انطلقت، السبت، الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة، لإنهاء مهمة التحالف الدولي المناهض لتنظيم «داعش» الذي تقوده واشنطن، حيث تأمل بغداد أن يؤدي ذلك إلى خفض تدريجي لقوات التحالف على أراضيها.

ونشر المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني صورة للاجتماع الأول، الذي شارك فيه كبار قادة الجيش العراقي والأجهزة الأمنية وقادة التحالف الدولي الذي يضم عشرات الدول الأجنبية، بحسب وكالة «فرانس برس». 

وتأتي هذه المبادرة في سياق إقليمي شديد التوتر. فمنذ منتصف أكتوبر، استهدفت أكثر من 150 ضربة بطائرات مسيّرة وصواريخ القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق وسورية.

طائرة مسيرة تستهدف قاعدة عين الأسد الجوية
ومساء السبت، استهدف هجوم بطائرة مسيرة قاعدة عين الأسد الجوية في غرب العراق، حيث تنتشر قوات للتحالف، وفق ما أفاد مسؤول عسكري أميركي من دون أن يتمكن من تقدير وقوع أضرار أو سقوط جرحى. بينما أكد مصدر أمني عراقي وقوع الهجوم، نافيا سقوط ضحايا. 

-  بغداد وواشنطن تطلقان قريبًا «صياغة جدول زمني» لوجود التحالف الدولي في العراق
-  مسؤول عراقي: الضربات الأميركية لا تساعد على التهدئة

وفي وقت سابق السبت، أورد بيان رسمي صدر عن المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء أن السوداني: «جرت الجولة الأولى للحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة الأميركية لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق».

وأكدت واشنطن، الخميس، تشكيل مجموعات عمل مكونة من «متخصصين عسكريين ودفاعيين»، في إطار «اللجنة العسكرية العليا» المشتركة مع بغداد. وأوضح مكتب رئيس الوزراء، في بيانه، أن اللجنة العسكریة العلیا ستبحث ثلاث مجموعات: «مستوى التهديد الذي يمثله تنظيم داعش»، و«المتطلبات العملیاتیة»، وأخيرا «تعزيز القدرات المتنامية للقوات الأمنیة العراقیة».

صیاغة جدول زمني محدد لإنھاء المھمة العسكریة
وأضاف نص البيان: «في ضوء ھذه المراجعة، ستجري صیاغة جدول زمني محدد، لإنھاء المھمة العسكریة للتحالف، والانتقال إلى علاقات أمنیة ثنائیة بین العراق والولایات المتحدة والدول الشريكة في التحالف». وقد أشارت بغداد بالفعل إلى «خفض تدريجي» في عدد مستشاري التحالف. 

وأكدت قوات التحالف في بيان، السبت، إجراء هذه المشاورات الأولى، موضحة أنها تهدف إلى «إجراء تقييمات بخصوص ثلاثة عوامل: التهديد الذي يمثله تنظيم داعش، والمتطلبات العملياتية والبيئية، وكذلك قدرات القوات المسلحة العراقية».

 2500 جندي أميركي ينتشرون في العراق 
وأضاف البيان: «اللجنة العسكرية العليا ستعمل خلال فترة الحوار على تحديد الظروف اللازمة لنقل المهمة من العراق». وفي واشنطن، قالت نائبة الناطقة باسم وزارة الدفاع، سابرينا سينغ، للصحافة إن حجم القوة العسكرية الأميركية في العراق «سيكون بالتأكيد جزءا من المناقشات مع تقدم الأمور».

تأتي هذه المبادرة في سياق إقليمي شديد التوتر. وعلى الرغم من إعلان المحادثات بين بغداد وواشنطن، تعهدت «المقاومة الإسلامية في العراق»، وهي ائتلاف من الفصائل المسلحة الموالية لإيران، الجمعة، مواصلة هجماتها ضد التحالف الدولي.

وفي العراق يوجد نحو 2500 جندي أميركي، بينما ينتشر في سورية زهاء 900 جندي أميركي، في إطار عمل التحالف الدولي الذي أطلقته واشنطن العام 2014.