Atwasat

مبادرة إنسانية.. الخيمة الملونة لتخفيف ويلات الحرب عن أطفال غزة

القاهرة - بوابة الوسط السبت 04 مايو 2024, 02:03 مساء
WTV_Frequency

في مبادرة إنسانية، نصب مركز الوفاء خيمة ملونة في أحد تجمعات الخيام في مدينة رفح، بهدف تقديم الدعم النفسي للأطفال الذين تأثروا جراء حرب الإبادة الجماعية التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي، على قطاع غزة للشهر السابع على التوالي.

وتوضح مديرة مركز الوفاء للسمع والنطق الأخصائية وفاء أبو جلالة، أن الهدف من هذه الخيمة هو مساعدة الأطفال في التغلب على الصدمات النفسية، التي تعرضوا لها بسبب حرب الإبادة، بحسب وكالة «سند» الفلسطينية.

وتشير أبو جلالة، إلى أن حرب الإبادة تركت آثارًا نفسية واجتماعية عميقة على الأطفال، حيث يعاني الكثير منهم من مشاعر الخوف والقلق والاكتئاب والصدمة، مضيفة «نعمل على إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع من جديد».

وتبين أن الخيمة الملونة، تستهدف جميع الفئات من الأطفال المتضررين من الحرب، «ونعمل من خلالها على خلق بيئة إيجابية تساهم في إعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع».

ووفق الأخصائية الفلسطينية، فإن عملهم يصطدم بواقع مأساوي في ظل الحرب المروعة، خصوصا في ظل تعرض معظم الأطفال في قطاع غزة للصدمات والاضطرابات النفسية جراء تلك الحرب غير المسبوقة.

وتقول أبو جلالة: «توجد إحصاءات حول الإصابات المجردة في أجساد الأطفال، لكن لا نستطيع إحصاء الإصابات النفسية والسلوكية التي تعرض لها الأطفال أثناء القصف والنزوح، لذلك عملنا يستهدف جميع الأطفال في هذه المرحلة».

وتضيف أن الخيمة الملونة تتضمن مساحة واسعة ملونة ومزينة برسومات جميلة، وألعاب وأنشطة ترفيهية تناسب جميع الأعمار، ويشرف عليها طاقم من المتخصصين في علم النفس والعلاج النفسي.

- «الصحة الفلسطينية»: ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 34 ألفا و654 شهيدا

وتابعت: «تقوم فكرة الخيمة الملونة على توفير بيئة آمنة وداعمة للأطفال، ومساعدتهم على التعبير عن مشاعرهم وأحاسيسهم، وتزويدهم بالمهارات اللازمة لمواجهة الصعاب، ودمجهم في المجتمع مرة أخرى».

وتؤكد أن الخيمة من شأنها أن تساعد في تخطي الصدمات النفسية التي تعرض لها الأطفال، واستعادة شعورهم بالأمان والاستقرار والعودة إلى حياتهم الطبيعية، في ظل هذه الظروف الصعبة والمروعة الناتجة عن حرب الإبادة الجماعية.

الأطفال يعانون من مشاكل في الكلام والنطق
من جانبه، يقول أخصائي السمع والتخاطب جبر العايدي، إن حرب الإبادة الجماعية أثرة على العصب السمعي بشكل مباشر، عند مختلف فئات في المجتمع، وخصوصا الأطفال وبعضهم أصيب بثقب في طلبة الأذن مما أفقدهم القدرة على السمع.

ويوضح العايدي بينما كان يجري الفحص لعدد من الأطفال داخل الخيمة الملونة أن بعض الأطفال أصيبوا بضعف سمعي شديد، وآخرين أصيبوا بضعف سمعي متوسط، وفئة ثانية أصيبت بضعف سمعي محدود.

ويشير إلى أن الكثير من الأطفال يعانون من مشاكل في الكلام والنطق، جراء الضغوط، والصدمات النفسية التي تعرضوا لها خلال الحرب، خصوصا أولئك الذين نزحوا عن منازلهم قسر تحت القصف أو اللذين فقدوا عائلاتهم أو جزء من عائلاتهم بفعل الحرب.

ويؤكد العايدي أن التدخل المبكر من شأنه يساعد في العلاج ويحقق نتائج إيجابية، خصوصًا في ظل استمرار الحرب وتواصل القصف والذين ينتج مزيد من الصدمات والضغوط النفسية بين الأطفال والكبار.

وتضمنت الخيمة العديد من الأنشطة الترفيهية والتعليمية التي تناسب مختلف الأعمار، مثل الألعاب والأشغال اليدوية والرسم وقراءة القصص والحكواتي، كما وفرت الخيمة مساحة آمنة للأطفال للتعبير عن مشاعرهم والتواصل مع أقرانهم.

وينهمك منسق زاوية الحكواتي باسل النجار في سرد القصص والحكايات للأطفال بطريقة ممتعة ومشوقة في إطار عمل الخيمة الرامي إلى التخفيف من أثار الصدمة النفسية على الأطفال.

ويقول النجار، بينما يلتف حوله عدد من الأطفال: «عملي يقوم على سرد قصص سهلة للأطفال وأعرفهم من خلالها بتاريخ القضية الفلسطينية، وبسالة الإنسان الفلسطيني».

نصف سكان غزة من الأطفال
ويضيف «عملنا يتركز على سحب التوتر والخوف والطاقة السلبية من نفوس الأطفال وحتى الكبار من خلال قصص ممتعة ومشوقة تتناول تاريخ النضال الفلسطيني في مواجهة آلة الحرب الإبادة الإسرائيلية».

وقبيل اندلاع الحرب في السابع من أكتوبر الماضي، كان ثلث أطفال غزة بحاجة بالفعل إلى الدعم في مجال الصدمة المتصلة بالنزاع، أما الآن فقد ازدادت كثيرا حاجة الأطفال إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي- الاجتماعي.

وتشير إحصاءات وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الأطفال الشهداء بلغ منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر الماضي، وحتى 2 مايو، بلغ نحو 14,944 طفلا من بين 34 ألفا و622 شهيدا.

وتظهر هذه الإحصائيات الصادمة والتي ترتفع على مدار الساعة، أن أطفال غزة يجدون أنفسهم في صدارة ضحايا الحرب المستمرة منذ 211 يوما.

ووفق جهاز الإحصاء الفلسطيني، فإن حوالي نصف سكان غزة هم من الأطفال، ومعظمهم لم يجربوا الحياة إلا في ظل الحصار والحروب المتكررة من قبل «إسرائيل».

جانب من المبادرة. (وكالة سند)
جانب من المبادرة. (وكالة سند)
جانب من المبادرة. (وكالة سند)
جانب من المبادرة. (وكالة سند)

المزيد من بوابة الوسط

تعليقات

عناوين ذات صلة
الاستئناف التونسي يقر الحكم بسجن راشد الغنوشي 3 سنوات
الاستئناف التونسي يقر الحكم بسجن راشد الغنوشي 3 سنوات
واشنطن تُجلي 17 طبيبًا أميركيًا من غزة
واشنطن تُجلي 17 طبيبًا أميركيًا من غزة
مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية والأراضي المحتلة
مستشار الأمن القومي الأميركي يزور السعودية والأراضي المحتلة
إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليمن
إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليمن
ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 35 ألفا و386 شهيدا
ارتفاع ضحايا العدوان الصهيوني على غزة إلى 35 ألفا و386 شهيدا
المزيد
الاكثر تفضيلا في هذا القسم