Atwasat

واشنطن تراقب الوضع من غرب أفريقيا إلى الحدود الليبية.. ما مصير قاعدة «المُسيرات» الأميركية في النيجر؟

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 20 أغسطس 2023, 11:32 صباحا
WTV_Frequency

بات التركيز الأميركي اليوم ينصبّ على مصير الوجود العسكري الأميركي في النيجر، على ضوء التطورات السياسية والميدانية في البلاد، وحسب معهد أميركي فإنّ التساؤلات قائمة بشأن ما إذا كان سيتعين على القوات الأميركية مغادرة قاعدة كبيرة للطائرات من دون طيار تراقب أي نشاط للإرهابيين من دول غرب أفريقيا من الحدود الليبية.

وشرع مؤيدو الانقلاب الذي وقع الشهر الماضي في النيجر في تجنيد متطوعين لمحاربة تدخل عسكري محتمل من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا «إيكواس» بعد أيام فقط من إعلان الأخيرة تهيئة «قوة احتياطية» لإعادة الرئيس المنتخب ديمقراطيًا محمد بازوم. ومما يزيد الأمر تعقيدًا أن بوركينا فاسو ومالي - وكلاهما يخضع حاليًا لحكم المجلس العسكري - هددتا بالقتال إلى جانب الانقلابيين في النيجر إذا تحركت «ايكواس».

في غضون ذلك، سلطت التطورات الضوء على الوجود العسكري الأميركي في البلاد، مما أثار تساؤلات حول ما إذا كانت القوات الأميركية ستضطر إلى مغادرة قاعدة كبيرة للطائرات بدون طيار يعتبرها المسؤولون ضرورية لعمليات مكافحة الإرهاب إقليميًا كما يقول معهد «كوينسي» الأميركي للدراسات الذي نشر تقريرًا في مجلته.

وتقع القاعدة بالقرب من مدينة أغاديز الشمالية، وهي نقطة الانطلاق الرئيسية لجميع عمليات الاستخبارات والمراقبة التي تقوم بها واشنطن تقريبًا في غرب أفريقيا. وقد تم إيقاف نشاط أسطول الطائرات بدون طيار الأميركي في المنطقة، منذ الانقلاب في أعقاب قرار المجلس العسكري بإغلاق المجال الجوي النيجري. ويعود الوجود الأميركي في النيجر إلى عام 2002، عندما كانت إدارة جورج دبليو بوش بدأت ما يسمى بـ«الحرب العالمية على الإرهاب».

حرب استباقية أميركية ضد المجموعات المسلحة
وشرحت المديرة المشاركة لمشروع تكاليف الحرب في جامعة براون في معهد كوينسي ستيفاني سافيل «كانت الفكرة أن الولايات المتحدة ستشن حربًا استباقية، وتسعى حقًا إلى اقتلاع مصدر الهجمات الإرهابية المحتملة». وكشف المعهد إنفاق واشنطن 110 ملايين دولار لبناء القاعدة بالقرب من أغاديز وضخت ما لا يقل عن 500 مليون دولار من المساعدات الأمنية في البلاد منذ عام 2012. كما خصصت الولايات المتحدة وقتًا كبيرًا لتدريب الضباط النيجريين ومساعدتهم في مهام تهدف إلى اجتثاث الجماعات الإرهابية من البلاد. واليوم هناك ما يقرب من 1100 جندي أميركي يتمركزون بشكل دائم في البلاد.

بدوره أوضح الصحفي نيك تورس، أن هناك سببًا للاعتقاد بأن الوجود الأميركي في النيجر كان له تأثير سلبي على أمن البلاد. فقد تصاعدت الهجمات بشكل كبير منذ أن بدأت الولايات المتحدة العمل في المنطقة، وتلقى خمسة على الأقل من قادة المجلس العسكري تدريبات من الجيش الأمريكي، مما يشير إلى أن النفوذ الأمريكي لم يفعل الكثير لتشجيع احترام الديمقراطية في النيجر.

عدم الاستقرار الحالي مرتبط بانهيار الدولة الليبية
واستذكر معهد كوينسي أسباب الأزمات في الساحل، مؤكدًا أن العديد من المشاكل الأمنية المستمرة في المنطقة تعود إلى عام 2011 حين تدخل حلف شمال الأطلسي في ليبيا، الجار الشمالي للنيجر. وبين أن «عدم الاستقرار الحالي مرتبط بانهيار الدولة الليبية في عام 2011، مما أدى إلى انتشار الأسلحة والمقاتلين المسلحين في المنطقة». مع وفرة الأسلحة في السوق السوداء خلقت الجماعات الإرهابية حالة من عدم الاستقرار في جميع أنحاء منطقة الساحل، وفتحت الباب لسلسلة من الانقلابات العسكرية.

- الكوني لبازوم: استقرار النيجر من أمن ليبيا والمنطقة 
- بسبب الوضع في النيجر.. قناة أفريقية تزعم نقل قوات فرنسية وجودها إلى قاعدة الويغ جنوب ليبيا
- اجتماع لـ«إيكواس» في غانا لبحث «تدخل عسكري محتمل» في النيجر
- بسبب انقلاب النيجر.. 3 مشاريع كبرى مع ليبيا مهددة بالتوقف

والآن تجد الولايات المتحدة نفسها في مأزق؛ إذ اتخذ المسئولون الأمريكيون بعض الخطوات لتقليص التعاون مع النيجر على المدى القصير بحسب البنتاغون. وقال ناطق باسم البنتاغون «لقد أوقفنا على أساس مؤقت جهود التعاون الأمني ولا نجري تدريبات عسكرية بينما نراقب هذا الوضع». كما بدأ التركيز على الحل الدبلوماسي للحفاظ على الديمقراطية في النيجر التي تم الحصول عليها بشق الأنفس.

في الوقت نفسه أوضح المسؤولون الأميركيون أن البنتاغون لن يغادر النيجر بمحض إرادته. وقال مسؤول أمريكي «الطريقة الوحيدة لتنتهي هذه المهمة هي أن تطلب منا حكومة النيجر المغادرة».

تياني وضع نصب عينيه فرنسا
وبين المعهد اختيار المجلس العسكري عدم خوض معركة مع واشنطن حتى الآن، وبدلًا من ذلك وضع زعيم الانقلاب عبد الرحمن تياني نصب عينيه فرنسا، فمزق سلسلة من اتفاقيات التعاون العسكري وطالب القوات الفرنسية بمغادرة البلاد. من جهتها، رفضت باريس سحب 1500 جندي كانت متمركزة حاليًا في النيجر بحجة أن أي قرارات يتخذها المجلس العسكري غير شرعية.

ويرجح المحللون اضطرار الولايات المتحدة إلى المغادرة إذا تحولت التهديدات العسكرية من المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا إلى حقيقة واقعة. وقالت سارة هاريسون من مجموعة الأزمات الدولية: إنه في حالة حدوث غزو من المرجح أن تضطر الولايات المتحدة إلى الانسحاب لحماية قواتها. الوضع الآخر الذي قد يجبر الجنود الأمريكيين على المغادرة - أو على الأقل تقليل دورهم في البلاد - هو إذا تمكن المجلس العسكري من التمسك بالسلطة.

بالنظر إلى هذه التحديات، يرى آخرون في الانقلاب فرصة لصنّاع السياسة الأمريكيين لتغيير التوجهات وتجربة نهج جديد لتحسين الأمن وبناء قدرات الدولة في غرب أفريقيا.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 9 مايو 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 9 مايو 2024)
أسعار العملات الأجنبية في السوق الرسمية (الخميس 9 مايو 2024)
أسعار العملات الأجنبية في السوق الرسمية (الخميس 9 مايو 2024)
شفط مياه الأمطار في غريان
شفط مياه الأمطار في غريان
محادثات ليبية بريطانية للتعاون في مجالات تخص المرأة
محادثات ليبية بريطانية للتعاون في مجالات تخص المرأة
المجلس الرئاسي في ضيافة الكبير
المجلس الرئاسي في ضيافة الكبير
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم