Atwasat

على ذمة «ذا غادريان».. مبعوث روسي التقى حفتر لتوجيه رسالة بشأن «فاغنر»

الجزائر - بوابة الوسط: عبدالرحمن أميني السبت 08 يوليو 2023, 03:33 مساء
WTV_Frequency

كشفت جريدة «ذا غارديان» البريطانية لقاء بين مبعوث روسي وقائد قوات القيادة العامة المشير خليفة حفتر في بنغازي، مشيرة إلى أن المبعوث نقل رسالة طمأنة من الكرملين بشأن مقاتلي زعيم مجموعة «فاغنر» يفغيني بريغوجين.

وأوفد الكرملين المسؤول الروسي إلى بنغازي بعد أربعة أيام من محاولة التمرد المسلح الفاشلة التي قادها بريغوجين ضد روسيا، لطمأنته بأنه سيبقى أكثر من 2000 مقاتل وفني وناشط سياسي وإداري من المجموعة في ليبيا، وفق تقرير لـ«ذا غارديان».

وقال المبعوث الروسي: «بقاء عناصر المجموعة العسكرية الخاصة لن يعترضه أي عقبات»، لكنه استدرك بحدوث بعض التغييرات في القيادات العليا. وأضاف: «لا تقلق لن نغادر إلى أي مكان آخر». تعكس هذا التطمينات ما نقله مسؤول ليبي سابق رفيع المستوى إلى الجريدة البريطانية، حيث أكد عدم تضرر شبكات «فاغنر» الواسعة في جميع أنحاء أفريقيا من تداعيات التمرد الذي شهدته روسيا.

مفرزة «فاغنر» قرب حدود ليبيا مع السودان
يعتقد خبراء أن مرونة العمليات التجارية لـ«فاغنر»، على الرغم من الاضطرابات في موسكو، تشير بقوة إلى أن نظام فلاديمير بوتين سيسعى إلى استغلال الشبكة المربحة لمئات الشركات التي أنشأها بريغوجين بدلا من إغلاقها. وحسب التقرير البريطاني، فإنه في ليبيا لم يكن هناك تحرك غير طبيعي لعناصر مجموعة المرتزقة، باستثناء إعادة نشر مفرزة صغيرة من 50 فردا بالقرب من الحدود مع السودان، وهو الوضع الذي كان مشابها في أماكن أخرى من القارة السمراء، وفقا لمصادر إفريقية.

وقالت مؤلفة تقرير حديث عن عمليات «فاغنر» في جمهورية أفريقيا الوسطى، ناتاليا دوكان، والذي نشرته «ذا سنتري»، وهي منظمة تحقيق مقرها الولايات المتحدة: «عناصر فاغنر مثل الفيروس الذي ينتشر، ولا يبدو أنهم يخططون للمغادرة، بل إنهم يعتزمون البقاء». وأوضح محللون ومسؤولو مخابرات غربية أن الأنشطة الاقتصادية والسياسية للمجموعة في أفريقيا هي التي تحظى بأهمية كبرى لدى بوتين، على الرغم من أن الاهتمام تركز بشكل أساسي على دور «فاغنر» القتالي، ولا سيما في أوكرانيا في الأشهر الأخيرة.

أما الخبيرة بشؤون المجموعة في المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية، جوليا ستانيارد، فعلقت: «منذ نشرها للمرة الأولى في العام 2017، أصبحت فاغنر بالفعل أكثر انتشارا ونفوذا». وتابعت: «الآن يبدو أن الكرملين يحاول تأكيد استمرارية نشاطها، بالإضافة إلى الرغبة في التوسع السريع».

الجريدة البريطانية عادت إلى طمأنة وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، حلفاء الكرملين في أفريقيا، مشددا على أن مقاتلي «فاغنر» المنتشرين في القارة لن يُنسحبوا منها. وفي مقابلة مع قناة «روسيا اليوم» الحكومية، تعهد لافروف بأن «المدربين» و«المتعاقدين العسكريين الخاصين» سيبقون في جمهورية أفريقيا الوسطى ومالي، وهما دولتان في أفريقيا جنوب الصحراء، حيث تتمتع «فاغنر» بأكبر حضور لها في القارة السمراء.

«فاغنر» حصلت على مئات الملايين من الدولارات في ليبيا
على ذمة التقرير، تنتشر مجموعة كبيرة أخرى من مرتزقة «فاغنر» في الجزء الشرقي من ليبيا الذي يسيطر عليه حفتر. وأدى هذا الوجود إلى حصول موسكو على مئات الملايين من الدولارات من المدفوعات المباشرة منذ أن شارك عناصر «فاغنر» في هجوم فاشل، للسيطرة على العاصمة طرابلس في العام 2019، وذلك عن طريق عمليات تهريب النفط على نطاق واسع.

والعملية التجارية الأكثر تطورا وتسارعا التي تديرها «فاغنر» تجري فصولها في جمهورية أفريقيا الوسطى، التي وصل إليها مرتزقة المجموعة في العام 2018، لتعزيز حكم رئيس البلاد، فوستان آرشانج تواديرا، الذي كانت قواته تكافح لصد هجمات المتمردين على نظامه.

ومن قواعد متعددة داخل وحول بانغي، عاصمة جمهورية أفريقيا الوسطى، أدارت «فاغنر» عملية تعدين واسعة النطاق في جميع أنحاء البلاد، وذلك قبل أن تبدأ العمل في صناعة وبيع البيرة والمشروبات الكحولية، فضلا عن حصولها على امتيازات مربحة للغاية، لاستغلال الغابات المطيرة في جنوب البلاد.

كما حازت المجموعة الروسية رخصة استثمار منجم الذهب الهائل في البلاد، الذي يُعتقد أن البنية التحتية الضعيفة قد حدت من إنتاجه، مما أجبر شركة «فاغنر» على السعي لتحقيق الأرباح من خلال الاستيلاء على مناجم أصغر على طول المنطقة الحدودية الشرقية النائية لجمهورية أفريقيا الوسطى.

وفي العام الماضي، شن مقاتلو «فاغنر» غارات على مناجم ذهب هناك أسفرت عن مقتل العشرات، بحسب ما قاله شهود عيان للجريدة البريطانية. ويُعتقد أن هذه العمليات كانت هي المهمة الأساسية لمفرزة صغيرة من مقاتلي «فاغنر»، التي تشرف أيضا على تهريب الذهب وأشياء أخرى كثيرة إلى السودان، حيث تتمتع مجموعة المرتزقة باتصالات وثيقة مع قوات الدعم السريع التابعة لمحمد حمدان دقلو حاليا، بحسب خبراء.

- وكالة «نوفا» ترجح مغادرة 500 من مرتزقة فاغنر أفريقيا الوسطى إلى ليبيا 
- الأمن الروسي ينشر صورة قائد «فاغنر» متنكرا بزي مشابه للخاص بقوات القيادة العامة
- صور أقمار صناعية تظهر كيفية استهداف قوات «فاغنر» في ليبيا

وقد فرضت وزارة الخزانة الأميركية، الشهر الماضي، حزمة جديدة من العقوبات تستهدف «تعطيل الجهات الفاعلة الرئيسية في الشبكة المالية لمجموعة فاغنر وهيكلها الدولي».
وجرى استهداف ثلاث شركات، وجميعها منخرطة في أفريقيا، وإحداها كان لشركة تعدين مقرها جمهورية أفريقيا الوسطى ومرتبطة ببريغوجين، والتي قالت وزارة الخزانة الأميركية إنها «تحتفظ بملكية امتيازات التعدين في جمهورية أفريقيا الوسطى، وتراخيص التنقيب عن المعادن والمعادن الثمينة وشبه الثمينة والأحجار الكريمة واستخراجها، بما في ذلك منجم نداسيما».
كما أدرجت عقوبات الاتحاد الأوروبي الأخيرة شركات أخرى يُزعم أنها «تتاجر بشكل غير قانوني في الذهب والألماس المنهوب بالقوة من التجار المحليين في السودان».

وحتى عند اندلاع القتال بين الفصائل المتناحرة في الخرطوم في أبريل الماضي، كان عملاء «فاغنر» يديرون مكتبا بالقرب من المطار في العاصمة، حيث كان يجري نقل سبائك ذهبية من قاعدة جوية على مسافة قصيرة في الصحراء، والتي يجري إرسالها، بحسب مسؤولين، إلى منطقة الخليج وموسكو، لبيعها في الأسواق الدولية.

وتفيد بعض التقارير بأن الصراع في السودان قد قيد، ولكن لم يوقف تماما، عمليات «فاغنر» الواسعة هناك، والتي تركز على تعدين الذهب وتكريره بالتعاون مع قوات الدعم السريع. وكانت مفرزة «فاغنر» الصغيرة في السودان على اتصال متقطع في الأشهر الأخيرة بقوات حمدان دقلو، وربما زودتهم بالأسلحة، وفقا لمصادر محلية. لكنها بخلاف ذلك ابتعدت عن المشاركة الكبيرة في القتال.

وقال مصدر أمني غربي، أجبر أخيرا على مغادرة الخرطوم بسبب القتال: «الأولوية هي في الأساس للحفاظ على نقل الذهب».
وفي مالي، حيث العمليات التجارية لشركة «فاغنر» أقل تطورا، ذكرت تقارير أن المجموعة كافحت لتحقيق أرباح كبيرة منذ نشرها في ديسمبر 2021.

صعوبة الوصول إلى مناجم الذهب
حسب مصادر دبلوماسية لجريدة «الغارديان»، فإن المجموعة الروسية قد واجهت صعوبة في الوصول إلى مناجم الذهب التي سُمح لهم باستغلالها بموجب صفقة مع نظام الحاكم العسكري، أسيمي غويتا، الذي استولى على الحكم في البلاد من الرئيس السابق، إبراهيم أبو بكر كيتا، في انقلاب وقع في العام 2020. وقال المتحدث باسم الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، للصحفيين الأسبوع الماضي، إن الحكومة الانتقالية في مالي قد دفعت أكثر من 200 مليون دولار لشركة «فاغنر» منذ أواخر العام 2021.

واستطاعت موسكو أن تحقق في الأسبوع المنصرم مكاسب سياسية أخرى في مالي، وذلك بعدما صوّت مجلس الأمن الدولي على سحب قوات حفظ السلام، بعد عقد من وجودها هناك، مما يضع ذلك البلد الأفريقي تحت نفوذ أقوى للكرملين.

لكن محللين قالوا إن أي عملية «تأميم» لفاغنر قد تؤدي إلى توترات، إذ قالت الخبيرة في شؤون المرتزقة في المجلس الأطلسي علياء الإبراهيمي: «سوف يتعين على قادة في المجموعة، مثل إيفان ماسلوف الموجود في مالي، التوفيق بين الدين الشخصي الذي يدينون به لقائدهم السابق بريغوجين، وبين سيطرة أكثر مركزية من قِبل الكرملين». ولفتت إلى أن الكرملين كان مرتاحا أكثر عندما كان قادرا على إنكار علاقته بـ«فاغنر». لكن الآن، فإن أي جرائم وانتهاكات مروعة سوف يكون عنوانها واضحا. ولفت المحللون إلى أن عمليات «فاغنر» كانت دائما متوافقة بشكل وثيق مع أهداف السياسة الخارجية الطويلة المدى لروسيا.

كلمات مفتاحية

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
غموض وتساؤلات حول كيفية تدخل النيجر لإعادة تشاديين من جنوب ليبيا
غموض وتساؤلات حول كيفية تدخل النيجر لإعادة تشاديين من جنوب ليبيا
«الجيش الأزرق» يتحدى الطقس السيئ ويعيد الكهرباء لمنطقتين بطرابلس
«الجيش الأزرق» يتحدى الطقس السيئ ويعيد الكهرباء لمنطقتين بطرابلس
تكالة يبحث مع بن قدارة خطط زيادة إنتاج النفط
تكالة يبحث مع بن قدارة خطط زيادة إنتاج النفط
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 9 مايو 2024)
حالة الطقس في ليبيا (الخميس 9 مايو 2024)
أسعار العملات الأجنبية في السوق الرسمية (الخميس 9 مايو 2024)
أسعار العملات الأجنبية في السوق الرسمية (الخميس 9 مايو 2024)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم