نظم منتدى أصدقاء المسرح، الخميس، محاضرة للباحث مراد الهوني، تناول خلالها نشأة دور العرض في ليبيا وانتشارها ودورها الثقافي والسياسي، الذي مارسته منذ زمن الاحتلال الإيطالي وحتى مطلع السبعينسات.

وأوضح الهوني في الأمسية، التي احتضنتها قاعة المعهد العالي لتقنيات الفنون، وأدارتها الإعلامية أمل بن ساسي أنه غالبا ما تتم الإشارة إلى قوس ماركوس أوريليوس، كأول سينما أو دار عرض قدمت فيها عروض سينمائية صامتة في ليبيا، وإن اختلف على التاريخ الفعلي لها، ففي حين يرجعها البعض للعام 1908 م يشير آخرون إلى العام 1911م كبداية حقيقية لذلك، ومنهم سعيد حامد في كتابه «قوس ماركوس أوريليوس في طرابلس» والذي أشار إلى أن القوس استغل في بداية الاحتلال الإيطالي كدار عرض للخيالة «سينما» حتى تاريخ 27 مارس 1912م.

 تاريخ السينما في ليبيا
أضاف أنه لم يتطرق الباحثون في تاريخ السينما في ليبيا لأى ذكر عن دار للعرض السينمائي، غداة الاحتلال الإيطالي لليبيا، فيما عدا الإشارة إلى دار عرض باب البحر، التي تزامنت بدايتها مع بداية الغزو، فيما كانت أغلبها بعد ذلك التاريخ وحتى العام 1943م قد بنيت على قلتها في فترات زمنية متباعدة، وتركزت في مدينتي طرابلس وبنغازي.

وأشار إلى أنه مع منتصف العشرينات وخلال الثلاثينات، شهدت البلاد طفرة في انتشار دور العرض، من جانب القطاع الخاص، والذين كان في أغلبه من الإيطاليين ومنهم جوزيبي سالينوس، الذى أسس مسرح الميراماري واستخدم في تقديم العروض السينمائية، إضافة إلى تشغيلهم لمسرح البوليتيامة والسوبر سينما الهمبرا.

- سينمائيات: أولا أسئلة السينما في ليبيا

ونوه بأن هيئة السياحة والفندقة في ليبيا اهتمت بالقطاع الترفيهي، وبدأت في إنشاء عدد من الفنادق ودور العرض كمسرح البرينيتشى المنجز في العام 1932م وفندق الودان، الذى بنى في عهد ايتالوبالبو العام 1935م حيث استخدمت صالة المسرح في فترة لاحقة كسينما يتردد عليها نخبة المجتمع في مدينة طرابلس.

السينما والسياسة
وتوقف المحاضر عند فترة الإدارة الإنجليزية، التي شهدت صراعا سياسيا واجتماعيا لعبت فيه السينما دورا بارزا، من خلال استضافتها لهذه الفعاليات كاجتماع منظمة شباب المؤتمر الوطني بسينما كاتانيا، واتخذت فيه جملة من القرارات، التي انصب جلها على رفض الفيدرالية، ورفض الهيئة التأسيسية والمطالبة بحكومة موحدة ومستقلة، طبقا لقرار الأمم المتحدة والمطالبة بعدم تدخل الأجانب في الشئون الداخلية، وبعد الموافقة على القرارات دخل بشير السعداوي إلى قاعة السينما وألقى فيها خطابا سياسيا، واستغل اليهود نادي المكابي بطرابلس بعد قرار منعهم من إقامة العروض المسرحية إلى عرض أفلام يهودية كفيلم «النبي يوسف»، وذلك لحث الشباب اليهودي على الهجرة إلى فلسطين.

وتحدث المحاضر عن العصر الذهبي للسينما وهي الفترة التي أعقبت الإدارة الإنجليزية واستقلال ليبيا وانتشار نوعي لدور العرض في عموم ليبيا وانتقال بعض الملكيات لدور العرض فيها، وقيام بعض المستثمرين الليبيين بالاستثمار في هذه الصناعة الوليدة، بما اكتسبوه من خبرات ومعرفة سابقة من عملهم بشركات التوزيع والإنتاج السينمائي وبدور العرض، وبرزت عدة أسماء لليبيين وغيرهم مثل سليمان وعوض الزنى ومحمد بشير الفرجاني ومصطفى بن صريتي وعلى بن عثمان والهادي المشيرقي والشعالي الخراز وحلمي طاطاناكى وخليل الجاعوني وغيرهم.

الباحث مراد الهوني (بوابة الوسط)

الإعلامية أمل بن ساسي أثناء إدارة المحاضرة (بوابة الوسط)

جمهور محاضرة الباحث مراد الهوني (بوابة الوسط)