أقيمت، مساء أمس السبت، بحوش محمود بي بالمدينة القديمة طرابلس محاضرة للباحث في التاريخ والأنثروبولوجيا يوسف الختالي حملت عنوان (الأيقونات الليبية ما قبل التاريخ) أدارها وقدمها الكاتب عبدالحكيم الطويل، وجاءت المحاضرة ضمن فعاليات ليالي المدينة الموسم الصيفي لعام 2023. بحسب صفحة «بلد الطيوب».
وفي حضور عديد المهتمين والمثقفين والمبدعين، تحدث الختالي عن علاقته بالأيقونات القديمة ودور جدته، والرصيد الثري من الحكايا عن تلك الأيقونات والرموز ودلالاتها المرتبطة بالأساطير، وأثره على مجريات تفكيره ودفعه إلى البحث والتخصص في هذا المجال.
-الختالي يحاضر عن جذور الفن التشكيلي في ليبيا
- اكتشاف موقع أثري يعود للعهد الروماني في بلدية المعمورة
وشرح الختالي أثر الأيقونات القديمة وعلاقتها بالعصر الحالي وأثرها في المجتمع بقوله: إن «لقانون الجذب طاقة ما على النفس البشرية فحين يفكر المرء في الخير يأتيه الخير وحين يفكر في الجمال يأتيه الجمال والعكس الصحيح بواسطة الذبذبات الجاذبة، كما أن لهذه الأيقونات أبعاد عاطفية وأخلاقية مثل جلب السعد والتطيّر من الفأل الشؤم والعين الحاسدة».
كما استعرض الختالي أثناء المحاضرة مجموعة من طقوس إخفاء الهامش أو ما يسمى بالـ«تاحرازت»، وتطرق إلى نجمة الثمانية الموجودة على جدران جامع قرجي بطرابلس، وداخل مسجد إيمسرتن بقرية جادو في جبل نفوسة، وفي بيوت مدينة غدامس القديمة.
مصائد القدماء ما زال العجائز يستعملونها
وتحدث الختالي عن المصائد التي كان الليبيون القدماء يستخدمونها في عملية اصطياد الزرافة إبّان عصور ما قبل التاريخ، وأنها ما تزال حتى اليوم تصنع وتُباع بواسطة العجائز في واحة الفقهاء بالجفرة.
وعن الجرمنت وكيف امتازوا بسرعة التعلم، مما جعلهم يكتسبون مهارة هندسة صيد الماء الموجودة في الأودية، شرح الختالي كيف أنهم عملوا على تصنيع الينابيع الصناعية لاستخراج المياه من باطن الجبل فأنجزوا الحضارة الزراعية من ضمنها عبادة «تانيت».
رمز الصليب موجود قبل ميلاد المسيح في أكاكوس
وأكد الختالي بأن رمز الصليب موجود منذ ما يقارب العشرة آلاف عام في منطقة أكاكوس، وهو بعيد كل البعد عن عملية صلب سيدنا عيسى عليه السلام قبل ألفي عام، موضحا أن الصليب في جوهره يُعد إيماءة سحرية قديمة تم اللجوء إليها لمحاولة إبطال السحر وإلغائه درءا للحسد وطاقة الشرور مدعوما بالغناء، والطقس المقدس يُولِّد أيقوناته كالشموع والزعفران والحنّاء وعلاقتها بالطقوس.
تعليقات