وقّع أكثر من 350 ممثلاً ومخرج سينمائي ومغني وشخصيات ثقافية أخرى على «بيان الفنانين الإسبان ضد المذبحة في غزة، والتقاعس في مواجهة الفصل العنصري والإبادة الجماعية في فلسطين»، داعين إلى فتح «فوري» للممرات الإنسانية في غزة ، بينما انتقد البيان «تقاعس» الحزب الاشتراكي القائم بأعمال حكومة بوديموس في مواجهة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة.

ويأتي البيان في إطار تيار المعارضة المتزايد للفنانين والعاملين في مجال الثقافة والإعلاميين تنديدا بالاعتداء على السكان الفلسطينيين العزل، ودفعت الأحداث في غزة الملايين من الناس إلى الثورة في مختلف أنحاء العالم، وتجلى ذلك في المظاهرات الحاشدة التي شارك فيها مليون شخص في لندن والمظاهرات التي شارك فيها مئات الآلاف في جميع أنحاء العالم خلال نهاية الأسبوع الماضي.

8000 فنان وكاتب وعامل ثقافي في أميركا
وفي الولايات المتحدة، وقع 8000 فنان وكاتب وعامل ثقافي آخر على الإعلان الصريح الذي ينص على «أننا ندعم تحرير الفلسطينيين وندعو إلى وضع حد لقتل وإيذاء جميع المدنيين، ووقف فوري لإطلاق النار، ومرور المساعدات الإنسانية إلى غزة، ووقف إطلاق النار».

ومنذ ذلك الحين، وجهت مجموعة «الفنانون يدعون إلى وقف إطلاق النار الآن»، وهي مجموعة من الممثلين والكتاب والموسيقيين الأميركيين البارزين، رسالة مفتوحة إلى الرئيس جو بايدن والكونغرس الأميركي تدعو إلى «وقف فوري للتصعيد ووقف إطلاق النار في غزة وإسرائيل قبل أي تصعيد آخر». 

في المملكة المتحدة، وقع أكثر من 2000 من صانعي الأفلام والممثلين والفنانين التشكيليين والكتاب المسرحيين والموسيقيين والمصورين والشعراء والمؤلفين والممثلين الكوميديين والمنتجين والقيمين ومنسقي الأغاني والمهندسين المعماريين والمصممين على رسالة مفتوحة تؤكد أن «حكوماتنا لا تتسامح مع جرائم الحرب فحسب، بل تتسامح وتساعد وتحرض».

 يطالب البيان بإنهاء «التدمير العشوائي الذي يقوم به الجيش الإسرائيلي في غزة، وهي جريمة حرب حيث قتل حتى الآن ما يتجاوز 11 ألف فلسطيني، نصفهم من الأطفال، وشوه عشرات الآلاف مدى الحياة.

يوذكر البيان بالهجمات المتصاعدة التي تشنها قوات الدفاع الإسرائيلية والمستوطنون الإسرائيليون في الضفة الغربية، التي تديرها السلطة الفلسطينية، حيث قُتل أكثر من 150 فلسطينيًا منذ السابع من أكتوبر، وأصيب أكثر من 2150 آخرين.

ويتابع البيان «إننا ندعو إلى وضع حد للهجمات التي يشنها المستوطنون المدججون بالسلاح الذين يضايقون ويهاجمون ويطلقون النار على السكان الفلسطينيين في الأراضي المحتلة بالضفة الغربية». «إننا ندين جرائم القتل التي، على الرغم من شيوعها في السنوات الأخيرة، إلا أنها تصاعدت بشكل مثير للقلق في الأشهر الأخيرة في وجه المدنيين الفلسطينيين العزل».

ثم يشير البيان إلى انتهاكات المادة الأولى من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي تنص على أن «جميع الناس يولدون أحراراً ومتساوين في الكرامة والحقوق». ويجري تنفيذ ذلك «مع الإفلات من العقاب بموافقة المجتمع الدولي».

- بعد اعتيادهما رؤية إسرائيل كـ«ديزني لاند يهودية».. مخرجان أميركيان يرويان قصة مختلفة
- الكاتبة الفلسطينية عدنية شبلي تتحدث للمرة الأولى منذ إلغاء حفل توزيع جوائزها في «فرانكفورت»
- مسلسل «التغريبة الفلسطينية» على شاشة «الوسط».. من الأحد للخميس

ويسرد الانتهاكات، ومن بينها «احتجاز الطواقم الطبية والاعتداء عليها، فضلاً عن قصف المراكز الصحية والمستشفيات»، و«غارات جوية عشوائية ضد السكان المدنيين في قطاع غزة، بحجة خلق دفاع ضد حماس»، و«تدمير الممتلكات والاستيلاء عليها».

ويشير البيان إلى الحصار الإسرائيلي المستمر منذ 16 عاماً على غزة، موضحاً أن «إسرائيل تحاصر قطاع غزة برا وبحراً وجواً منذ عام 2007، وتمنع الوصول إلى الغذاء والدواء ومواد إعادة البناء والضروريات الأساسية مثل الماء والكهرباء».

ويسرد البيان أيض انتهاكات النظام الإسرائيلي المحتل، والتي تشمل اعتقال وتعذيب 5000 فلسطيني، وقتل أطفال، وابتزاز السجناء للتعاون مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية، وقتل الإعلاميين في غزة واحتجاز الصحفيين.

إسرائيل هي الدولة الأقل احتراما لقرارات خالقها
ويؤكد البيان أن «قائمة انتهاكات إسرائيل لحقوق الإنسان لا نهاية لها، دون أن ننسى أن إسرائيل أنشأتها الأمم المتحدة، مما أدى إلى تهجير ما يقرب من 800 ألف شخص، ومن المفارقات أن إسرائيل هي الدولة الأقل احتراما لقرارات خالقها، الأمم المتحدة، وتواصل انتهاكها المنهجي لحقوق الإنسان العالمية مع الإفلات من العقاب».

ويتابع البيان: «لو رفع العالم صوته ضد ألمانيا النازية، وضد الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، لكنا أنقذنا حياة الملايين من البشر، لذلك من الضروري الآن أكثر من أي وقت مضى أن نقف في وجه دولة الفصل العنصري في إسرائيل».

ويناشد البيان حكومة حزب العمال الاشتراكي العمالي، التي وقفت إلى جانب إسرائيل، وقد روج رئيس الوزراء بيدرو سانشيز لحق«إسرائيل في الدفاع عن النفس»، وهي ذريعة احتيالية للذبح الجماعي والتطهير العرقي، وأضاف: «لهذا السبب نطلب من حكومة إسبانيا اتخاذ موقف قوي، فلا يوجد مجال للحياد أو تساوي المسافة هنا».
ومن بين المئات من الموقعين على البيان فنانين إسبان مشهورين، من بينهم الممثلات ماريسا باريديس، وإتزيار كاسترو، وإيما سواريز، والممثل والمخرج خوان دييغو بوتو، والمخرج السينمائي مونتكسو أرمينداريز، والمغنون إسماعيل سيرانو، ورامونسين، وكوكي مالا، وروزالين، والكاتب لويس لانديرو. والشاعر والملحن من أصل فلسطيني مروان.

 ويشمل الحراك فضلا عن التظاهر وتوقيع البيانات مواقف عدة ومنها «الإضراب لوقف شحن الأسلحة إلى إسرائيل، وتطوير حركة لإضراب سياسي عام للمطالبة بإنهاء المذبحة في غزة».

وبدأت المعارضة في التطور بالفعل، مع تحرك العمال لقطع الدعم العسكري لإسرائيل في الولايات المتحدة وتركيا وبلجيكا وإسبانيا وغيرها.