- راديو الوسط
| - |
- جريدة الوسط
| - |
- قناة الوسط
| - |
- الثلاثاء 30 / أبريل / 2024|
قدمت فرقة المسرح الوطني طرابلس، الخميس الماضي، التدريبات النهائية لمسرحية «ألف ليل وعين» على مسرح معهد جمال الدين الميلادي بطرابلس، بالتعاون مع الهيئة العامة للسينما والمسرح والفنون.
تصف مسرحية «ألف ليل وعين» للكاتب والمخرج نوري عبدالدايم ملامح المشهد الحالي للواقع الليبي بأبعاده الثقافية والاجتماعية والنفسية والاقتصادية والسياسية، في (زووم) مسرحي لما يمكن تسميته بـ«الفوضوية السريالية الليبية» حيث يغيب النظام ويسود العبث.
يكشف العرض متلازمة العُنف الذي يعكسه صوت الرصاص والنفوذ، حيث تتحكم القوى المولدة لهذه الثنائية في حياة الشخوص وترسم عبرها مصالحها.
قسوة الواقع وسرياليته
بعد انتهاء البروفات التقت «بوابة الوسط» المشتركين وبعض حضور العمل المسرحي، ومنهم المخرج الكاتب رضا بن موسى، والفنانة بسمة الأطرش، والشاعر محمد الدنقلي، الذين أشادوا بالإخراج المسرحي المتميز ونوعية العرض المسرحي المختلفة من حيث الطرح ومشاركة الجمهور للممثلين في الأحداث.
أشاد الكاتب رضا بن موسى بنجاح المخرج في توظيف المجاميع وإدارة (المونولوجات)، والحضور اللافت للمرأة في المسرحية، وقال عن العمل إنه «يشير بأصابع الاتهام إلى الانتهازيين وقدرتهم على التسلق والتملق، تدفعهم قوى خفية توجههم وتضع قوالب لحركتهم العامة، ثم يصبح هؤلاء لاحقًا منافسين لمن وضعوهم في تلك الدائرة».
ثم واصل بن موسى حديثه إلى «بوابة الوسط» قائلاً: «المسرحية تقدم قسوة الواقع وسرياليته ولامعقوليته، ومعاناة الناس واضطرابهم في تحسّس واختيار الطرق التي من خلالها تتحسن أحوالهم، ناهيك عن عدم إدراكهم لمعنى وجودهم، فهل هم مجرد أناس عاديين؟ أم جمهور له رأي ووجهة نظر؟ وكيف السبيل ليتحول الناس من حالة الى أخرى».
- رافع نجم: مهرجان بنغازي للفنون المسرحية أصبح «سنويا»
- جماليات النص والبحث عن الهوية على هامش مهرجان بنغازي
- «مسرح بلا إنتاج» يمنح جائزة الأداء الحركي للفنان حسين العبيدي
أما الفنانة بسمة الأطرش، وهي إحدى بطلات المسرحية، فقد تحدثت لـ «بوابة الوسط» عن دورها في المسرحية، إذا قالت إن مشاركتها الفاعلة كإنسانة تمثل نصف المجتمع رغم الظلم والضغوطات الممارَسة عليها، ولا ينحصر دورُها داخل البيت فقط بل يتعداه إلى ميدان العمل.
فيما وصف الشاعر محمد الدنقلي المسرحية بأنها لون مسرحي جديد في ليبيا يمكن تسميته بـ«المسرح الفوضوي»، وأضاف الدنقلي أن «المخرج كان موفقًا في استعانته بعناصر مبدعة في مجالات أخرى، كالمصور محمد كرازة، والكاتب رضا بن موسى، والشاعر صالح بوالسنون».
لم يعد هناك قدسية للنص
وعقب اختتام البروفة، أدارت الصحفية فتحية الجديدي ندوة قدم لها الدكتور نورالدين الورفلي، وتحدث فيها الناقد منصور بوشناف منتقدًا غياب عنصر الإضاءة في البروفة، وكذلك الملابس والاكسسوارات التي لم تتوفر بشكلها الكامل، مما أدى إلى فقدان 30% من عناصر المسرحية، كما أشار أيضا إلى تفاوت الأصوات بسبب بُعد أو قرب الميكروفون الأمر الذي أدى إلى تعسر الاستماع إلى بعض فقرات الحوار.
وفي ملاحظته عن النص أشار بوشناف أنه لا ينتمي إلى فئة النصوص الدرامية التقليدية، لكنه يطرح تيمة العمل ويستمر في مناقشتها على امتداد زمن المسرحية وقد يشكّل ذلك صعوبة للجمهور، وخلص إلى أن العمل يحتاج إلى مزيد من البروفات وأداء الممثلين الذي «لم نلحظ اختلافًا في مستويات أدائهم، رغم الجهد الكبير المبذول».
وأوضح الفنان حسن قرفال أنه لم يعد هناك قدسية للنص في العالم، فـ«النص ليس قرءانًا»، ولكن يجب أن يبدع من خلال شخصين، الكاتب والمخرج، وفي هذه المسرحية المخرج هو نفسه الكاتب.
وأشار د. نورالدين الورفلي إلى أن المسرحيين من خلال هذا العمل يسعون للخروج من ركودهم، باعتبار المسرح هو الركيزة الرئيسة لكل الفنون الأخرى.
ويرى الكاتب يونس الفنادي أن إسقاط الحاجز الرابع المشار إليه في المسرحية، ذكّره بمسرحية «نقابة الخنافس» التي خلقت تواصلاً بين الجمهور والممثلين، وأضاف أنه رغم بساطة الديكور إلا أن دلالاته عميقة، كما أن أسلوب الـ«اسكيتشات»، حال دون شعور الجمهور بالملل، واستطاع المخرج استغلال مساحة خشبة العرض إلى أبعد حد.
تعليقات