالدولة الروسية مرنة في تحركاتها، وهو نموذج يتوقّع أن يستمر، حسبما ترى وكالة «فرانس برس».

وفي الوقت الذي فقدت فيه المجموعة المسلحة زعيمها الذي تميز بحضوره القوي «يفغيني بريغوجين»، فقدت فاغنر الرجل الثاني ديمتري أوتكين، والمسؤول عن اللوجستيات فاليري تشيكالوف، مما سيؤثر بشكل واضح في طريقة عملها وتسييرها.

ونعت الحركات اليمينية المتطرفة الروسية النشطة داخل المجال العسكري على الإنترنت المجموعة بحرقة، على ما يفيد المحلّل لوكاس ويبر، أحد مؤسسي شبكة الأبحاث «ميليتانت واير».

بريغوجين شخصية شجاعة لم تخف من انتقاد قيادات الجيش
يقول لوكاس إلى الوكالة الفرنسية: «إنهم يتحدثون عن نخبة سياسية وعسكرية فاسدة ومنفصلة عن الواقع. في المقابل، احترموا لدى بريغوجين شخصيته الشجاعة، وأنه لم يكن يهاب انتقاد كبار قيادات الجيش، وكثيرا ما تفقد رجاله في ميادين المعركة».

يتحدث البعض عن الانتقام له، لكن هذه التهديدات يصعب تنفيذها على المدى القصير، وذلك بالنظر إلى الطريقة التي اتبعها الكرملين في عزل «فاغنر»، وتشديد المراقبة عليها بعد أن تجاوزت المجموعة المسلحة حدودها بتمردها في يونيو الماضي، ولم يعد ممكنا لها أن تفلت من غضب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وفق المحلل السياسي.

- قُتل مع بريغوجين.. الرجل الثاني بـ«فاغنر» خلّف وراءه نشاطاً دموياً في ليبيا

ويترك مقتل بريغوجين المجال مفتوحا أمام الرئيس الروسي لإعادة التفكير في هيكلة هذه الإمبراطورية الموازية التي ربما دفعت ثمن الاعتقاد بأنها قوة لا تقهر. كما ستكون فرصة لإعادة بلورة صورة قطاع الشركات العسكرية الخاصة الروسية.

خطر منح بوتين الثقة والمسؤولية لرجل واحد
كتبت الخبيرة في الجماعات المرتزقة بمركز الأبحاث «سي إس آي إس» في واشنطن، كاترينا دوكسي، أن أحد الدروس التي ربما استوعبها بوتين من تمرد يونيو الفائت هو خطر منح الكثير من السلطة والمسؤولية لرجل واحد.

وأضافت: «إذا أرادت روسيا الحفاظ على نموذج الشركات العسكرية الخاصة في سياستها الخارجية ومساعداتها الأمنية، فمن المرجح تنويع السوق، لغلق الطريق أمام فرضية ظهور بريغوجين آخر».

وبالفعل توجد حاليا العديد من الشركات الأخرى على غرار «ريدوت» و«كونفوي» و«باتريوت». ولكي تنجح هذه الفكرة، فإنها تتطلب توافر مجموعة من الشروط، بما في ذلك شد انتباه بوتين، فضلا عن القدرة التمويلية، وامتلاك أداة للتأثير، على ما تبين لو أوزبورن من منظمة «أول آيز أون فاغنر» غير الحكومية.

وأوضحت أوزبورن: «الشركات الأخرى لديها حضور أقل بكثير من فاغنر، وهي وأقل نجاحا منها، لكنها تتبع البنية نفسها»، مشيرة إلى أن تلك الشركات شهدت انضمام منشقين عن «فاغنر» تربطهم علاقات وثيقة بالمخابرات العسكرية الروسية.

حيل الكرملين في التعامل مع المسلحين التابعين له
من المرجح أن يؤدي الكرملين مع هذه الشركات، كما هي الحال مع «فاغنر»، دورا مزدوجا بين التحكم بها ودعمها من جهة، والبقاء على مسافة كافية منها من جهة أخرى، حتى لا يضطر إلى تحمل مسؤولية كل أفعالها وتصرفاتها، خصوصا في دول أفريقيا.

كما أنه من المتوقع أن تمارس الدولة الروسية مزيدا من السيطرة المباشرة على هذه الشركات العسكرية الخاصة في البلدان الأجنبية، من دون الاعتراف الكامل بأنها تخضع للسلطة المباشرة للكرملين، وذلك حسبما ترى الباحثة في معهد الاستخبارات الخاص البريطاني (جينس)، أديتيا باريك.

هل يجري تفكيك «فاغنر»؟
لكن تظل طريقة تفكيك مجموعة فاغنر مستقبلا غير مؤكدة حتى يومنا هذا. وتقول كاترينا دوكسي إن ذلك يمكن أن يجري «من خلال منحها اسما جديدا، وتقسيم الشركات الموجودة في فلك فاغنر إلى كيانات منفصلة»، ومن ثم ربما تأميمها أو الاحتفاظ بها شبه مستقلة.

ولكن لن يكون الولاء للكرملين محلّ نقاش وتفاوض، إذ تقول لو أوزبورن، مستخدمة عبارة ساخرة في الإشارة إلى تحطم الطائرة: «الألعاب النارية ليلة الأربعاء تبعث برسالة واضحة للغاية: لا تتجاوزني.. إنها مسألة بقاء».

غير أن موسكو لا تستطيع الاستغناء عن مثل هذه الأداة التي أثبتت نجاعتها لسنوات في أفريقيا والشرق الأوسط، وكذلك في الحرب التي أطلقها بوتين على جارته أوكرانيا، وهو الأمر الذي يؤكده الباحث في معهد أبحاث المدرسة العسكرية (إرسم) في باريس، ماكسيم أودينيت، بالقول إن أحدث النجاحات التكتيكية في أوكرانيا كانت بفضل «فاغنر».

وتابع: «دون تكرار الأخطاء نفسها، يبدو التوجه فعليا للحفاظ على هذا النموذج العملي المتمثل في الهياكل غير النظامية والمرنة والقادرة على التخلي عن الروتين البيروقراطي الذي تواجهه الهيئات الرسمية للتدخل، حيث لا ترغب الدولة في التدخل بشكل مباشر».

ومع ذلك، لن يكون التحول سلسا حتى في غياب بريغوجين، لمقاومة تفكيك إمبراطوريته ومشروع حياته.

ويوضح الصحفي الاستقصائي الروسي دينيس كوروتكوف أن بريغوجين «كان يتمتع بحرية كبيرة في العمل، وقدرة كبيرة على العمل، وحماس واضح، ومهارات تنظيمية مؤكدة، ولم تكن لديه رغبة في الإثراء الشخصي، وحاليا لا أرى أحدا يشبهه».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الفلبين تستدعي دبلوماسيا صينيا كبيرا.. ما السبب؟
الفلبين تستدعي دبلوماسيا صينيا كبيرا.. ما السبب؟
الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا (فيديو)
الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا (فيديو)
روسيا تعلن سيطرتها على قرية جديدة في شرق أوكرانيا
روسيا تعلن سيطرتها على قرية جديدة في شرق أوكرانيا
موسكو ترد على اتهامات واشنطن باستخدام سلاح كيميائي في أوكرانيا
موسكو ترد على اتهامات واشنطن باستخدام سلاح كيميائي في أوكرانيا
الأمم المتحدة تعلن آخر تقديرات فاتورة إعمار غزة
الأمم المتحدة تعلن آخر تقديرات فاتورة إعمار غزة
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم