بتروس فان شندل (1806-1870) رسام بلجيكي - هولندي اشتهر برسمه للوحات تبرز حركة الحياة اليومية، والأدق أن نقول المسائية، أو الليلية، باعتبار أن الشمعة هي في الغالب من أساسيات اللوحة ولذلك رسم المشاهد الليلية برومانسية رائعة، مشاهد لوحاته ليلية، فلم تغب عنها لا القناديل ولا المصابيح، وكذلك الشموع، فهي التي جعلت النقاد يشهرونه بلقب «سيد الشموع».

عشق الليل وضوء الشموع
تعد لوحة السوق أشهر أعماله لم يغب عنها ضوء وقد رسمها العام 1869، أما لوحة بائعة السمك الشهيرة الأخرى فقد رسمها العام 1843. والمعروف أنه عشق الليل وضوء الشموع، وأيضًا إنجاب الأطفال! فالمصادر تقول إنه تزوج ثلاث مرات، وأنجب خمسة عشر طفلًا؛ ثلاثة عشر من زوجته الأولى، إليزابيث، التي توفيت عام 1850.

رسم مشاهد من الكتاب المقدس ومناظر طبيعية تحت ضوء القمر
كان أحد أصدقاء عائلته، وهو ضابط جيش متقاعد، قد أعجب برسوماته، فأقنع والده بأن يرسله للدراسة في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة في (أنتويرب) فكسب العالم فنانًا، لقد درس الفن هناك من عام 1822 حتى 1828 مع رسام التاريخ (ماتيوس إجانتيوس فان بري) فأبدع وعند تخرجه، حصل على الوسام الذهبي للرسم المنظوري.

أصبح رسامًا للبورتريه، وتنقل بين عدد من عواصم أوروبا، وظل مشاركًا منتظمًا في معرض أساتذة الحياة، وصالونات أخرى متعددة في (أنتوِيرب)، (بروكسل) و(غنت). العام 1824، أصبح عضوًا في الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة في أمستردام، ثم أقام سنة 1845 بصفة دائمة في بروكسل. وفاز بالعديد من الميداليات في عدد من المعارض بباريس ولندن، واشترى الملك (ليوبولد الأول) عددًا من لوحاته.

ونشر فان شندل مجموعة كتب عن الرسم المنظوري، وهو ذلك النسق الذي يبرز التعبير الوجهي، ويعرف فنيًا بتمثيل «الأجسام المرئية على سطح منبسط (اللوحة)، لا كما هي في الواقع ولكن كما تبدو لعين الناظر في وضع معين...». ولقد رسم مشاهد من الكتاب المقدس ومناظر طبيعية، تحت ضوء القمر، كما رسم أعمالًا تتناول مظاهر الحياة اليومية، وبورتريهات تقليدية.

والعجيب، والجدير بالذكر، أنه كان مهتمًا بميكانيكا المحركات البخارية، ففي العام 1841، اخترع جهازًا لتحسين نصل السفن البخارية، كما ابتكر اقتراحات لتحسين الاستقرار الجانبي لعربات السكك الحديدية واستصلاح الأراضي البرية في منطقة ما، في بلاده!