اكتشف باحثون أن التركيب الجيني من الممكن أن يجعل أشخاصًا معينين أكثر عرضة للإصابة بالارتجاج وإصابات المخ أكثر من غيرهم. ويعمل هؤلاء الباحثون في الوقت نفسه على تطوير اختبار للدم يساعد في تحديد الأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالاعتماد على درجة الاستعداد الوراثي.
الجينات التي يعكف العلماء على دراستها تعد المسؤولة عن البروتينات التي تؤثر على قدرة الجسم على التعافي من أي ضربة يتعرض لها الرأس سواء كانت ضربة في ملعب للكرة أو انفجار قنبلة في الحرب.
يقول توماس ماكاليستر، أستاذ الطب النفسي السريري في كلية الطب بجامعة إنديانا: "حتى الآن ينصب تركيزنا على عدد الإصابات ومدى قوتها. لكن تبين لنا وجود علاقة محتملة بين الإصابة وجينات الشخص المصاب".
وأثبتت الدراسات أن الرياضيين الذين يحملون اختلافات طفيفة في هذه الجينات عُرضة للإصابة بارتجاج في المخ عشر مرات أكثر من الأشخاص الآخرين وأكثر عرضة لإصابات المخ الناتجة من الصدمات بثماني مرات.
في العام الماضي، قام ماكاليستر وزملاؤه بعمل دراسات لمقارنة مجموعة من لاعبي الكرة ومجموعة من الرياضيين ومتسابقي المضمار. وأجروا اختبارات تقيس الوعي والذاكرة. وقاموا بعمل قياسات معقدة لاختبار التغيرات في خلايا المخ في الفترة بين بداية الموسم وآخره. فأظهرت النتائج وجود تغير في الألياف العصبية التي تُدعى "corpus collossum" المسؤولة عن التواصل بين نصفي المخ في كل واحد من بين خمسة لاعبي كرة قدم، ولم تظهر هذه الاختلافات في المجموعة الأخرى.
ويقول ماكاليستر: " ترجع هذه التغيرات إلى عدد وقوة الإصابات التي تعرض لها الدماغ. ولا نعلم حتى الآن ما إذا ستتعافى هذه الإصابات أم تعود مرة أخرى".
ويشير ماكاليستر إلى أنه عن طريق هذا البحث الجيني يمكننا معرفة أي الجينات مسؤولة عن معالجة مرض اعتلال الدماغ نتيجة الصدمات المزمنة وايها مسؤول عن زيادته. فالأشخاص المصابون بهذا المرض لديهم تراكمات غير طبيعية للبروتين في المخ تعيق المسارات العصبية المُتحكمة في الذاكرة والقدرة على إصدار الأحكام والخوف.
تعليقات