تُعدُّ مشاركة نساء ليبيا في المنظّمات غير الحكومية والعمل التطوعي ظاهرة جديدة على المجتمع الليبي، ولم يقتصر دور نساء ليبيا على المشاركة مع الرجل في أنشطة المجتمع، بل برزت نساء تولين تأسيس وإدارة جمعيات ومنظّمات خيرية بعد ثورة 17 فبراير.

تقول رئيسة مجلس إدارة "المنظمة الوطنية ﻷمازونات ليبيا" خديجة بسيكري لـ"بوابة الوسط": "إن المنظّمة حلم راودني منذ زمن، ساهمت سابقًا في إنشاء منتدى وأتمنى أن يكون للنساء تجمعٌ يوعيهن ويوحد مواقفهن خصوصًا أنني متابعة لمناشط اتحاد المرأة الأردنية، وكنت أتمنى نقل فكرته الناجحة والرائدة إلى بلادنا. وعندما أُتيحت لي الفرصة قمت بدعوة بعض الصديقات اللواتي عملن معًا في فترة الثورة في شؤون الإغاثة ودعم النازحين، وقمنا بتسجيل المنظمة وتأسيسها، وهي منظّمة توعوية خيرية حقوقية تُعنى بالمرأة وتسعى إلى تكوينها ثقافيًا وتدعيمها اقتصاديًا بتوفير دورات تدريبية ترسخ ﻻستقلالها ماديًا وهو أهم خطوة لتحريرها، كذلك ندعم قضية الليبيات المتزوجات من غير الليبيين، ونطالب بحقهن في أمومة مستقرة بضمان حقوق أبنائهن".

وعن تأثير عملها في المنظمة في شخصيتها وحياتها تقول: "صراحةً استغرقت في العمل التطوعي مما أبعدني عن الأدب والشعر، لكنني أقول لنفسي إنّها مرحلة وجع ومخاض يمر بها الوطن تأخذني من الخصوصية؛ لهذا فإنني اختلس نفسي من هذا الخضم أحيانًا لأخلو للشعر".

وتتابع: "في الحقيقة واجهتنا صعوبات كثيرة أهمها الإيمان بقيمة العمل التطوعي التي اكتشفت أنها ليست سلوكًا أصيلاً لدى الليبيين. ثانيًا عدم الاستقرار في البلاد مما يؤثّر على التعامل مع المنظّمات الخارجية والدعم الذي من المُمْكن أنْ نقوم به من خلال المشاريع وتفعيل القوانين التي تلزم المؤسّسات بدعم العمل الأهلي ومساندته، كذلك غياب الوعي لدى المسؤول الليبي بأهمية العمل الأهلي ودوره الفاعل في بناء المجتمعات، وتحول بعض المنظّمات والجمعيات إلى دكاكين استرزاق مما أفقد الكثيرين المصداقية".

فيما تضيف رئيس منظمة كوبسيس للفكر والإبداع صباح الدامي: "أسست المنظّمة لإيماني بأفكار لا أستطيع تحقيقها إلا من خلال هذه المنظمة لأن ما تحتاجه ليبيا في هذه الفترة هو بناء الإنسان، وذلك أهم من بناء البنية التحتية للوطن".

أضافت: "كلنا نشعر بالسعادة بأي عمل نقوم به لمساعدة أي مبدع، وعملي في المنظمة أثّر طبعًا في حياتي من كل الجوانب. شعور جميل أنْ تقدم شيئًا ولو بسيطًا لهذا الوطن... الصعوبات هي الإمكانيات فقط لا غير".

وعن جمعية المرأة الليبية - الأيرلندية التي تأسَّست عام 2006 ومؤسسة حرائر ليبيا التي تأسَّست عام 2011 في أيرلندا، تقول مؤسسة الجمعيتين نعيمة محمد مناع: "بالنسبة لجمعية المرأة الليبية الأيرلندية هي مؤسسة اجتماعية ثقافية ترفيهية هدفها التطوير والرقي بالمرأة الليبية وزوجات الليبيين، وهي مِؤسَّسة نسائية غير ربحية مستقلة تُعنى بالجانب الاجتماعي والثقافي للمرأة الليبية".

وتؤكد: "لقد فزت بالمركز الأول على مستوى أيرلندا في الأعمال التطوعية والخيرية وعندي شهادة بذلك".

أما جمعية 17 فبراير للشؤون الاجتماعية والتربوية فتأسَّست في 2011 من مجموعة من زوجات وأخوات الشهداء بهدف دعم شباب الثورة، وتوفير احتياجات الناس في فترة الثورة، ثم توسَّعت وزاد عددها إلى 70 عضوًا في غضون أشهر.

تقول مؤسسة الجمعيّة فائزة زوبي: "بطبيعتي أحب تحدي الصعوبات ولهذا كان اتصالي مباشرًا بمتخذي القرار، وأضافت لي الجمعية كناشطة سياسية ومدنية إذ زادتني قوة".