Atwasat

«ذا غارديان»: المملكة المتحدة متهمة بالدفاع عن الفساد في ليبيا بعد تغريدة عن الانتخابات

القاهرة - بوابة الوسط الأحد 26 ديسمبر 2021, 07:30 مساء
WTV_Frequency

سلطت جريدة «ذا غارديان» البريطانية في تقرير لها الضوء على ردود الفعل الليبية حول موقف سفارة المملكة المتحدة لدى ليبيا بشأن الانتخابات والعملية السياسية وحكومة الوحدة الوطنية، مشيرة إلى أن «سفيرة بريطانيا لدى ليبيا تواجه تهمًا بانتهاك الأعراف الدبلوماسية والتدخل في الشأن الداخلي».

وقالت «ذا غارديان» في تقرير لها، اليوم الأحد، إن الأزمة السياسية في ليبيا أصبح لها «بُعد دولي بشكل متزايد بعد اتهام المملكة المتحدة بالدفاع عن الفساد والتدخل في العمليات الداخلية من خلال دعوة الحكومة الموقتة للبقاء في السلطة لحين إعادة جدولة الانتخابات المتأخرة».

انتهاك الأعراف الدبلوماسية والتدخل في شؤون ليبيا
وتأجلت أول انتخابات رئاسية في ليبيا، كان من المقرر إجراؤها في 24 ديسمبر الجاري، إلى أجل غير مسمى في اللحظة الأخيرة، فيما اقترحت المفوضية الوطنية العليا للانتخابات على مجلس النواب إجراءها يوم 24 يناير 2022 بعد معالجة المعوقات القانونية التي حالت دون إعلان القائمة النهائية للمرشحين.

وفي اليوم الذي كان من المفترض أن يجري فيه التصويت، نشرت سفارة المملكة المتحدة في ليبيا عبر حسابها على «تويتر» رسالة أكدت فيها استمرار اعترافها بحكومة الوحدة الوطنية الموقتة «باعتبارها السلطة المكلفة بقيادة ليبيا إلى الانتخابات ولا تؤيد إنشاء حكومات موازية أو مؤسسات أخرى».

وردًا على ذلك، اتهمت لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب، سفيرة المملكة المتحدة، كارولين هورندال، بانتهاك الأعراف الدبلوماسية والتدخل غير المبرر. وقالت اللجنة إن مجلس النواب وحده «هو الوحيد القادر على اتخاذ قرار بشأن دور الحكومة الموقتة» فيما «ذهبت بعض القبائل إلى أبعد من ذلك، ودعت إلى طرد السفيرة» وفق «ذا غارديان».

- باشاغا يحتج على موقف بريطانيا بطلبها استمرار حكومة الوحدة الوطنية الموقتة
- بيان أوروبي - أميركي يطالب بانتخابات «فورية» لنقل السلطة في ليبيا
- السفارة البريطانية: ملتزمون بمساعدة ليبيا في بناء مستقبل آمن ومستقر
- بريطانيا: لن ندعم أي عمل يقوض العملية السياسية في ‎ليبيا

ونقلت الجريدة البريطانية أن المرشح الرئاسي فتحي باشاغا، قال «إن الفساد يقود ليبيا إلى الإفلاس. نريد أن نسأل بريطانيا سؤالًا: لماذا تطبق الحكومة البريطانية أفضل معايير مكافحة الفساد في بلادها، وتريد حماية الفساد في ليبيا؟ لماذا تدافع بريطانيا عن الحكومة والمؤسسات المالية في ليبيا؟».

تمكين ليبيا من بداية جديدة
ولفتت «ذا غارديان» إلى أن الانتخابات تهدف إلى تمكين ليبيا من «بداية جديدة، بعد عام من وقف إطلاق نار تاريخي وأكثر من عقد على انتفاضة 2011 التي أطاحت بالدكتاتور معمر القذافي وقتلته»، مشيرة إلى اجتماع مجلس النواب المقرر غدًا الإثنين لمناقشة جدول زمني جديد ومناقشة تفويض الحكومة الموقتة الحالية التي كان من المفترض أن تنتهي يوم الجمعة بالانتخابات. فيما تتسابق فصائل وقوى دولية مختلفة على مواقع وسط مخاوف من أن يؤدي الفراغ السياسي إلى استئناف القتال.

وذكرت «ذا غارديان» أن محللين يرجحون أن يستغل منافسو رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة «تأخير» موعد الانتخابات لإخراجه من الصورة وهو المرشح الرئاسي الذي يترأس حكومة الوحدة الوطنية ويخوض الانتخابات رغم تعهده بعدم القيام بذلك عندما تولى منصبه.

وأضافت أن «هناك مرشحين محتملين آخرين مثيرين للجدل بشكل خاص: نجل القذافي سيف الإسلام القذافي، وهو رمز مثير للانقسام للنظام القديم ومطلوب من قبل محكمة الجنايات الدولية بشأن مزاعم بارتكاب جرائم حرب، وأمير الحرب خليفة حفتر، الذي نظمت قواته المتمركزة في شرق البلاد. حصار طرابلس لمدة 16 شهرًا قبل وقف إطلاق النار العام الماضي». واعتبرت «ذا غارديان» أن الخلاف حول أهلية المرشحين «يعكس انقسامًا أعمق بين الشرق والغرب لم يتم حله».

وعادت «ذا غارديان» إلى الانتقادات التي طالت المملكة المتحدة بسبب موقفها الأخير، مبينة أنه «لم يكن من الواضح سبب استفراد المملكة المتحدة بمثل هذا النقد الشديد بالنظر إلى أن البيان المشترك الصادر عن المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا والولايات المتحدة دعا أيضًا الحكومة الموقتة الحالية إلى البقاء في السلطة لحين إعادة تنظيم الانتخابات بسرعة».

تجديد الدعم الدولي لإجراء الانتخابات في ليبيا
وفي إشارة واضحة إلى الدبيبة، قال البيان: «لتلافي تضارب المصالح وتعزيز تكافؤ الفرص، يجب على المرشحين الذين يشغلون مناصب في المؤسسات العامة الاستمرار في إخلائها حتى إعلان نتائج الانتخابات».

وأكدت القوى الغربية أنها «تدعم أيضًا دعوة الأمم المتحدة لحل الخلافات بشأن المسائل السياسية أو العسكرية الناشئة دون اللجوء إلى العنف». كما أبدت استعدادها «لمحاسبة أولئك الذين يهددون الاستقرار أو يقوضون العملية السياسية والانتخابية في ليبيا».

كما اعتبرت «ذا غارديان» في تقريرها أن وزيرة الخارجية والتعاون الدولي بحكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، «بدت تبطئ من التوجه نحو الانتخابات بقولها إن الوحدة الوطنية شرط مسبق». مشيرة إلى تغريدتها على «تويتر» التي كتبت فيها «في هذه اللحظة الحاسمة من تاريخ ليبيا، يجب علينا نحن الليبيين والمجتمع الدولي أن ندرك أن الانتخابات هي أداة لتحقيق الاستقرار وليست هدفًا محددًا. يجب أن تقوم الانتخابات على أساس المصالحة والأساس الدستوري وتوحيد المؤسسات».

وقالت «ذا غارديان» إنه «لطالما شك بعض المراقبين فيما إذا كانت الانتخابات الحرة ممكنة في بلد يعيش فيه ما يصل إلى 20 ألف جندي أجنبي بمن فيهم المرتزقة طليقين»، مشيرة إلى التظاهرات التي شهدتها عدة مدن ليبيا احتجاجًا على تأجيل الانتخابات وتغريدة المرشح الرئاسي، فضيل الأمين التي قال فيها: «المظاهرات في بنغازي وطرابلس السبت شهادة حقيقية على إرادة الشعب وإصرارهم على إسماع أصواتهم وفرز أصواتهم. لقد صوتوا بأقدامهم للتأكد من عدم تمكن أي شخص محلي أو متعمد من حرمانهم».

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
«وسط الخبر» يناقش تداعيات الانفلات الأمني في الجميل
«وسط الخبر» يناقش تداعيات الانفلات الأمني في الجميل
حكومة حماد تستعد لتوقيع مذكرات تفاهم مع جهات مصرية في التدريب والتأهيل
حكومة حماد تستعد لتوقيع مذكرات تفاهم مع جهات مصرية في التدريب ...
«جهاز الردع»: سجن تاجر المخدرات عبدالرحيم الفيتوري المحكوم غيابيًا
«جهاز الردع»: سجن تاجر المخدرات عبدالرحيم الفيتوري المحكوم ...
شاهد في «هذا المساء»: المصرف الخارجي.. خيالات صراع سابق قد تعود
شاهد في «هذا المساء»: المصرف الخارجي.. خيالات صراع سابق قد تعود
إغلاق طريق السراج في طرابلس لاستكمال فتح المسارات
إغلاق طريق السراج في طرابلس لاستكمال فتح المسارات
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم