يصدر خلال الأيام القريبة القادمة، عن دار الفرجاني للنشر كتاب «طرابلس الغرب وبرقة خلال العصر الفاطمي» تأليف د. رمضان محمد رمضان الأحمر، أستاذ التاريخ بجامعة بنغازي.

ويعد هذا الكتاب أحدث دراسة بحثية تاريخية عن صعود الدولة الفاطمية في أفريقيا (تونس)، ويبرز الأهمية الكبرى لطرابلس وبرقة، ومشروعهم العسكري والسياسي والْمذهبي في العالم الإسلامي، ويشمل دراسة بحثية شاملة، تتناول تاريخ الدولة الفاطمية في طرابلس وبرقة من جميع جوانبه، السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية والدينية، وفقا لموقع «طيوب»,

أهمية الموقع الجغرافي
تقع طرابلس وبرقة في موقع استراتيجي مهم، حيث كانت طرابلس بوابة الدخول للقادمين من المشرق لأفريقيا وبلاد المغرب الإسلامي، في حين كانت برقة هي بوابة الدخول لمصر وبقية بلدان المشرق الإسلامي لأولئك القادمين من المغرب.

- مدرسة عمورة بجنزور في كتاب توثيقي جديد للمؤرخ عمار جحيدر
- «جدلية المجال والهوية».. ليبيا تحت مجهر الدكتور محمود أبوصوة
- محاضرة لـ«الختّالي» حول دور أيقونات ما قبل التاريخ في ليبيا

فكانت طرابلس وبرقة تمثلان العصب الحيوي الذي يربط ما بين المشرق والمغرب، والجسر الأرضي الوحيد الآمن لتحقيق أحلام الفاطميين السياسية وأمانيهم الواسعة في التَّوَسُّع ومَدِّ سيطرتهم على كل أقاليم العالم الإسلامي، ومحاولتهم نشر مذهبهم الشيعي فيها.

السيطرة الفاطمية
كان نجاحُ مشروع الفاطميين في المنطقة متوقفًا على السيطرة على الإقليمين والمحافظة على استتباب الأمور فيهما، وهذا ما عمل الفاطميُّون على تحقيقه بمجرد قيام دولتهم الناشئة في إِفْرِيقِيَّة.

فاستطاعوا بحلول عام 969 السيطرة على طرابلس، ثم تمكنوا في عام 976م من السيطرة على برقة، وبذلك أصبحوا يملكون السيطرة على أهم نقطتين استراتيجيتين في المنطقة.

الازدهار الاقتصادي والاجتماعي
تحت حكم الفاطميين وسيطرتهم شهدت أرض طرابلس وبرقة وسكانهِما زخما جديداً في الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، جاء كونه مواكباً لمتطلبات الدولة الجديدة وتطلعاتها الواسعة، تجسيداً حَقيقيًّا لاندماج السياسة مع الأرض والناس، وتفاعلها مع البيئة المحيطة والمجاورة.

فشهدت المنطقة في هذه الفترة تطورًا ملحوظًا في مجال العمران والتشييد، حيث جرى بناء العديد من المساجد والحمامات والأسواق والحصون والقلاع.

كما شهدت المنطقة أيضًا تطورًا في مجال التجارة والصناعة، حيث أصبحت طرابلس مركزًا تجاريًا مهمًا، واشتهرت برقة بإنتاجها الزراعي والحيواني.

نشر المذهب الشيعي
سعى الفاطميون إلى نشر مذهبهم الشيعي في المنطقة، وبذلوا في سبيل ذلك جهودًا كبيرة، فقاموا ببناء المساجد والمدارس الشيعية، وشجعوا على دراسة العلوم الدينية الشيعية، كما بعثوا العلماء والمبشرين إلى المنطقة لتوعية الناس بمذهبهم، ونتيجة لهذه الجهود، تمكن الفاطميون من نشر مذهبهم الشيعي في المنطقة، وأصبحوا يمثلون المذهب الرسمي للدولة الفاطمية.

تفاصيل الكتاب
يقع الكتاب في 500 صفحة، من الحجم الكبير، ويتضمن أربعة فصول رئيسية، الفصل الأول الذي يتناول الظروف السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية التي سادت في طرابلس وبرقة قبل وصول الفاطميين، والفصل الثاني ويتناول صعود الدولة الفاطمية في إِفْرِيقِيَّة، والأهمية الكبيرة التي حظيت بها طرابلس وبرقة في مشروعهم السياسي والعسكري والمذهبي، فيما يتناول الفصل الثالث تفاصيل السيطرة الفاطمية على طرابلس وبرقة، وأثر ذلك على المنطقة، الفصل الرابع: يتناول التطور السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي شهدته المنطقة في ظل الحكم الفاطمي.

تعربف بالمؤلف
عضو هيئة تدريس بجامعة بنغازي في دولة ليبيا، باحث في القضايا والموضوعات التاريخية ولا سيما في التاريخ الإسلامي الوسيط خاصةً والحضارة الإسلامية عامةً، ومهتم بالتاريخ الليبي بحقبه المختلفة، بالإضافة إلى الموضوعات الأدبية بوجهٍ عام. متحصل على عضويات علمية في كلٍّ من: • عضوية أكاديمية فلسبي، كوالالمبور - ماليزيا • عضوية أكاديمية التدريب أجاكسي، كوالالمبور - ماليزيا • عضوية منصة أريد للباحثين والخبراء والعلماء الناطقين بالعربية • عضوية منصة الباحثين والأكاديميين إيفاد (IFAD).