حقق فريق بحثي أميركي إنجازاً طبياً جديداً استطاع من خلاله استخدام ما يعرف بـ«الجزيئات الراقصة» لتجديد الخلايا التالفة في أنسجة الغضاريف خلال ثلاثة أيام فقط من خلال تنشيط الجينات اللازمة.

وكان الفريق البحثي بجامعة «نورث ويسترن» الأميركية قد أعلن في نوفمبر العام 2021 استخدام استراتيجية العلاج نفسها القائمة على «الجزئيات الراقصة» لتجديد أنسجة تالفة وعلاج شلل تام نتيجة إصابات حادة في الحبل الشوكي.

والآن، أعلن الفريق نفسه تطبيق استراتيجية علاجية جديدة على خلايا غضاريف بشرية تالفة، ساهمت في تنشيط الجينات المطلوبة لإعادة بناء الغضاريف التالية خلال أربع ساعات فقط. وبعد ثلاثة أيام، أنتجت الخلايا البشرية مكونات البروتين اللازمة لتجديد الغضاريف.

وتتألّف «الجزيئات الراقصة»، المُبتكَرة سابقاً في مختبر الجامعة، من عشرات إلى مئات الآلاف من الجزيئات التي تُشكل ألياف نانوية صناعية تحمل إشارات قوية للخلايا. ومن خلال ضبط حركتها الجماعية وفق بنيتها الكيميائية، اكتشف الباحثون أنه يمكنها العثور بسرعة على المستقبلات الخلوية بالجسم، والتفاعل معها بشكل صحيح.

- «الأقطاب الكهربائية».. تجربة جديدة تمنح أملا للمصابين بالشلل الرباعي
- تقنيات الذكاء الصناعي تساعد مصابا بالشلل الرباعي على استعادة الحركة

حركة «الجزيئات الراقصة» حاسمة في تجديد الخلايا
ووجد الباحثون أنه مع زيادة الحركة الجزئية تزداد فاعلية العلاج. بعبارة أخرى، وجدت الدراسة أن حركة «الجزيئات الراقصة» حاسمة في بدء عملية إعادة بناء الغضاريف من جديد.

وقال خبير الطب النانوي التجديدي في «نورث ويسترن»، صامويل آي ستوب: «حينما لاحظنا للمرة الأولى التأثير العلاجي للجزيئات الراقصة، وجدنا أنه لا يجب قصر استخدامه على إصابات الحبل الشوكي فقط. والآن، نقوم بمراقبة نوعين من الخلايا مختلفين تماما عن بعضهم البعض، خلايا الغضاريف في المفاصل وخلايا عصبية في المخ والحبل الشوكي».

وبعد ثلاثة أيام، أنتجت الخلايا البشرية المعرضة لتجمعات «الجزيئات الراقصة» الأكثر حركة كميات أكبر من مكونات البروتين اللازمة لتجديد الغضروف.

وتقدر بيانات منظمة الصحة العالمية أن قرابة 530 مليون شخص حول العالم مصابون بمرض هشاشة العظام. وهشاشة العظام مرض تنكسي يسبب تحلل أنسجة المفاصل مع مرور الوقت، وهو سبب رئيسي للإعاقة.

والعلاجات الحالية المتوفرة لهشاشة العظام تعمل فقط على إبطاء تطور المرض، أو تأجيل عملية استبدال المفصل، ولا توجد علاجات تقوم على خيارات إعادة بناء الخلايا التالفة.