أفادت شبكة «سي إن إن» الأميركية، اليوم الثلاثاء، بأن تمديد اتفاق الهدنة في قطاع غزة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والاحتلال الإسرائيلي يفاقم من المعضلات السياسية التي تواجهها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بسبب كيفية تناولها للحرب على غزة.

وكشفت دلائل متنامية على أن دفع إدارة بايدن لتأمين تخصيص تمويل بـ14 مليار دولار للكيان الإسرائيلي يقف أمام حالة متزايدة من انعدام اليقين في «كابيتول هيل»، إذ أصبحت حزمة المساعدات تلك محل جدل واسع، خصوصًا مع رغبة الإدارة الأميركية تخصيص تمويل أكبر لأوكرانيا، وتأمين الحدود الجنوبية للبلاد.

وعلى الرغم من تمديد اتفاق الهدنة بين الجانبين، رجحت شبكة «سي إن إن» استئناف الأعمال القتالية من جديد في نهاية المطاف وسط مخاوف من سقوط مزيد من الضحايا المدنيين في غزة، وزيادة حدة الأزمة الإنسانية، وهو ما يزيد الضغوط على الإدارة الأميركية، للتدخل من أجل وضع حد للحرب.

يأتي ذلك وسط انقسامات حادة في الحزب الديمقراطي بشأن تعامل الإدارة الأميركية مع العدوان الإسرائيلي في غزة، وتداعياته على الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في العام 2024.

وبدأت أصداء الغضب بسبب الحرب في غزة تتردد بقوة داخل أروقة الإدارة الأميركية، خصوصا مع التظاهرات الحاشدة التي تشهدها الولايات المتحدة من الناخبين الذين يرغب بايدن في ضمان أصواتهم في السباق الرئاسي المقبل. وقال تقرير «سي إن إن»: «بالتالي سيواجه بايدن صداعا سياسيا متجددا أكثر حدة عندما تبدأ الحرب مرة أخرى».

مديرا الاستخبارات الإسرائيلية والأميركية في الدوحة لبحث «المرحلة المقبلة» من اتفاق الهدنة في غزة
«حماس» والاحتلال يتبادلان أسماء 30 فلسطينيا وعشرة إسرائيليين للإفراج عنهم في اليوم الخامس للهدنة
الاحتلال الإسرائيلي يفرج عن 33 أسيرا فلسطينيا بموجب اتفاق الهدنة

مخاوف من توسع الصراع إقليميا
وعلى الرغم من التحذيرات الصارمة التي وجهتها الإدارة الأميركية حتى الآن التي ساعدت في احتواء الصراع ومنع توسعه في المنطقة؛ فإن المخاوف من التصعيد الإقليمي لم تتضاءل بعد.

وتأكدت تلك المخاطر مع إطلاق صواريخ بالستية من اليمن باتجاه سفينة حربية أميركية متمركزة في خليج عدن.

لكن السؤال الأكثر إلحاحا بالنسبة إلى البيت الأبيض هو مكان وجود المحتجزين من حملة الجنسية الأميركية، إذ لم يجر إطلاق سوى طفلة تبلغ من العمر أربع سنوات، وهو ما أثار خيبة المسؤولين الأميركيين.

احتمالات الهدنة الدائمة
وفيما يتعلق بالتوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، يستبعد مراقبون التوصل إلى اتفاق دائم في الوقت الراهن. بينما تتكثف المساعي الأميركية لتمديد الهدنة بالتزامن مع زيارة وزير الخارجية أنتوني بلينكن المنطقة هذا الأسبوع، في رحلة تشمل الإمارات والضفة الغربية وتل أبيب.

وفي حال تجددت العمليات القتالية، أوضحت «سي إن إن» أنه من المحتمل أن يستهدف جيش الاحتلال مناطق ذات كثافة سكانية مرتفعة جنوب قطاع غزة، وقد تشمل معسكرات للاجئين، مما يرفع المخاوف من سقوط أعداد أكبر من المدنيين.