خالد حسين فنان من سورية يعى جيدا أن «الحرب شيء قبيح وبلا رحمة»، حيث عاشها سنوات، ويعرف أن كثيرين من البشر يعيشونها، لذلك لوحاته تبرز مغبات الحرب ودمارها، فالخطوط والتعرجات السوداء والدمار متكررة في لوحاته، ولكن ثمة رموزه التي يتطلع إلى أن يسمو بها فوق مسبباتها ونتائجها، فالبالونات الملونة التي يراها مشاهد لوحاته وهي ترتفع، ترتفع نحو السماء.. نحو الأمل، وهو بذلك يريد من خلالها «إيصال رسالة أمل وتفاؤل إلى العالم».

الفن يحتاج إلى الحرية المطلقة
ولأنه يؤمن أن الفن يحتاج إلى الحرية المطلقة، قرر حسين الهجرة من بلاده التى لم تحقق له ذلك، لتنعكس تراكمات المشاهد المؤلمة في بلاده إبان الحرب على لوحاته التي رسمها بعد هجرته إلى ألمانيا العام 2015، شأنه شأن الكثير من الفنانين الذي ينبذون الحروب، ويحاربونها بسلاح الريشة والألوان.

رسم أمواج الهجرة والنزوح بألوان قاتمة ضبابية
في ألمانيا، شارك في عدد من المعارض مع تشكيليين، وكانت تجربة بداياته تبرز الكثير من أوجه مغبات الحروب، فحقق نجاحات على الطريق الصحيح. وتتضمن أعماله المستمدة من الواقع رمزية متضمنة الواقع كيفما يراه، وعلى نحو ما سبق أن وصفناه. ويقول بعض النقاد، على سبيل المثال، إنه «عندما يرسم لنا أمواج الهجرة والنزوح بألوان قاتمة ضبابية فهو يدرك حجم المأساة الإنسانية من خلال إحساس من يترك أرضه وبيته ليسير نحو مصير مجهول». لهذا جاءت أعماله، التي قدمها إلى المجتمع الألماني، معبرة عن معاناة المهاجرين التشريد والنزوح جراء الدمار، فوصلت رسالته الفنية والفكرية إليهم، بل إلى كل المجتمعات والثقافات الأخرى، حيث عبرت ألوانه بحرية على ما يعتمل في صدره، فالبوح لا يكون مؤثرا إلا عندما ينفذ بحرية تامة.

أسس  معرض  «نعم للحياة»
خالد حسين فنان تشكيلي من سورية، كردي الأصل، ومن مواليد 10/8/1985. تخرج في معهد فنون الجميلة العام 2009 بأكاديمية «فتحي محمد» في حلب قسم الرسم والنحت، وكان له عدد من المشاركات في معارض متنوعة، ثم هاجر إلى ألمانيا العام 2015، ويعيش الآن في مدينة فرانكفورت، مواصلا مشاركاته مع الفنانين الألمان في عديد المعارض، ومحتفظا لنفسه بمعرض فردي خاص تحت مسمى «نعم للحياة».