كشفت منظمات وجمعيات حقوقية في تونس ترحيل السلطات مجموعات من المهاجرين وطالبي اللجوء الأفارقة إلى الحدود التونسية - الليبية، بعد أيام من اندلاع أعمال عنف بين المهاجرين والسكان في مدينة صفاقس الجنوبية، خلّفت قتيلا تونسيا.
وقالت 20 منظمة، في بيان مشترك أمس الأربعاء، إن إحدى المجموعات مكونة من 20 شخصا، ويحملون جنسيات إيفوارية وكاميرونية ومالية وغينية وتشادية، وهم في أمس الحاجة إلى مساعدة عاجلة، وبينهم ست نساء، منهن حوامل، وفتاة تبلغ من العمر 16 عاما.
ووفق المنظمات، فقد تعرض هؤلاء الأشخاص للاعتقال للمرة الأولى في الأول من يوليو الجاري في منزل في جبنيانة على بُعد نحو 35 كيلو متر من صفاقس. وقد اعتقلت السلطات 48 شخصا في المنزل، واقتادتهم إلى مركز شرطة جبنيانة، وفحصت جوازات سفرهم ووثائق هوياتهم، وسجلت معلوماتهم.
ترحيل 100 مهاجر
في الرابع من يوليو، رحلت السلطات مجموعة ثانية من 100 مهاجر ولاجئ إلى الحدود الليبية. يحمل أفراد هذه المجموعة جنسيات إيفوارية وكاميرونية وغينية، وبينهم 12 طفلا على الأقل تتراوح أعمارهم بين ستة أشهر وخمس سنوات، حسب المنظمات.
واعتبرت المنظمات أن «عمليات الطرد هذه تعكس عمليات الإخلاء القسري الأخرى بين ليبيا والجزائر، وندد بها المهاجرون من أفريقيا جنوب الصحراء».
العدد وصل إلى 1200 مهاجر
في السياق نفسه، كشف العضو المؤسس لكتلة «الأحرار» بمجلس نواب الشعب التونسي النائب عن صفاقس، معز برك الله، ترحيل نحو 1200 مهاجر منذ أول أيام عيد الأضحى الماضي بالتنسيق بين إقليم صفاقس والأقاليم الحدودية برًا في ليبيا والجزائر التي تتكفل بعملية الترحيل.
وأشار النائب، في تصريح لوكالة «تونس أفريقيا» للأنباء أمس الأربعاء، إلى تنظيم 4 سفرات يوميًا منذ انطلاق عملية الترحيل، تضم كل واحدة منها 200 مهاجر غير شرعي، معربًا عن أمله في ترحيل ما بين 3 و4 آلاف مهاجر أفريقي بحلول نهاية الأسبوع الجاري، وذلك حال توافر وسائل النقل.
محادثات بين سعيد والدبيبة حول الهجرة
يوم الثلاثاء الماضي، بحث الرئيس التونسي قيس سعيد، خلال اتصال هاتفي، مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة عبد الحميد الدبيبة، ملف الهجرة غير النظامية، وضرورة تكاتف الجهود من أجل إيجاد حلول سريعة لها.
- الدبيبة يبحث هاتفيا مع قيس سعيد تعزيز التعاون مع تونس
- مقتل تونسي في صدامات مع مهاجرين في مدينة صفاقس
- القضاء التونسي يفتح تحقيقا في صدامات بين مواطنين ومهاجرين في صفاقس
- منظمة الهجرة: الطريق التونسي للهجرة أصبح أكثر خطرا من المسار الليبي
وقال سعيد وفق بيان للرئاسة التونسية: «الحل لظاهرة الهجرة لا يمكن أن يكون إلا جماعيا بين كل الدول المعنية»، مشددا على «ضرورة عقد اجتماع على مستوى القمة بين كل الأطراف، للقضاء على أسباب الهجرة غير النظامية، قبل معالجة النتائج التي تتفاقم يوميا».
اندلعت أعمال العنف بين المهاجرين والسكان منذ أسبوع في مدينة صفاقس الجنوبية، وقُتل خلالها تونسي وسط شكاوى السكان من فوضى المهاجرين وتجاوزاتهم، في وقت يتحدث فيه لاجئون عن تعرضهم لمضايقات عنصرية.
تعليقات