Atwasat

الشاعر حسن السوسي

القاهرة - بوابة الوسط: محمد عقيلة العمامي الأربعاء 22 نوفمبر 2023, 11:18 صباحا
WTV_Frequency

في مثل هذا اليوم، من سنة 2007 رحل عنا الشاعر حسن السوسي، وهو الذي ولد العام 1924 بواحة بالكفرة في ليبيا، ولما اشتدت وطأة الاحتلال الإيطالي هاجر إلى مصر، واستقر في مرسى مطروح حيث سبقه السنوسيون، الذين ترتبط عائلته بهم بعلاقة وثيقة. تعلم هناك، وحفظ القرآن وتأثر بالفكر السنوسي. ثم التحق بالأزهر الشريف وتحصل على الشهادة الأهلية الأزهرية العام 1944، وطور إمكاناته مستثمرا زياراته إلى تونس ولبنان، وأكسبته غربته الشجاعة، والصدق، والرقة، والرأفة وسعة في الخيال، فكانت عاطفته الشعرية صادقة، ذلك كله صقل موهبته الشعرية.

أعجب بشعره شاعر  الوطن أحمد رفيق المهدوي
تعين يافعا مطلع يناير 1945 مدرسا ببلدة الأبيار، وهي المدرسة الداخلية التي تعلم فيها العديدون من رجال ليبيا البارزين. وهناك بدأ كتابة الشعر، إلى أن أصبح من رواد الشعرية الكلاسيكية الليبية، أعجب بالشاعر أحمد رفيق المهدوي وتتلمذ عليه، عاصر الشاعرين رجب الماجري وراشد الزبير السنوسي، وارتبط بهما بصداقة حميمية لم تنقطع.

شاعر لا تتسرب الرتابة إلى عالمه 
كتب عنه الشاعر علي الخَرَم في مجلة «الفصول الأربعة» بأنه: «شاعر لا تتسرب الرتابة إلى عالمه لأنه يجدد دائماً ما يستثير الدهشة، ولأنه يلمح دائماً ما يدل على أن قدراً من براءة الحياة قد استعصى عن الاندثار، وفي هذه الخلفية نستطيع أن نتذوق عذوبة ورقة الحب الإنساني في شعره، وأن المرأة التي تلوح من بعيدٍ وليست المرأة التي تجلس قريباً منها بحيث تشعر حرارة أنفاسها، المرأة عنده مثل إلهٍ وثني لا يمس وهذا توجهٌ صوفي. خلاصة القول إن الشعر عند السوسي طبيعي يتمثل الإنسانية، وثمة صورٌ رائعةٌ في عذوبتها ووصفها، وأيضاً في دلالتها وفي تناسق وتماسك بنيانها وفي جمالياتها»، وفي حوار له مع الصحفية ليلى النيهوم قال: «أحب الشعر إلى قلبي هو الغزل، لأنه يخاطب الوجدان ويتعلق بالعاطفة، والإنسان وجدان قبل كل شيء في اعتقادي».

قصيدة  الانتفاضة من أبلغ قصائده 
ومع ذلك، لم يبعده الغزل عن إيمانه بقضايا الإنسانية، وفلسطين واحدة منها، وتعد قصيدته (الانتفاضة) من أبلغ القصائد التي أشادت، بل وثقت حدثا، أصبح رمزا لجرائم قوات الاحتلال الصهيونية، وهو حادثة استشهاد الطفل محمد الدرة في قطاع غزة في الثلاثين من سبتمبر عام 2000، في اليوم الثاني من انتفاضة الأقصى، وسط احتجاجات امتدت على نطاق واسع في جميع أنحاء الأراضي الفلسطينية. تقول القصيدة:

لا عذرَ للشعر إنْ لم ينتفض غضبا *** وينفث الحرف عن أنفاسه لهبا

وأنْ يُبارك كفّاً أطلقتْ حجراً *** في وجه من سلب الأوطان واغتصبا

وأنْ يُبلسم في أعماق أُمّتنا *** جرحاً تمادى عليه الدهر فالتهبا

وأنْ يُؤبِّن طفلاً ضمّ والدُهُ *** رفاتَه.. وبكى كالطفل مُنتحِبا

راعوه.. فارتاع واستذرى بوالدهِ *** لكنّه عن قضاء الله ما احتجبا

هوى كسوسنةٍ فيحاءَ قد عصفتْ *** بها الرياح وهزّتْ غصنها الرَّطِبا

تبّتْ يدا مُجرم أودتْ رصاصتُهُ *** به وتبّتْ مساعيه، وما كسبا

وشاهَ شارونُ وجهاً بانتفاضتهم *** وساء «باراكُ» في مسعاه مُنْقَلَبا

وفتيةٍ هزئوا بالموت واصطبروا *** كأنّهم في مجال الموت نَبْتُ رُبا

تألّقوا في سماء المجد واحتشدوا *** واسّاقطوا فوق ساحات الحِمى شُهُبا

لا يُرهب البغي والطغيان من عقدوا *** عَقداً مع الله ألا ينكصوا هَرَبا

ولا يُمارون محتلاً على وطنٍ *** رأوه في ما رأوا - أُمّاً لهم وأبا

الحقّ فوق الذي خالوه يُرهبهم *** لا يُرهب الباطل الحقّ الذي وجبا

ما زادهم عَنَتُ الباغي وسطوتُهُ *** إلا يقيناً بأنّ النصر قد قَرُبا

تلك الصواريخ ما هدّتْ إرادتهم *** وإنْ تكن هدّتِ البنيان والقببا

ولم تهزَّ يقيناً في عزائمهم *** ولم تُمِتْ فيهم الإصرار والدَّأَبا

هم عصبة كأنّ حزب الله حزبهم و *** هيهات يَغْلِب حزبَ الله مَنْ غَلَبا

لقد بكينا كثيراً ثم آنَ لنا *** ألا نرى الدمع في الأجفان مُضطربا

مَسْرى النبي، ومِعراج النبوّة هلْ *** نُبقيه للعابدين العِجل والذَّهبا؟

ماذا نقول له إنْ قام يسألنا *** عنه.. ويُوسعنا من أجله عَتَبا؟

فهل سنزعم أنّ القوم قد غَلَبوا *** لأنّ سادتهم مدّوا لهم سببا؟

ونستكين - كأنّا لم نكن عرباً *** أو مُسلمين وكنّا قبلها عربا

فبارك الله والأحرار صحوتكم *** لا يهدأ الثأر حتى تبلغوا الأربا

فأجّجوها وأَصْلوهم جواحمها *** وأطْعِموا النار من أشلائهم حطبا

فخلفكم تهتف الدنيا لصيحتكم *** وتستخفّ بمن مارَى ومَنْ شَجَبا

لا مجدَ إلا لمن ألقى بمهجتِهِ *** فيها.. وجشّمها الأخطار والتّعبا

والآخرون قُصارى جهدهم خُطَبٌ *** ناريّة ضمّنوها الزَّيف والكذبا

لا تقبلوا من مُشير أنْ يصدّكمو *** عمّا بدأتم فإنّ الصبر قد نَضَبا

شارك الشاعر حسن السوسي في مهرجانات الأدباء المغاربة والأدباء العرب في كل من طرابلس وتونس والجزائر والقاهرة وبغداد. وله أكثر من عشرة دواوين. توفاه الله في تونس يوم 21/11/2007 ووسد ثرى بنغازي يوم 22/11/200.

الشهيد محمد الدرة، موضوع قصيدة الانتفاضة
الشهيد محمد الدرة، موضوع قصيدة الانتفاضة
مع رفيقه الشاعر راشد الزبير السنوسي
مع رفيقه الشاعر راشد الزبير السنوسي
الشاعر حسن السوسي في شبابه
الشاعر حسن السوسي في شبابه
الشاعر حسن السوسي
مع الشاعر لطفى عبداللطيف
مع الشاعر لطفى عبداللطيف
الشاعر حسن السوسي
احمد السوسي
احمد السوسي
مع الموسيقار حسن عريبي
مع الموسيقار حسن عريبي
الشاعر حسن السوسي
الشاعر حسن السوسي
الشاعر حسن السوسي
الشاعر حسن السوسي
الشاعر حسن السوسي
الشاعر حسن السوسي
الشاعر حسن السوسي
الشاعر حسن السوسي
الشاعر حسن السوسي
الشاعر حسن السوسي
تكريم من الشاعر الوزير الشاعر خليفة التليسي
تكريم من الشاعر الوزير الشاعر خليفة التليسي
الشاعر حسن السوسي
الشاعر حسن السوسي
الشاعر حسن السوسي
الشاعر حسن السوسي
الشاعر حسن السوسي
الشاعر حسن السوسي
الشاعر حسن السوسي

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
طنجة المغربية تجذب كبار موسيقيي الجاز
طنجة المغربية تجذب كبار موسيقيي الجاز
الفنان مهدي كريرة يُدخل البهجة على أطفال غزة ويصنع الدمى من بقايا المساعدات (فيديو)
الفنان مهدي كريرة يُدخل البهجة على أطفال غزة ويصنع الدمى من بقايا...
المنتج هارفي واينستين في المستشفى
المنتج هارفي واينستين في المستشفى
«غسوف.. غدامس القديمة» يشارك في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي الدولي
«غسوف.. غدامس القديمة» يشارك في مهرجان عنابة للفيلم المتوسطي ...
مأساة غزة تهيمن على «عنابة للفيلم المتوسطي» (فيديو)
مأساة غزة تهيمن على «عنابة للفيلم المتوسطي» (فيديو)
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم