Atwasat

وادي بانشير.. الحصن المنيع أمام «طالبان»

القاهرة - بوابة الوسط الأربعاء 25 أغسطس 2021, 08:25 مساء
alwasat radio

يعد وادي بانشير، الواقع شمال شرق كابل، أهم جيوب مقاومة «طالبان» التي تشكلت إثر استيلاء الحركة على السلطة في أفغانستان.

وتتركز المقاومة حول «جبهة المقاومة الوطنية» بقيادة أحمد مسعود نجل الزعيم أحمد شاه مسعود الذي اغتيل العام 2001 على يد تنظيم «القاعدة»، وأمر الله صالح نائب رئيس الحكومة السابقة، وفق «فرانس برس».

وتتشكل المقاومة من مقاتلين في ميليشيات مناهضة لـ«طالبان» وعناصر كانوا ضمن صفوف قوات الأمن الأفغانية. وتعهدت الوقوف في وجه «طالبان». ورغم إعلان الطرفين رغبتهما في حل الأزمة عبر التفاوض، لم يتم حتى الآن إحراز أي تقدم بشأن مصير هذه المنطقة الاستراتيجية.

ما أهمية وادي بانشير؟ 
بانشير معقل قديم لمناهضة «طالبان»، وهو وادٍ ضيق يصعب الوصول إليه ومحاط بقمم شديدة الانحدار وهو في قلب جبال هندكوش التي يقع طرفها الجنوبي على بعد نحو 80 كيلومترًا شمال كابل.

-  أفغانستان: الآلاف يتوجهون إلى بانشير للانضمام لحركة المقاومة ضد طالبان
-  طالبان ترسل «مئات» المقاتلين لوادي بانشير الخارج عن سيطرتها

للوادي نقاط دخول محدودة وتوفر جغرافيته أفضيلة عسكرية طبيعية، إذ يمكن لوحدات الدفاع استخدام مواقع مرتفعة لاستهداف القوات المهاجمة بشكل فعال. كما للمنطقة قيمة رمزية هائلة في أفغانستان لأنها صدت هجمات الغزاة لأكثر من قرن.

أثرت مقاومة الوادي الذي يقطنه الطاجيك أساسًا، بقوة على المشهد السياسي والأمني الأفغاني في الثمانينات والتسعينات.

 مَن أسس سمعة المنطقة؟
الشخصية الأكثر احترامًا في بانشير هو الزعيم الأسطوري أحمد شاه مسعود، الذي صور وجهه في جداريات في الوادي، وكذلك في العديد من مدن أفغانستان.

اشتهر مسعود الذي لقب بـ«أسد بانشير» من خلال قيادته للمقاتلين ضد الجيش السوفياتي في الثمانينات. وشن الاتحاد السوفياتي حملات عديدة شارك فيها آلاف الجنود والمروحيات الهجومية والدبابات، لكنه فشل في هزيمة مسعود إثر معارك كان بعضها من الأكثر دموية على مدى النزاع.

وصمد مسعود مجددًا أواخر التسعينات، عندما سيطرت «طالبان» على جزء كبير من أفغانستان. وفشل المسلحون الإسلاميون في الاستيلاء على بانشير، لكن قوات مسعود تكبدت بعض أكبر خسائرها في ساحة المعركة في ذلك الوقت.

واغتيل أحمد شاه مسعود في 9 سبتمبر 2001 على يد انتحاريَين من «القاعدة» تظاهرا بأنهما صحفيان.

ممن تتشكل المقاومة حاليًا؟ 
يضم المقاتلون المناهضون لـ«طالبان» حتى الآن أفراد ميليشيات محلية، إضافة إلى عناصر سابقين في قوات الأمن الأفغانية وصلوا إلى الوادي عندما سقطت باقي مناطق أفغانستان.

وأحضر عناصر الأمن السابقون معهم معداتهم ومركباتهم وأسلحتهم لتعزيز مخزون الأسلحة والذخيرة الذي راكمته «جبهة المقاومة الوطنية».

وأعلن أحمد مسعود المقاومة من بانشير ودعا في مقال رأي نشرته جريدة «واشنطن بوست» إلى دعمها دوليًّا بما في ذلك بواسطة أسلحة وذخيرة من الولايات المتحدة. ولجأ أيضًا إلى بانشير نائب الرئيس الأفغاني السابق أمر الله صالح، وهو عدو لدود لـ«طالبان».

ما هو رد فعل «طالبان»؟ 
أرسلت «طالبان» مئات من عناصرها إلى المناطق المحيطة ببانشير، وأعلنت الإثنين أنها حاصرت المقاتلين، مضيفة أنها تريد التفاوض معهم بدل القتال.

من جانبها، أشارت «جبهة المقاومة الوطنية» إلى استعدادها لمقاومة أي اعتداء من «طالبان»، ولكن أيضًا للتفاوض معها بشأن تشكيل حكومة شاملة، لكن لم يسجل تقدم في هذا الصدد حتى الآن.

مذاك، أعلنت «طالبان» سيطرتها على ثلاث مناطق على الأقل حول بانشير، وحذر أمر الله صالح على «تويتر» من كارثة إنسانية وشيكة، إذ أن «طالبان» لم تسمح بدخول إمدادات الغذاء والبنزين.

ورغم تعهد «جبهة المقاومة الوطنية» بصد أي هجوم، إلا أنه من غير المؤكد ما إذا كان لديها الغذاء والإمدادات والذخيرة اللازمة لتحمل حصار طويل الأمد.

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
أكثر من 40 متدربًا في البيت الأبيض يدعون بايدن لوقف دائم لإطلاق النار في غزة
أكثر من 40 متدربًا في البيت الأبيض يدعون بايدن لوقف دائم لإطلاق ...
الاحتلال الإسرائيلي يوافق على بناء 1700 وحدة استيطانية في القدس الشرقية وسط عدوانه على غزة
الاحتلال الإسرائيلي يوافق على بناء 1700 وحدة استيطانية في القدس ...
بوتين يصل إلى السعودية محطته الثانية في جولته بالشرق الأوسط
بوتين يصل إلى السعودية محطته الثانية في جولته بالشرق الأوسط
بلينكن يتهم طرفي النزاع في السودان بارتكاب «جرائم حرب»
بلينكن يتهم طرفي النزاع في السودان بارتكاب «جرائم حرب»
بايدن مستعد لـ«تسويات كبرى» في ملف الهجرة مقابل تأمين المساعدة لأوكرانيا
بايدن مستعد لـ«تسويات كبرى» في ملف الهجرة مقابل تأمين المساعدة ...
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم